بعد متابعتى لما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعى حول “كابيتر”، أرى أن هناك الكثير من عدم الإنصاف لمناخ الشركات الناشئة، ذلك قد يفسره حقيقة أن الناس أعداء ما لا يعرفون، حيث لايزال عالم الشركات الناشئة ظاهرة جديدة نسبيًا فى مصر، لذلك الشائعات قد تنتشر بسرعة جدا ويصعب فى ظل ذلك التمييز بين الخيال والحقيقة.
لكن عالم الشركات الناشئة فى مصر هو واحد من أكثر البيئات الواعدة فى أفريقيا، بالطبع ستفشل شركات لأسباب عدة لكن البعض الآخر سيحقق نجاحات عظيمة، ويحتاج جميع المشاركين فى عالم الشركات الناشئة فى مصر للتعلم من فشل البعض، لكن عليهم ألا يفقدوا إيمانهم فى تكرار تجارب الناجحين.
شريحة الشركات التى تقدم خدماتها لصغار التجار والشركات هى أهم بكثير من أن توصم بأزمات مر بها أحدهم، خاصة أنها تقدم -خدمات لقطاع التجزئة فى سوق ضخم مثل السلع الاستهلاكية سريعة التداول في مصر، عبر استغلال التكنولوجيا للوصول لملايين صغار التجار والتجزئة وهو ما يعد عمودا فقريا لشفافية الأسعار، ويقود نحو استغلال أمثل للوجستيات، ويؤدى لتمويل قائم على البيانات بما يمكن صغار التجار من المنافسة مع الكبار مع تساوى الحظوظ.
حقا السماء هى الحدود حينما يتعلق الأمر بمساعدة ملايين من صغار التجار لبيع بضائعهم التى تتجاوز قيمتها مليارات.
منصات تقديم الخدمات لصغار التجار يمكن فهم نجاحها بشكل أفضل حينما ننظر لشركة ناشئة مثل “فاتورة” و”مكسب” و”طلبية”، وكأحد المساهمين الأوائل فى “فاتورة” كنا جميعا فخورين بنجاح مؤسسيها.
وبظرة سريعة يمكن أن نرى النجاح بداية من استحواذ تنمية الرائدة فى التمويل متناهي الصغر على شركة “فاتورة” مرورا بشركة “مكسب” وأخبار 10 ملايين دولار استثمارات من كبرى الصناديق وصناديق الثروة السيادية في الخليج، وصولا إلى استحواذ العملاق “إم إن تى حالا “على شركة “طلبية”.
لذا يمكننا القول، أن هناك شهية كبيرة للاستثمار فى قطاع الشركات الناشئة التى تقدم خدمات لصغار التجار، ومن مؤسسات كبيرة مثل “هيرميس” و”إم إن تى حالا” وصناديق الثروة السيادية ، فالغالبية العظمى من تلك الشركات الناشئة نجحت أن تكون جزء من كيانات مالية أكبر وأكثر رسوخًا، ومرت بفحوصات دقيقة لنفى الجهالة لوضعهم المالى والحوكمة والخطط المستقبلية، وفى نظرى يعد ذلك شهادة على مدى قوة وصلابة تلك الشركات الناشئة ومستقبلها الواعد.
ما أقوله هو أن مناخ الشركات الناشئة فى مصر يتطور وأن ما يدعو للتفاؤل أكثر بكثير مما يدعو للتشاؤم، فلنركز على الجانب المضىء من الصورة ولنبذل كل ما فى وسعنا لتصحيح ما يلزم ولنشرح لمن لا يعرف ديناميكيات وطبيعة عمل الشركات الناشئة.
الشركات الناشئة المبتكرة قد تكون لاعبا مهما فى مستقبلنا لكننا جميعا يجب أن نعرفها أكثر ونشرحها للجميع وأن ندعم هؤلاء التواقين للنجاح وأن نتحدث أكثر عنهم.
بقلم مالك سلطان
مؤسس مشارك لصندوق ديسربتك لرأس المال المغامر المهتم بالشركات التكنولوجية الناشئة