يجب دعم مزارعى الزيتون فنياً ومالياً وتقديم الحوافز للمستثمرين الجدد
رهن حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، توطين صناعة زيت الزيتون فى مصر بالتوسع فى زراعته، ليصل إلى ما لا يقل عن 100 مليون شجرة مخصصة لإنتاج زيت الزيتون خلال السنوات العشر المقبلة.
قال «أبوصدام»، إنّ إجمالى أشجار الزيتون المزروعة فى مصر لا يتجاوز 65 مليون شجرة، %20 منها مخصصة لإنتاج الزيت، و%80 لتصنيع زيتون المائدة.. لذلك كانت تحتل مصر المركز الأول عالمياً فى النوع الأخير.
وأضاف لـ«البورصة»، أن زراعة الزيتون بجميع أصنافه تتركّز فى بعض المحافظات، أبرزها الوادى الجديد وسيناء والجيزة والفيوم والبحيرة وأسيوط والإسماعيلية والمنيا.
وأوضح أن زراعة 100 مليون شجرة زيتون ليست صعبة، فالاستراتيجية التى اعتمدتها الدولة مؤخراً لتطوير الصناعات النسيجية عبر التوسع فى زراعة القطن تعد ملهمة لتطوير باقى القطاعات الأخرى، وفى مقدمتها زراعة وصناعة الزيتون.
وأشار إلى أنه تمت زراعة ملايين الأشجار من الزيتون، خلال العامين الماضيين، بدعم من مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى لزراعة 100 مليون شجرة، لكنَّ إنتاجها لن يكون ملموساً إلا قبل نحو 4 سنوات.
ويحتاج إنتاج كيلو من زيت زيتون نحو 7 كيلوجرامات من الثمار. وحال تحسين السلالات فإنَّ الكمية اللازمة لإنتاج كيلو زيت واحد ستنخفض إلى 5 كيلوجرامات ثمار فقط.
وطالب نقيب الفلاحين، وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، بدعم مزارعى الزيتون فنياً ومالياً لزيادة المساحات المزروعة، بجانب منح المستثمرين الجدد مزيداً من الحوافز فى بداية العملية الاستثمارية لتقليل التكاليف، خصوصاً أن الشجرة تبدأ أول إنتاجها فى السنة الثالثة من زراعتها.
ولفت إلى أن الأصناف المخصصة لاستخلاص زيت الزيتون حالياً تحتاج إلى مزيد من التحسين من خلال مراكز الأبحاث الزراعية أو استيراد شتلات تتماشى مع هذا الغرض من إسبانيا.
قال «أبوصدام»، إنَّ أغلب الأصناف التى تزرع فى أغلب المحافظات هى صنف العقص والعجيزى والتفاحى، والعمل على تطوير تلك السلالات بات ضرورياً فى ظل سعى الحكومة للتوسع فى زراعة المحاصيل الزيتية لتقليل فاتورة الاستيراد.
وتستورد مصر ما يقرب من 2.1 مليون طن من الزيوت سنوياً، فى حين لا يتجاوز الإنتاج الفعلى حوالى 400 ألف طن، بحسب وزارة الزراعة واستصلاح الأراضى.
إنشاء معصرة تابعة لـ«الزراعة» فى كل منطقة يقلل حلقات البيع ويرفع الإنتاج
قال «أبوصدام»، إن تقديم تسهيلات لإنشاء معصرة تابعة لوزارة الزراعة فى كل منطقة من مناطق تركيز زراعة الزيتون، سيقلل حلقات البيع ويرفع الطاقة الإنتاجية من زيت الزيتون، ويوفر عائداً مادياً مناسباً للمزارع.
أضاف أن أغلب المزارعين يتطلعون إلى تعويض الخسائر التى تكبدوها العام الماضى على أثر التغيرات المناخية، وهو ما يترجم زيادة أسعار الزيتون المستخدمة لغرض التخليل والزيت.
وأوضح أن التغيرات المناخية ليست المؤثر الوحيد على إنتاجية زراعات الزيتون فى مصر، إذ إنَّ انتشار الآفات مثل دودة براعم الزيتون وحشرة المن والتربس المسببة للعفن الأسود يؤدى أيضاً إلى تدهور الإنتاج.
متوسط إنتاجية الشجرة 3 كيلوجرامات فى السنة الأولى ترتفع إلى 100 كيلو فى العام الثامن
أكد نقيب الفلاحين، أن الدول المنتجة لزيت الزيتون ومنها إسبانيا، طلبت من مواطنيها زيادة استهلاكهم من زيت الزيتون إلى 15 لتراً سنوياً بدلاً من 12 لتراً حالياً للحفاظ على الصحة العامة، والحد من استيراد أصناف الزيوت الأخرى.
وذكر أن متوسط إنتاجية الفدان يختلف بحسب كثافة الزراعة والصنف المزروع والرى والسماد، إذ إنَّ متوسط إنتاج الشجرة الواحدة فى السنة الثالثة من الزراعة يبلغ حوالى 3 كيلوجرامات تزداد فى السنة الرابعة الى 10 كيلوجرامات، ثم إلى 20 كيلو جراماً فى العام الخامس و40 كيلو جراماً فى العام السادس، إلى أن تصل إلى ما بين 70 و100 كيلو جرام فى السنة الثامنة.
أضاف أن الزيتون يعتبر من أفضل الأشجار الواعدة للزراعة فى مصر لرخص سعر الشتلة مقارنة بغيرها، بجانب سهولة العناية بها وكونها تتحمل العطش والملوحة مقارنة بالمحاصيل الأخرى.