يقول الاقتصاديون إن آسيا، خاصة جنوب شرق آسيا، تظل نقطة مضيئة، حتى في وقت يبدو فيه الاقتصاد العالمي وكأنه يتجه نحو الركود العام المقبل.
قال صندوق النقد الدولي الأسبوع الماضي إن الانتعاش الاقتصادي القوي في آسيا بداية العام الحالي فقد زخمه بسبب ثلاث “رياح معاكسة هائلة”، تتمثل في ارتفاع أسعار الفائدة والحرب في أوكرانيا وتأثير النشاط الاقتصادي الضعيف في الصين.
قال صندوق النقد الدولي في تقريره الأخير عن التوقعات: “رغم ذلك، ما زالت آسيا نقطة مضيئة نسبياً في اقتصاد عالمي باهت بشكل متزايد”.
توقع الصندوق أن يبلغ النمو في آسيا والمحيط الهادئ 4% عام 2022، و4.3% عام 2023، وكلاهما أقل من المتوسط البالغ 5.5% خلال العقدين الماضيين، لكنها ما زالت أعلى من توقعات الصندوق لأوروبا والولايات المتحدة.
بشكل عام، سيكون مسار آسيا مختلفاً عن العديد من الاقتصادات المتقدمة مثل أوروبا ، إذ إنه بمثابة “عامل تنويع مفيد معزول إلى حد ما عن الصعوبات التي تواجه أوروبا”، حسبما قال تاوشا وانج، مدير المحفظة في “فيديليتي” في مذكرة الأسبوع الماضي.
ونقلت شبكة “سي.إن.بي.سي” الإخبارية الأمريكية عن وانج قوله إن “هذا يعني مزيداً من المجال أمام السياسات الموجهة للنمو في المنطقة، والتي تختلف عن أجزاء أخرى كثيرة من العالم ، إذ يجبر التضخم المرتفع البنوك المركزية على تشديد الأوضاع المالية”.
قال صندوق النقد الدولي إن منطقة جنوب شرق آسيا ستتمتع على الأرجح بعام قوي قادم، حيث تتوسع فيتنام من كونها مركزاً لجهود تنويع سلسلة الإمداد، بينما من المرجح أن تنمو الفلبين وإندونيسيا وماليزيا والهند بين 4% و6%.
وأضاف صندوق النقد الدولي أن السياحة في كمبوديا وتايلاند ستتحسن.
حتى الآن، تفوقت الصادرات من الدول الأعضاء في رابطة دول جنوب شرق آسيا “الآسيان”، المكونة من إندونيسيا وماليزيا والفلبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام، على شمال آسيا وبقية المنطقة.
كذلك، ساعد ارتفاع أسعار السلع الأساسية واضطرابات العرض مصدرين مثل إندونيسيا.
وقال تشوا هان تانج وديزي شارما، المحللان في بنك “دي بي إس”، في مذكرة إن مؤشرات مديري المشتريات الصناعية في إندونيسيا والفلبين وتايلاند وفيتنام “وقفت على نطاق واسع عند مستوى يتجاوز 50 نقطة في سبتمبر، وهذا يضع هذه الدول في مرتبة أعلى من دول مثل كوريا الجنوبية وتايوان”.
بالنسبة للصين، فمن المحتمل أن تشهد انتعاشاً خلال العام الحالي وقد تسجل نمواً بنسبة 3.2% عام 2022 قبل أن تتسارع إلى 4.4% عام 2023، بافتراض تخفيف سياسات “صفر كوفيد” تدريجياً، حسبما قال صندوق النقد الدولي.
ومع ذلك، حذرت مؤسسة “فيديليتي” من أنه ما زال هناك الكثير من الشكوك مع الصين، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يبشر مؤتمر الحزب الشيوعي في الصين بمزيد من اليقين السياسي أثناء التوجه نحو العام الجديد بينما يمكن أن يكافح اليوان الصيني بشكل أكثر ضد ارتفاع الدولار الأمريكي.