تراجع المبيعات 95% مقارنة بالعام الماضي.. والأسعار قفزت 45%
“البورصة” ترصد ردود أفعال أصحاب مصانع ومعارض الموبيليا
تشهد منطقة المناصرةـ السوق الأشهر للأثاث بالقاهرة، حالة من الركود الشديد في المبيعات بسبب ارتفاع الأسعار جراء زيادة تكاليف الإنتاج.
وقال أصحاب مصانع ومعارض بمنطقة المناصرة لـ”البورصة”، إنهم اتجهوا مؤخرًا إلى البيع بهامش ربح منخفض لتحريك المياه الراكدة وتغطية التكاليف، فيما افترح آخرون ضرورة التوجه بمنتجاتهم إلى الأسواق التصديرية في محاولة لتنشيط المبيعات. ولم يجد البعض مفرّا من تسريح جانب من العمالة، في ظل صعوبة تغطية التكاليف.
قال السيد الشيخ، رئيس شركة الشيخ للأثاث، إن منطقة المناصرة التي تعد من أشهر أسواق الأثاث والموبيليا في القاهرة الكبرى، تعاني حالة ركود تكاد تجعل المعارض والشركات تتوقف عن العمل.
أضاف لـ “البورصة”، أن المنطقة التي كان يتردد عليها آلاف المواطنين يوميًا، أصبحت لا تتخطى نسبة المبيعات بها 5% مما كانت عليه العام الماضي، أي أن الإنخفاض وصل 95%.
وأوضح أن المستهلك لا يستوعب الزيادات التي شهدها قطاع الأثاث: “فعند سؤاله على سعر غرفة النوم يجدها مثلا بـ 22 ألف جنيه.. فيرد بأنه سيواصل الجولة علي بقية الشركات ويرجع، أو يتفاوض حسب ميزانيته التى حددها قبل نزوله للشراء”.
وطالب الحكومة بدعم قطاع الأثاث وتوفير الخامات بأسعار مناسبة للحفاظ على شركات ومعارض كبيرة مهددة بالإغلاق فى ظل العقبات التى تواجهها.
وقال محمد السيد، تاجر أثاث، إن القطاع يعانى بسبب ارتفاع سعر الصرف وما نتج عنه من ارتفاع فى أسعار الخامات من أخشاب وأقمشة وأسفنج ومواد دهانات وتشطيب.
أضاف أن أسعار الأثاث ارتفعت علي مدار الأشهر الستة الماضية بنسبة 40 ـ 45%، وهو ما تسبب فى ضعف حركة البيع والشراء لدى المستهلك النهائى.
وأوضح أن أسعار غرف النوم المودرن والكلاسيك تتراوح بين 21 ـ 32 ألف جنيه مقابل 14 ـ 18 ألف جنيه منذ 6 أشهر، كما ارتفعت أسعار غرف الأطفال لتتراوح بين 12 و17 ألف جنيه، مقابل 7 و10 آلاف جنيه.
وقال حسنى الخضري تاجر أخشاب، إن أسعار الأخشاب غير مستقرة وتشهد تذبذبًا بقيمة تتراوح بين 300 ـ 400 جنيه خلال الأسبوعين الماضيين.
أضاف أن سعر المتر المكعب من الخشب السويدي بلغ نحو 9.8 ألف جنيه مقابل 9.5 ألف جنيه، وسعر متر البياض يتراوح بين 8.2 ـ 8.5 ألف جنيه مقابل 8 ـ 8.3 ألف جنيه خلال الأسبوعين الماضين.
اقرأ أيضا: تطوّر قطاع “الأثاث” مرهون بالاستثمار في تصنيع مستلزمات الإنتاج
أما سعر لوح الأبلكاش يتراوح بين 200 و220 جنيهًا للمتر، وسعر متر الخشب السويد يبلغ 11.3 ألف جنيه مقابل 10.2 ألف جنيه.
وتستورد مصر بأكثر من 1.5 مليار دولار أخشاب سنوياً، منها 1.4 مليار دولار أخشاب لينة، و155 مليون دولار أخشاب صلبة، فيما تبلغ قيمة واردات خشب الأرو قرابة 10 ملايين دولار، وفقاً للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
وقال علاء عيسى، رئيس مجلس إدارة شركة أولاد عيسى للأثاث، إن الشركة بدأت تخفيض إنتاجها وتسريح جانب من العمالة بسبب تراجع حركة البيع.
وأضاف أن أجر العامل يقدر بنحو 600 جنيه أسبوعيًا، ومع ارتفاع الأسعار بدأ يطالب بزيادة قدرها 200 جنيه ليصل إلى 800 جنيه في الأسبوع، الأمر الذى فرض على بعض المعارض فى ظل تراجع المبيعات تسريح بعضًا من عمالتها.
وأوضح أن أسعار الأثاث تضاعفت الفترة الماضية، وأصبح المستهلك غير مستوعب لتداعيات تلك الزيادة من ارتفاع خامات ونولون الشحن، بجانب فواتير الكهرباء والضرائب وأجور العاملين بالمعرض.
أكد عيسى، أن التصدير هو السبيل الوحيد للخروج من حالة الركود المحلية، إلا أن ذلك يجب أن يقابله من الحكومة دعم للخامات والترويج لمنتجاتهم فى الأسواق الأفريقية ودول الخليج من خلال تنظيم معارض خارجية.
وقال عماد فهيم تاجر أثاث، إن تجارة وصناعة الأثاث تُستنزف فى ظل التغيرات التى طرأت على كثير من دول العالم منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية.
أضاف أنه يجب على الجهات المعنية التدخل ودعم الخامات بعد أن وصلت إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق خلال العام الحالي، حيث تعد المكون الأساسى للصناعة بنسبة تتخطى حاجز 70%.
وقال أحمد على، رئيس شركة موبيليا مودرن، إن النمط الاستهلاكى للأفراد تراجع رغم موسم الصيف والأفراح، وأصبح المستهلك يتوجه إلى تلبية احتياجاته الأساسية من مأكل ومشرب وملبس وتعليم.
أضاف أن بعض المقبلين علي الزواج أصبحوا يتجهون إلى أسواق الأثاث المستعملة المنتشرة داخل القاهرة، لتلبية وتدبير احتياجات المنزل من الأثاث فى ظل تلك ارتفاع أسعار المُنتجات الجديدة.
وأوضح علي، أن المقبل على الزواج أصبح يشترى الأثاث المستعمل، ثم يأخده إلى استورجي يقوم بدهانه وتلميعه، حسب ما يتوافر لديه من أموال بعد شرائه.
ولفت إلى أن الشركة أقرّت تخفيضات على غرف النوم بسعر التكلفة وبهامش ربح ضعيف يتراوح بين 200 ـ 300 جنيه، لتحريك المياه الراكدة، وتجميع سيولة المنتجات الموجودة فى المعرض، لسد المصروفات من إيجارات وعمالة وكهرباء وغيرها.
كما أن الشركة تقوم بتوصيل الأثاث إلى منزل المشترى داخل القاهرة مجانًا، وخارجها تدفع نصف تكلفة الشحن والمستهلك يتحمل النصف الآخر.