خطاب: الغاز فى مصر أرخص.. لكن أنقرة أقرب فى عمليات النقل
يترقب منتجو الزجاج، اقتناص فرصة التربع على عرش مبيعات القطاع بالسوقين المحلية والعالمية، والاستفادة من غياب المنتج الأوروبى، ولكن المنافس التركى، ووجود بعض العراقيل المحلية، قد يتسبب فى ضياع هذة الفرصة.
قال محمد خطاب رئيس شعبة الزجاج بغرفة مواد البناء باتحاد الصناعات، إن استمرار أزمة نقص الغاز الطبيعى فى أوروبا سيوفر فرصة كبيرة أمام تعزيز تنافسية المنتج المصرى فى الأسواق الخارجية بسبب نقص المعروض المحتمل بالسوق الأوروبية.
وأضاف لـ «البورصة»، أن وجود اتفاقية تجارة حرة بين مصر ودول الاتحاد الأوروبى، سيمنح المنتج المصرى دفعة قوية للمنافسة داخل الأسواق الأوروبية، إلا أن ذلك يتطلب تسهيل تدبير الخامات اللازمة للتصنيع.
وأوضح أن لدى الشركات المصرية فرصة ذهبية لتعظيم صادرات الزجاج، ولكن «لا نمتلك أدوات استغلالها فى ظل نقص المواد الخام اللازمة للتصنيع بسبب أزمة الاعتمادات المستندية، وتأثيرها السلبى على استيراد مستلزمات الإنتاج بالتحديد».
وأشار خطاب، إلى تراجع المعروض داخل السوق المصرية من منتجات الزجاج المختلفة، مع ارتفاع الطلب المحلى.
ولتلبية احتياجات السوق المحلى واقتناص الفرص التصديرية التى تلوح فى الأفق يجب تسهيل العملية الإنتاجية وتقديم كل التيسيرات المطلوبة للصناعة المصرية.
وتابع: «السوق الأوروبى سيكون فرصة كبيرة أمام المنتج المصرى ومنافسة التركى.. لذلك يجب تذليل العقبات التى تحول دون التفوق على المنافسين، كما أن سعر الغاز الطبيعى فى مصر أرخص من تركيا، ولكنهم يمتلكون ميزة قرب المسافة من أسواق أوروبا مقارنة بمصر، فضلا عن امتلاكهم دعما تصديريا قويا يمتص ارتفاع التكلفة هناك نسبيا».
واقترح تخفيف الأعباء من على كاهل المنتج المصرى حتى يتمكن من منافسة نظيره التركى، خصوصا أن عناصر التكلفة متغيرة بشكل سريع مثل تكلفة الشحن والطاقة وارتفاع سعر الدولار، إلى جانب صعوبة الحصول على الخامات بسبب الاعتمادات المستندية.
وارتفعت صادرات مصر من الزجاج ومصنوعاته بنسبة %23 خلال النصف الأول من 2022 لتبلغ 257 مليون دولار مقابل 209 ملايين دولار خلال الفترة نفسها من 2021.
وقال إسلام سامى مدير مصنع الإسلامية للزجاج، إن أزمة الطاقة فى أوروبا وتعطيل الطاقات الإنتاجية بالمصانع على إثرها، ستسهم فى تعزيز صادرات الزجاج المصرى فى أسواقه التقليدية داخل أفريقيا والدول العربية، لأن الأزمة ستقلص المعروض من المنتج الأوروبى بجانب ارتفاع سعره.
أضاف أن المنتج المحلى يفتقد مواكبة التكنولوجيا الحديثة المتطورة، وهى الميزة التى يقترض أن تعزز تنافسية المنتج فى أوروبا، ويتم استيراد تلك التكنولوجيا لإضفاء مميزات جديدة على المنتج المصرى مثل «المرايا المضيئة» أو «السكيوريت».
وأشار سامى، إلى أن صناعة الزجاج تعتمد على الأفران، وهى صناعة كثيفة استهلاك الطاقة.. لذلك فإن تقديم دعم فى أسعار الغاز لهذا النوع من الصناعات يفتح لها أبواب الفرص التصديرية بكميات مضاعفة عن الوقت الحالى، خصوصا أن المنافس التركى يحصل على دعم فى أسعار الطاقة مما يعزز تنافسيته بشكل كبير.
وشدّد على ضرورة استغلال نقص المعروض الأوروبى لصالح تعزيز تنافسية المنتج المصرى وفتح أسواق تصديرية جديدة، من خلال تقديم تسهيلات ضريبية وإعادة النظر فى أسعار الطاقة وتسهيل الحصول على الخامات.
وقال كريم المحمدى، صاحب مصنع زجاج، إن أسعار الخامات ارتفعت بشدة منذ بداية العام الحالى، بسبب ارتفاع سعر الدولار وتكلفة الشحن وأجور العمالة، الأمر الذى جاء بالتوازى مع تراجع الطلب من قبل المستهلكين، حتى تم تخفيض الطاقات الإنتاجية للمصنع.