بدأت شركات السيراميك، زيادة طاقاتها الإنتاجية استعدادًا للطلب المتوقع من الأسواق الخارجية بسبب العقبات التى تواجه المصانع الأوروبية فى توفير الغاز الطبيعى المساهم الأول فى تكاليف إنتاج الصناعة.
كما تكثّف مصانع السيراميك والبورسلين نشاط معاملها خلال الفترة الأخيرة، لإيجاد بدائل لبعض الخامات المستوردة، لتأمين احتياجاتها فى ظل التقلبات العالمية المستمرة، ونقص سلاسل الإمداد.
قال عماد عفيفى، مدير التصدير بشركة سيراميكا جرانيتو، إن الشركات المنتجة للسيراميك والبورسلين، تعمل حاليًا على إيجاد بدائل لبعض الخامات المستوردة للبورسلين.
كما تتجه للاعتماد على خامات الجليز المحلية التى بدأت تُصنع مؤخرًا، وكان يتم استيرادها بشكل أساسى من أوروبا.
أضاف لـ «البورصة» أن صناعة البورسلين تضررت من نقص الخامات الأولية المستوردة من أوروبا، إذ كان يتم الاعتماد على استيراد الطفلة البيضاء من أوكرانيا، والتى تعتبر المورد الأساسى لهذه الخامة.
أوضح عفيفى، أن بدائل تلك المادة متاحة فى الهند والصين، لكن عملية استيرادها من الصين أصبحت صعبة فى ظل حالات الإغلاق مع تفشى فيروس كورونا فى بكين، فيما لجأت الهند للحفاظ على الخامات لمصانعها.
ولفت إلى أن المصانع تسعى لإيجاد بدائل محلية، وخرجت بنتائج لتوفير هذه الخامة لكن مازالت أقل من جودة المستورد.
وأشار إلى أن السيراميك يعتمد على بدائل محلية بشكل كبير خلال الفترة الحالية، إذ يتوافر نحو %80 من مدخلات الإنتاج محلية الصنع، فيما يتوقع أن يكون قطاع البورسلين الأكثر تضررًا من أزمة الطاقة فى أوروبا والحرب الروسية الأوكرانية خلال الشتاء المقبل.
وتوقع أن تلجأ المصانع الأوروبية إلى تقليل إنتاجها فى ظل زيادة أسعار الغاز الطبيعى إلى مستويات قياسية، والتى صعدت بأكثر من %550 خلال عام، فيما تشير التوقعات لزيادات جديدة خلال أكتوبر المقبل.
قال عفيفى، إن بعض الشركات ومن ضمنها سيراميكا جرانيتو تتجه لزيادة طاقتها الإنتاجية للاستفادة من الزيادة المتوقعة فى الطلب الخارجى خلال الفترة المقبلة.
وأشار إلى زيادة الطلب الخارجى على منتجات الشركة من بعض الدول، وفى مقدمتها السعودية، إذ تخصص «جرانيتو« نحو %45 من إنتاجها للتصدير.
وقال صبحى نصر رئيس شركة سيراميكا لابوتيه، إن الأسواق الأوروبية ليست هى المنافس الأبرز للشركات المصرية فى مبيعات السيراميك.
أضاف لـ «البورصة» أن الشركات الصينية والهندية هما المنافسان الأبرز لمصر، سواء فى الدول الأوروبية أو بقية الأسواق العالمية.
وأشار نصر، إلى أن التغلب على الشركات الصينية والهندية مرهون بمدى استقرار تكاليف الإنتاج على المستوى المحلى، وخصوصا سعر الغاز الطبيعى.
وقال رئيس شركة لتصنيع السيراميك، طلب عدم نشر اسمه، إن استغلال الفرصة لزيادة الصادرات إلى أوروبا مرهون باستقرار سعر الغاز محليًا وعدم تحريك سعر الجنيه من جديد خلال المرحلة المقبلة.
أضاف لـ «البورصة»، أن قطاع السيراميك يحاسب بنحو 4.75 دولار للمليون وحدة حرارية، وتحريك سعر الجنيه يعنى ارتفاع التكلفة على المصانع لأنها تحاسب على سعر الغاز بالجنيه.
وأوضح أن لدى المصانع فرصة كبيرة فى كل الأسواق العالمية، إلا أنه يوجد منافسان شرسان هما الصين والهند يرغبان أيضًا فى اقتحام تلك الأسواق.
وقالت هبة مهران، المدير العام لشركة أوشن ترانس للاستيراد والتصدير، إن المنتج الهندى ينافس بقوة فى سوق الخليج، كما أنه المرشح الأقوى للاستفادة من أى تراجع فى الإنتاج الأوروبى.
أوضحت أن دول الخليج تتجه حاليًا إلى إقامة صناعة وطنية لديها مثل السعودية والإمارات مؤخرًا. كما تطلب السعودية شهادة المطابقة «ساسو« لكن تكلفتها مرتفعة.
ولفتت إلى ضرورة الاهتمام بخفض تكلفة الإنتاج المحلية لدعم تصدير المنتج المصرى فى الدول المجاورة، والاستفادة من ارتفاع أسعار الطاقة فى أوروبا.