العطار: نستهلك 420 مليون قلم سنويًا.. و4 مصانع تلبي احتياجات السوق
رفعت شركة سمارت للأدوات الكتابية إنتاجها المحلي من الأقلام الجاف إلى نحو 144 ألف قلم يوميًا، العام الحالي، بمتوسط 4 ملايين قلم شهريًا، مقابل نحو 12 ألف قلم يوميًا خلال 2019 العام الأول لمنتجها في السوق.
قال محمد العطار رئيس الشركة، إن «سمارت للأدوات الكتابية» تمتلك مصنعًا في المنطقة الصناعية الأولى في العبور، وينتج الأقلام الجاف، وهو واحد من إجمالي 4 مصانع منتجة للأقلام الجاف في مصر، وتلبي احتياجات السوق المحلية.
وأوضح في حواره لـ«البورصة» أن مصنعه هو أحدث مصنع تم إنشائه في السوق لإنتاج الأقلام الجاف، وذلك في 2019.
لفت العطار، إلى أنه مستورد بالأساس لكنه كان لديه شغف لخوض تجربة التصنيع المحلي لمنتجات الأدوات الكتابية، وهو ما دفعه للسفر إلى الصين وألمانيا والهند وتركيا؛ للتعرف عن قرب على هذه الصناعة وإعداد دراسة فنية لمصنعه، وبعدها استورد الماكينات ومستلزمات الإنتاج ليبدأ التصنيع في 2019.
وأوضح أنه بعد تجاوز السنة الأولى من الإنتاج اصطدم السوق بتفشي فيروس كورونا، وتوقفت الدراسة، وتراجع معها الطلب على الأدوات الكتابية، كما انخفضت معدلات الطلب أيضا في 2021.
ولفت إلى أن المتغيرات التي طرأت على السوق خلال عامي 2020 و2021 أرجأت خطة الشركة للتوسع، لكنها لجأت إلى تطوير المنتج، وجذب التكنولوجيا الهندية والألمانية في هذه الصناعة، ليبدأ العام الحالي 2022 برفع الطاقات الإنتاجية ومضاعفتها 3 مرات.
وكشف أن “سمارت للأدوات الكتابية” تجري عملية تصنيعية كاملة للقلم الجاف من خلال 15 مرحلة للوصول لمنتج عالي الجودة، إذ يعتمد على حبيبات البلاستيك الخام في تصنيع الأنبوب البلاستيك، وتصنيع الإطار الخارجي للقلم، فيما يستورد الأحبار من الهند والتي تتميز بجودة إنتاجها من الحبر، وسنون القلم الجاف من دول منها تايلاند وألمانيا.
ويتراوح حجم استهلاك السوق المحلية من الأقلام الجاف بين 30 ـ 35 مليون قلم شهريًا في المتوسط.
أشار العطار، إلى أن معدل الاستهلاك الفعلي للقلم الجاف يختلف من شهر لآخر، إذ يرتفع بشكل كبير خلال شهري أغسطس وسبتمبر استعدادًا لعودة المدارس، فضلا عن كثافة الطلب منتصف العام الدراسي ومع امتحانات نهاية العام.
ويرتفع الطلب المحلي في أشهر المواسم وهي الفترة التي تسبق الدراسة إلى 90 مليون قلم شهريًا، وتضخ 4 مصانع كبرى منتجة للقلم الجاف ، فيما يلجأ تجار الجملة إلى الشراء المبكر والتخزين لحين عودة الطلب.
أكد العطار، أن الإنتاج المحلي من الأقلام الجاف يكفي احتياجات السوق، كما أن المنتج المحلي يحظى بفرص جيدة في ظل تطبيق رسوم إغراق على الأقلام الجاف الهندية منذ سنوات، والتي كانت تلحق الضرر بالمنتج المحلي.
ومدَّدت الحكومة في فبراير 2019، قرارها بمكافحة إغراق السوق المصرية بأقلام الحبر الجاف الواردة من الهند حتى عام 2023، وذلك تطبيقاً للقانون رقم 161 لسنة 1998 بشأن حماية الاقتصاد القومي من الآثار الناجمة عن الممارسات الضارة في التجارة الدولية، ولائحته التنفيذية وتعديلاتها.
