عبدالله: “العروبة” اتجهت لتصنيع المنتج الشعبي لضمان المبيعات
أبدى عدد من مصانع الملابس الجاهزة وتحديدًا المتوسطة والصغيرة، رغبتها في تنويع الملابس المصنعة للهروب من ضغوط السوق وتحقيق المبيعات المستهدفة بنهاية العام الحالي.
قال صناع ومستثمرون فى القطاع، إن نحسار المنتجات المستوردة بسبب التغيرات العالمية وارتفاع قيمة الدولار مقابل العملات المحلية، شجع مصانع الملابس الجاهزة على زيادة الطاقة الانتاجية وتصنيع المنتجات الشعبية.
أكد السيد عبدالله رئيس شركة العروبة للملابس الجاهزة، أن القوى الشرائية فى السوق المحلي تعيد ترتيب أولوياتها حاليًا بسبب زيادة أسعار السلع الضرورية، لذلك نرى إقبالا كبيرا من المستهلكين على شراء المنتج المتوسط والشعبي.
أضاف لـ “البورصة”، أن السياسة التصنيعية للشركة كانت تقتصر على الشريحة المتوسطة لأكثر من 5 سنوات، لكن التغيرات التي طرأت مؤخرًا دفعتها إلى تصنيع المنتج الشعبي تماشيا مع السوق حتى لا تتأثر مبيعاتها سلبيًا.
وأشار إلى أن أغلب مدخلات التصنيع متوافرة بالسوق المحلي، لكن القطاع يحتاج إلى إعادة نظر فى أسعار الكهرباء باعتبارها العنصر الرئيسي للصناعة.
وتستهدف شركة العروبة للملابس الجاهزة، ضخ 25 مليون جنيه لتنفيذ توسعات جديدة تتضمن إضافة خطي إنتاج وإنشاء “هنجر” على مساحة 100 متر مربع.
وتسعى الشركة لزيادة الطاقة الإنتاجية لمصنعها إلى 350 ألف قطعة بنهاية العام الجارى مقابل 200 ألف قطعة حاليًا، وذلك فى محاولة لاقتناص فرص تصديرية إلى دول أفريقيا مطلع عام 2023.
قال عبدالله، إن الشركة تعاقدت على شراء خطوط الإنتاج من ألمانيا ومن المرتقب التركيب والتشغيل خلال شهرين على أقصى تقدير.
أضاف أن تكاليف الإنتاج فى دول الهند وتركيا والصين، ارتفعت بمعدلات كبيرة بسبب الحرب بين روسيا وأوكرانيا وتحديدًا أسعار الغاز والكهرباء، وهو ما أدى إلى صعوبة المنافسة مع الدول التى مازالت مدخلات الإنتاج فيها عند المعدلات الطبيعية.
وتمتلك العروبة مصنعًا بمدينة السادات على مساحة 1000 متر مربع، وبإجمالي استثمارات 150 مليون جنيه، وتعتمد الشركة على السوق المصرى فى تسويق كامل انتاجها.
وقال خالد الرفاعي رئيس مجلس إدارة (سي بي) للملابس الجاهزة، إن المنتجات المستوردة الشعبية تراجعت بمعدلات كبيرة منذ جائحة كورونا وحتى الآن، وهذا الأمر شجع المصانع الصغيرة على سد هذه الفجوة.
وأوضح أن أغلب الخامات متوافرة فى السوق المحلي لدى كبار المستوردين ونشتري منهم على حسب احتياجات الموسم.
أكد الرفاعي، أن قرار “الاعتمادات المستندية” لم يمكن المستوردين من استيراد ملابس خلال الموسم الصيفي الجاري، وهذا الأمر ساعد المصانع التي تعتمد على المكونات المحلية في إيجاد فرص تسويقية كبيرة بالسوق المحلي.
أضاف لـ “البورصة”، أن إعادة النظر في الضرائب والكهرباء يمكنها من توفير منتج جيد بأسعار مناسبة للمستهلكين، بالإضافة إلى تصدير الفائض إلى الاسواق القريبة.
ويتطلع الرفاعي لتصدير نصف إنتاج شركته إلى دول أوروبا والولايات المتحدة، والباقي إلى السوق المحلي، وهذا يجعل الشركة تتحوط ضد أى تذبذبات فى كلا السوقين على أن يكون الآخر بديلاً لتويق انتاجية الشركة.
عبدالسلام: تصنيع المدخلات وزيادة التصدير.. أولية الملابس الجاهزة
وقال المهندس محمد عبدالسلام رئيس غرفة الملابس الجاهزة باتحاد الصناعات المصرية، إن وزارة التجارة والصناعة بالتعاون مع الاتحاد، أعدا قائمة بحوالي 131 منتجًا مستوردًا يمكن تصنيعها محليًا، وتستحوذ الملابس الجاهزة على نسبة كبيرة من تلك المنتجات.
أضاف أن أزمة سلاسل التوريد التي حدثت بالتزامن مع جائحة كورونا شجعت القطاع على توفير أغلب مستلزمات انتاجه محليًا لعدم الثقة فى السوق العالمي مستقبلًا، ونتطلع إلى زيادة نسبة المكون المحلي فى المنتجات إلى 75%.
وذكر أن صناعة الملابس الجاهزة تسعى بجهود فردية إلى اقتناص فرص تصديرية جديدة فى السوقين الأفريقي والعربي، بدعم من تراجع انتاج الدول المنافسة لمصر فى هذا القطاع منها بنجلاديش وتركيا نتيجة تفاقم الأزمات فى بلادهم.
وأشار إلى أن صادرات قطاع الملابس الجاهزة إلى 2 مليار و27 مليون دولار خلال 2021، مقابل مليار و457 مليون خلال عام 2020 بنسبة زيادة 39%.
أضاف أن الغرفة تتطلع إلى تحقيق نمو فى الصادرات بنهاية العام الحالي بمعدل 25% على أن تكون الزيادة مبنية على الكمية وليست الأسعار.
وذكر عبدالسلام، أن القطاع يعمل فيه نحو 1.7 مليون عامل وعاملة، أغلبهم من النساء، و80% من القطاع صناعات صغيرة ومتناهية الصغر حسب تصنيف البنك المركزي وعددهم حوالي 8500 مصنع.
ويبلغ قيمة متوسط استهلاك مصر من الملابس الجاهزة 16.5 مليار دولار سنويًا يتم استيراد 20% منها بقيمة 3.3 مليارات دولار والباقى ينتج في مصر.
المرشدي: “المنسوجات” تعلمت الدرس من كورونا وتعزز المكون المحلي
وطالب المهندس محمد المرشدي رئيس غرفة الصناعات النسيجية، بسرعة الإفراج عن الخامات المستوردة لعدم تعطيل حركة التصنيع وبالتحديد المصانع الصغيرة.
وتابع: “صناعة المنسوجات والملابس الجاهزة، تأثرت سلبا من جائحة كورونا، لكنها انتبهت إلى ضرورة تعميق نسبة المكون المحلي إلى أقصى درجة حتى لا تتأثر مجددًا من أى أزمات مستقبلية”.