«أبوطالب»: مشاكل الاستيراد سببت عجزاً شديداً فى الواردات الجديدة
اتجه عدد من وكلاء السيارات، للاستعانة بقطع غيار السيارات المستعملة لإصلاح مركبات العملاء بمراكز الخدمة التابعة، فى ظل النقص الشديد ببعض المكونات، وتأخر الإفراج عن الشحنات الواردة إلى الموانئ.
قال محمد أبوطالب، رئيس شعبة قطع غيار السيارات المستعملة بغرفة بورسعيد التجارية، إنَّ جميع مراكز الصيانة التابعة لوكلاء السيارات بالسوق المحلى أصبحت تعتمد على مستوردى قطع غيار السيارات المستعملة بنسبة كبيرة لصيانة السيارات، ولتلبية الطلب داخل السوق؛ نظراً إلى أن المعروض ليس كافياً، مقارنة بحجم الطلب المتزايد.
أضاف أن قطع غيار السيارات تعد من السلع الاستراتيجية التى يجب أن يتم استبعادها من القرار مثلها مثل «المواد الغذائية»؛ نظراً إلى أنها سلعة مكملة يتم الاعتماد عليها لنقل المواد الغذائية للمصانع والأسواق.
وأوضح «أبوطالب»، أن قطع غيار السيارات المستعملة تدخل السوق المصرى عن طريق أربع موانئ رئيسية فى مصر وهى بورسعيد، والعين السخنة، والإسكندرية، وسفاجا.
أشار إلى أن حجم واردات قطع غيار السيارات المستعملة من ميناء بورسعيد وحده بلغ نحو 1200 حاوية بمتوسط ما بين 20 و25 سيارة مقطعة داخل الحاوية الواحدة بأنواع مختلفة، وذلك وفقاً لآخر إحصائية صادرة بنهاية العام الماضى.
أضاف أن السوق المصرى يستورد قطع غيار السيارات من دول أبرزها اليابان، والصين، وكوريا، وبعض دول أوروبا وأمريكا.
وحول تحديد أسعار القطع داخل السوق، أكد أنها تحدد حسب احتياج السوق طبقاً لنظرية العرض والطلب، بجانب حالة القطعة، ونوع السيارة، وموديل الصنع، وبلد المنشأ.
وقال رئيس مجلس إدارة إحدى شركات توزيع السيارات، رفض نشر اسمه، إنَّ الاعتماد على قطع الغيار المستعملة الواردة من الخارج له عدة أسباب؛ منها نقص المعروض داخل السوق، بالإضافة إلى أنها قطع أصلية وليست (تقليد).
أضاف أن الشركة تأخذ موافقة العملاء قبل التركيب وذلك لعدم الوقوع فى الغش التجارى أو المساءلة القانونية أمام الجهات الرقابية، مؤكداً أن العملاء يفضلون أحياناً تركيب قطع الغيار المستعملة بسياراتهم بدلاً من شراء القطع الجديدة فى ظل الارتفاعات غير المسبوقة فى الأسعار على خلفية ندرة المعروض منها داخل السوق المصرى.
ولفت إلى أن اللجوء إلى قطع الغيار المستعملة يعد بديلاً صعباً لشركات السيارات.. لكنه الملاذ الوحيد فى الوقت الراهن لضمان عدم تعطل المركبات فى مراكز الخدمة، التى أغلق بعضها أبوابه أمام استقبال سيارات جديدة؛ بسبب عجزه عن استيعاب طلبات جديدة.
وقال مصدر يعمل بمركز صيانة تابع لأحد التوكيلات المعروفة داخل السوق المصرى، إنَّ المركز اضطر إلى فك أجزاء من المركبات المستعملة المتقادمة لاستخدامها فى عمليات الإصلاح بمراكز الخدمة؛ بسبب النقص الحاد فى بعض قطع الغيار.
أشار المصدر، إلى أن الإصلاح والتشغيل بقطع غيار مستعملة أفضل من انتظار السيارات داخل مراكز الخدمة لحين وصول شحنات جديدة.
وأوضح أنه توجد بعض السيارات متوقفة حالياً فى مراكز الخدمة لعدم وجود قطع الغيار المناسبة لها، أو لرفض العميل استخدام أجزاء مستعملة.
وهذه المشكلة تواجه غالبية التوكيلات فى الوقت الراهن، وربما تتفاقم خلال الأسابيع المقبلة حال عدم الحصول على تسهيلات لتذليل عقبات التمويل والإفراج عن هذه الشحنات.