من المتوقع أن ترتفع تكلفة بطارية السيارة الكهربائية خلال العام الحالي، لأول مرة منذ أكثر من عقد.
أدى ارتفاع أسعار المواد الخام للبطاريات، مثل الليثيوم والكوبالت والنيكل، إلى قيام شركة أبحاث السلع الأساسية “بلومبرج إن إي إف” بالتنبؤ بعكس الاتجاه طويل الأمد نحو الخلايا الأرخص، والذي شهد انخفاض التكاليف من 1220 دولار للكيلووات / ساعة في عام 2010 إلى 132 دولار خلال العام الماضي.
تدعو فكرة العودة إلى البطاريات الأكثر تكلفة، بجانب ضغط سلسلة الإمداد، إلى التساؤل عن مدى السرعة التي يمكن أن تصبح بها السيارات الكهربائية منتجات ذات أسعار معقولة في السوق الشامل، في وقت مازال فيه النقل متسبباً في ربع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون التي تعد محركاً عالمياً للاحتباس الحراري.
يتوقع محللو الصناعة أن شركات صناعة السيارات ستواجه اضطرابات مطولة في الإنتاج، على غرار تلك الناجمة عن نقص أشباه الموصلات خلال العامين الماضيين.
لذلك، في مواجهة القيود المفروضة على قدرتها على الحصول على المواد الخام، تخطط شركات السيارات لتولي شراء المدخلات الحيوية بنفسها، بدلاً من تركها لقاعدة واسعة من الموردين.
يوضح جون هيكاوي، رئيس شركة الأبحاث “ستورمكرو كابيتال”، أن “صُناع السيارات قلقون بشأن الوصول إلى المعادن الهامة”، مضيفاً أن تولي زمام المبادرة في توفير المواد الخام هو الخيار الوحيد المتاح بالنسبة لهم.
كانت “تسلا” أول شركة تصنيع سيارات تدخل في هذا المسار في يوم البطارية التاريخي في عام 2020، حيث قال مؤسسها إيلون ماسك إن الشركة ستتدخل بشكل مباشر، عند الضرورة، لتكملة إمدادات مواد البطاريات، حسبما أفادت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
كانت الأدلة العامة على انتقال “تسلا” إلى أعلى سلسلة الإمداد صامتة نسبياً حتى الآن، لكن الإيداعات الشهر الماضي أظهرت أن الشركة المصنعة للسيارات الكهربائية تقدمت بطلب للحصول على إعفاءات ضريبية لبناء مصفاة محتملة لليثيوم في تكساس أو لويزيانا.
ينظر العديد من مراقبي الصناعة إلى هذه الخطوة باعتبارها ضرورية لتحقيق طموح “تسلا” في بيع 20 مليون سيارة كهربائية بحلول عام 2030، لكن الأمر ينطوي على مخاطر كبيرة، لأن تكرير الليثيوم، وهي معالجة كيميائية معقدة، بعيد كل البعد عن الخبرة الأساسية لصانع السيارات في تصميم المركبات وتعتمد على قدرة الشركة على تأمين نوع من خام الليثيوم يعرف باسم “الإسبودومين”.
يذكر أن “تسلا” هي الشركة الرائدة في الصناعة في تأمين المواد الخام للبطاريات، لكن بعض صُناع السيارات الحاليين، الذين يشعرون باحباط من اضطراب سلسلة الإمداد، كثفوا مؤخراً جهودهم الخاصة لتأمين الموارد عبر التوجه مباشرة إلى المنتجين.