ويسري القرار على الأقلام ذات المنشأ أو المصدرة من الهند، كما تم تعديل ورفع قيمة “رسم الإغراق” إلى 65% من السعر وتكلفة التأمين والشحن لمصر.
وكانت الحكومة فرضت رسوم إغراق على أقلام الحبر الجاف ذات المنشأ أو المصدرة من الهند في عام 2013، ثم مدت العمل بالقرار مرتين.
أضاف العطار، أن المنتج المحلي أعلى جودة من المنتج الصيني في الأسواق، مما أعطاه فرصة للتوسع وتغطية احتياجات السوق.
ورغم تدني سعر المنتج الصيني ، إلا أن جودة المحلي تتفوق عليه، وتفرض سيطرتها على السوق.
ولفت إلى تضرر صناعة القلم الجاف من صعوبة استيراد الخامات، إذ تسببت في نقص الخامات التي تعتمد عليها الشركة من البلاستيك والأحبار وسنون القلم، وذلك نتيجة صعوبة تدبير الدولار لعمليات الاستيراد لهذه المدخلات.
ولفت إلى أهمية تعظيم تدفقات النقد الأجنبي من خلال استثمارها في الإنتاج والتصنيع لتوفير البدائل المحلية، والتي تسهم في تقليل فاتورة الاستيراد.
وطالب العطار بتيسير الإجراءات وسرعة تدبير اعتمادات دولارية لاستيراد خامات المصانع حتى لا تتوقف أو تخفض إنتاجها.
ووجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء ، بإنهاء مسألة مستندات التحصيل الخاصة بالبنوك خلال الفترة المقبلة لتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لمستلزمات الإنتاج.
أوضح العطار، ضرورة السماح بالتدبير الذاتي للدولار للمصانع من خلال شركات الصرافة لتيسر استيراد الخامات، فضلا عن أهمية الاستفادة من الحسابات الدولارية التي تمتلكها المصانع لدى البنوك؛ لاستيراد احتياجاتها من خامات ومستلزمات الإنتاج.
واقترح أن ترفق المصانع في طلبات تقدمها لهيئة الاستثمار صورا للمنتجات ومستلزمات الإنتاج التي تستوردها منعًا لتلاعب بعض الشركات في استيراد خامات ومنتجات لبيعها في السوق بدلا من تصنيعها، وأن تكون لهذه المصانع أولوية لتدبير الدولار بشكل عاجل.
وفيما يخص خطط الشركة لتصدير منتجاتها في الوقت الراهن، أشار إلى أن السوق المحلية جيدة ومازالت بحاجة لزيادة الإنتاج لتلبية الطلب المتزايد.
لفت العطار، إلى أن صناعة الأدوات الكتابية، واعدة وكبيرة وبها استثمارات ضخمة، كما انها صناعة مازالت بها كثير من الفرص، ويمكن أن تكون واحدة من دعائم تقليل فاتورة الاستيراد حال توجيه الاستثمارات نحو توفير البدائل المحلية.
وأوضح أهمية تيسير كافة الاشتراطات الخاصة بعمليات التصنيع، ومساعدة المستثمرين لزيادة الإنتاج في مختلف الصناعات، وتوفير حوافز للشركات الناشئة خصوصا في السنوات الأولى لتقليل الأعباء المالية ومساعدتها على نفاذ منتجاتها للأسواق.
كما طالب بإعفاء صغار المستثمرين من الاشتراطات الخاصة بالدفاع المدني والإجراءات الأخرى فيما يخص استصدار التراخيص الصناعية خلال السنوات الخمس الأولى من عملها.
ولفت إلى أهمية إعطاء الرخصة الذهبية لكافة القطاعات لتشجيع الشركات على ضخ استثمارات جديدة لزيادة الإنتاج والتصدير، وزيادة تدفقات النقد الأجنبي، وتقليل فاتورة الاستيراد وتوفير البدائل المحلية، وزيادة فرص العمل، وتقليل معدلات البطالة.
وقال: “يجب الاستعانة بالتجربة الصينية في بدايتها للتوجه نحو التصنيع إذ أصبحت حاليًا القوة المسيطرة على سوق السلع في العالم، وأصبحت مصنع العالم”.