دراسات مكثفة لاختيار المجموعات الدوائية ذات الأولوية
حافظ: مصر تمتلك ثروة محجرية وتعدينية لصناعة المواد غير الفعالة
تجري حاليا دراسات دقيقة لسوق الدواء المصري، تتبناها غرفة صناعة الأدوية بشأن تعميق التصنيع المحلي للقطاع، خصوصا في شق المواد غير الفعالة التي تدخل في صناعة غالبية الأدوية ولديها بالفعل سوق قوي في مصر، وهي تعد فرص استثمارية ضخمة يتم حاليا دراسة ما إذا كان سيتبناها القطاع الخاص بشراكات عدة أم سيكون بنظام الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص؟
قال محيى حافظ، ممثل غرفة صناعة الدواء في مجلس إدارة اتحاد الصناعات، إن الأطراف المعنية بصناعة الدواء طرحت على مجلس الوزراء خلال جلسات الحوار الذي يُعقد لمناقشة مستهدفات وثيقة سياسة ملكية الدولة بالقطاع، سبل الاستفادة من الثروات الطبيعية المتوفرة في مصر، خصوصا فيما يخص تعميق التصنيع المحلي بالنسبة للقطاع.
وأضاف أنه يجري حاليا إعداد دراسات بين الحكومة والقطاع الخاص والأطراف المعنية بصناعة الدواء في مصر، بشأن تعميق التصنيع المحلي للدواء، والمتطلبات الاستثمارية لذلك.
وأوضح حافظ، أن مصر تمتلك ثروة محجرية ومنتجات تعدينية، ستساعدها في إنتاج المواد غير الفعالة (المواد الناقلة) التي تدخل في الغالبية العظمي من الصناعات الدوائية أو مستحضرات التجميل، وعلى رأسها فوسفات منطقة أبوطرطور، أو أحجار الكالسيوم التي تمتلكها مصر بمختلف أنواعها، وهناك العديد من الدراسات الخاصة بسبل الاستفادة من الثروات المحجرية في مصر لخدمة قطاع الدواء.
وأشار إلى أن صناعة المواد الفعالة، تتطلب صناعات بتروكيماوية على مستوى عالٍ جدا غير متاح في مصر حاليا، ولكن التحرك في هذا الاتجاه ليس مستحيلا ومن الممكن أن تبدأ فيه الدولة وسيؤتي ثماره خلال سنوات ولكنه يتطلب استثمارات عملاقة وتبني من الدولة نفسها. كما يجب التركيز على مواد معينة حتى لا تتشتت جهود الدولة في هذا السياق.
أضاف حافظ، أن تعميق التصنيع المحلي للأدوية يتكون من 4 مراحل، الأولى هي تصنيع المواد الفعالة، والثانية تصنيع المواد غير الفعالة (المواد الناقلة)، والثالثة هي إنتاج مواد التعبئة والتغليف الملامسة للمستحضر الدوائي، والرابعة إنتاج عبوات التغليف الخارجية والنشرة الدوائية.
العزبي: مباحثات بين الأطراف المعنية للاستثمار في خامات الأدوية
وقال أحمد العزبي رئيس مجلس إدارة صيدليات العزبي، إنه تجري حاليا دراسة ما إذا كانت مشروعات صناعة مستلزمات إنتاج الأدوية من المواد “الناقلة” ستتم بالشركة بين الحكومة والقطاع الخاص، أم سيتبناها القطاع الخاص على هيئة شراكة بين عدد من الشركات.
وأضاف أن الهدف من الاتجاه لتعميق التصنيع المحلي في المستحضرات الدوائية هو تأمين الاحتياجات الاستراتيجية للبلاد تحوطًا من أي تقلبات عالمية قد تؤثر سلبا على حركة التجارة العالمية.
وأوضح أن الدراسات الحالية تجري بالتعاون بين كل الأطراف المعنية بصناعة الدواء داخل السوق المحلي، وستكون الأولوية في اختيار الأصناف التي سيتم بدء تصنيع المواد الفعالة الخاصة بها لمجموعة الأدوية الأكثر مبيعا بالسوق المصري خاصة مجموعات أدوية الأمراض المزمنة مثل أدوية الضغط والسكر.
وقال محمد حسن ربيع، العضو المنتدب لشركة هاي فارم المتخصصة في إنتاج الأدوية الهرمونية، إن الصناعات الدوائية تحتاج لمواد غير فعالة والتي تسمى المواد الحاملة للمواد الفعالة، وكثير منها ليس معقد في تصنيعه ولكنها غير متوفرة محليا بالجودة التي تناسب الأدوية.
وأضاف أن من بين هذه المواد، النشا أو السكر المخصص للصناعات الدوائية، ولكن بصورة فائقة الجودة غير متوفرة محلية، وهي تعتبر فرص استثمارية هامة لأنها تدخل في غالبية الأدوية الفعل وحجم مبيعاتها ضخم في مصر.