«بالى»: البرودة والتقلّبات الجوية وراء تراجع إنتاج الزيتون العامين الماضيين
«عمارة»: العائد على الاستثمار الزراعى لن يظهر قبل 7 سنوات
حلّت التغيّرات المناخية، ضيفاً ثقيلاً على العاملين فى مجال زراعة وتصنيع الزيتون فى مطروح وسيوه، خلال الموسمين الماضيين، وهو ما تسبب فى انخفاض الطاقات الإنتاجية، ومن ثم ارتفاع الأسعار.
قال عبدالرحمن بالى ومحمد عمارة، وهما من العاملين فى تصنيع وبيع الزيتون ومنتجاته فى المنطقتين الأشهر فى هذا المجال بمصر مطروح وسيوه، بجانب مدينة رفح، إنَّ التغيرات المناخية تسببت فى انخفاض الإنتاج بنحو نصف الكميات تقريباً. فخلال موسم الزراعة الماضى 2020- 2021 تسبب ارتفاع درجات الحرارة عن المعتاد فى عدم حصول الأشجار على البرودة اللازمة كى تُثمر وبالتالى تأثر «التزهير» وانخفض الإنتاج، بحسب «بالى»، الذى يمتلك متجر السيوى لبيع منتجات الزيتون.
أما فى الموسم الحالى 2021 – 2022 فإن أشجار الزيتون حصلت على البرودة الكافية لعملية «التزهير».. لكنَّ المزارعين فوجئوا نهاية مارس الماضى بتقلّبات جوّية ورياح شديدة تسببت فى سقوط العناقيد، ما تسبب للعام الثانى على التوالى فى انخفاض الإنتاج.
ويرى «بالى»، أن الإنتاجية أكثر قليلاً من العام الماضى، إذ بدأت فترة الحصاد التى تستمر من بداية سبتمبر حتى نهاية العام، موضحاً: «يبدأ خلال الشهر الأول حصاد الزيتون الذى يستخدم فى التخليل وزيتون المائدة، فيما يستمر حصاد المستخدم فى تصنيع الزيت حتى ديسمبر؛ حيث يتطلب التعرض لدرجة برودة عالية ترفع من إنتاجية وجودة زيت الزيتون».
انخفاض الإنتاج بسبب التغيّرات المناخية لم يمرّ مرور الكرام كما يوضح «بالى»، إذ نتج عن ذلك ارتفاع السعر؛ بسبب ندرة المعروض، ليسجّل سعر الطن هذا العام 14.5 – 15 ألف جنيه مقابل 13.5 ألف جنيه العام الماضى، وبين 7 و8 آلاف جنيه قبل ذلك.
وتراوحت أسعار المنتجات بين 110 و130 جنيهاً لزيت الزيتون بحسب الجودة، فيما يتراوح سعر زيتون المائدة بين 20 و25 جنيهاً.
ويبلغ سعر الزيتون البلدى 25 جنيهاً، والتفاحى 30 جنيهاً، والدولسى بين 20 و35 جنيهاً، فيما يعد الكالاماتا اليونانى الأغلى بنحو 50 جنيهاً للكيلو.
أحد أبرز مطالب «بالى» لتطوير القطاع، هو توفير «شتلات» من قِبل وزارة الزراعة ذات إنتاجية مرتفعة من الزيت كمنتج نهائى.
محمد عمارة، مالك معصرة أوليفى بسيوه ومرسى مطروح، يقول إنَّ استثمارات معصرة زيت الزيتون تقدر بنحو 250 الف دولار، موضحا أنه اشترى واحدة خلال الأسابيع الماضية بطاقة إنتاجية 100 طن يومياً، فيما يمتلك أخرى فى سيوة طاقة 60 طناً يومياً.
ويصدر «عمارة» نحو %85 من الإنتاج من خلال شركة وسيطة لعدم وجود تواصل مع مستوردين بشكل مباشر، فيما يوجّه النسبة المتبقية إلى السوق المحلى.
ولا يستطيع مالك معصرة أوليفى، الاستثمار فى زراعة الزيت رغم امتلاكه 150 فداناً بالقرب من سيوه، لاحتياجه إلى دعم مالى كبير، فضلاً عن أن العائد على الاستثمار الزراعى لن يظهر قبل نحو 7 سنوات على الأقل.