قال شري كوهلي رئيس أسواق الدين في بورصة لندن، إن قيمة سوق السندات الخضراء العام الماضي، بلغت نحو 900 مليار دولار من المبالغ المستثمرة في تلك السندات مقارنة بنحو 20 مليار دولار عام 2014، وهو ما يعني نسبة نمو سنوي تجاوزت 50%.
وأضاف كوهلي، في مقابلة مع “العربية” بُثت اليوم الأحد، أن هناك توجها مستمرا لإصدار سندات خضراء في المنطقة العربية، مشيرا إلى أن صندوق الاستثمارات العامة يعتبر أول صندوق سيادي في العالم يقوم بإصدار هذا النوع من السندات، ومن المتوقع أن تتجاوز أصوله التريليون دولار بحلول 2025.
وأوضح أن إصدار صندوق الاستثمارات العامة في السعودية للسندات الخضراء، يعد حدثا هاما ليس فقط للمنطقة العربية ولكن أيضا لسوق السندات الخضراء.
وتابع أن الصندوق لديه أصول ضخمة تحت الإدارة تقدر بنحو 600 مليار دولار حالياً، لكنها مرشحة للارتفاع إلى أكثر من تريليون دولار بحلول 2025، والقطاعات التي يستهدفها صندوق الاستثمارات العامة للاستثمار تتماشى مع إطار السندات الخضراء، والصندوق يقدم للمستثمرين كامل الشفافية والثقة.
وأشار رئيس أسواق الدين في بورصة لندن، إلى أن إطار العمل ونشرة الإصدار منشورة من قبل صندوق الاستثمارات العامة على منصة بورصة لندن حالياً، وهو ما يوفر للمستثمرين نظرة على استراتيجية الصندوق وأيضا استراتيجية المملكة.
وقال شري كوهلي إن بورصة لندن تتمتع بعلاقات عميقة مع المستثمرين الدوليين والجهات في الأسواق الناشئة التي تقوم بمختلف الإصدارات، متابعاً: “دعمت بورصة لندن الإصدارات من الأسواق الناشئة منذ عام 2000، بقيمة 900 مليار دولار”.
وأضاف أن بورصة لندن أطلقت سوق السندات المتوافقة مع معايير البيئة والمجتمع والحوكمة عام 2015 كأول بورصة في العالم تطلق هذا النوع، وتدعم حالياً أكثر من 120 مليار دولار من 400 إصدار مختلف، ولذلك فعُمق هذه السوق هو سبب اختيار صندوق الاستثمارات العامة للإصدار في بورصة لندن.
وتابع شري كوهلي: “هذا الإصدار يعد نقطة فارقة بالنسبة لسوق الإصدارات الخضراء في المنطقة العربية خاصة و نحن ننظر إلى اجتماعات المناخ في مصر والإمارات على مدار السنة القادمة، وهذا الإصدار يتماشى مع التزامات الدول في الاقتصاد الأخضر، وشهدنا جهات سيادية تصدر سندات خضراء أو مستدامة مثل دولة تشيلي في أميركا اللاتينية أصدرت سندات خضراء عوائدها متصلة بمستوى الانبعاثات ولاحظنا زيادة من قبل المستثمرين والصناديق التي تطلق سندات خضراء ومستدامة كنوع من الأصول ونعتقد أن هذا التوجه سيستمر”.
وأضاف أن بورصة لندن دعمت صندوق الاستثمارات العامة أثناء جولته لترويج هذه السندات وشهدت إقبالاً من نطاق واسع من المستثمرين حول العالم.
وتابع: “نأمل أن نكون على وشك نقطة تحول في الشرق الأوسط وهناك علامات إيجابية، وشهدنا إقبالا متزايدا على الصكوك الخضراء كأصل استثماري يستعان به بشكل أكبر هذه السنة مقارنة بالسنوات السابقة والمملكة العربية السعودية رائدة في سوق الصكوك الخضراء من ناحية مساهمتها سواء على صعيد الدولة، أو على صعيد القطاع المصرفي مثل البنك الأهلي السعودي وبنك الرياض، أو على صعيد البنك الإسلامي للتنمية”.
وأوضح شري كوهلي، أن كل هذه خطوات تقوي الاقتصاد من خلال التركيز على القطاعات الخضراء، مشيراً إلى التفاؤل بهذا المجال وأنه سيشكل جزءً أكبر من اقتصاد المنطقة العربية.
وقال رئيس أسواق الدين في بورصة لندن، إن بورصة لندن لديها نشاط كبير في منطقة الخليج وساهمت في تمويل أكثر من 400 مليار دولار من رؤوس الأموال في سوق أدوات الدخل الثابت في الخليج، وتتطلع لمؤتمر المناخ في شرم الشيخ العام الحالي، وفي الإمارات السنة القادمة، وهذه النقاشات تتكثف و هي جزء من تفاعل البورصة مع الدول حول العالم وتأتي ضمن إطار مبادئها ورؤيتها لتوجيه رؤوس الأموال إلى الاقتصاد الأخضر، ودعم التحول إلى صفر صافي انبعاثات.