الرئيس فى “كوب27”: الشعوب تتوقع توفير التمويلات اللازمة للتكيف مع تبعات تغير المناخ
وجه الرئيس عبد الفتاح السيسى نداء إلى قادة العالم بضرورة التحرك سويا لوقف الحرب الروسية الأوكرانية، وإنهاء هذه الأزمة التي تلقي بظلالها على جميع دول العالم.
وقال “إننى أوجه نداء معكم وبكم من أجل أن تتوقف هذه الحرب، نحن كدول اقتصادها ليس قويا عانت كثيرا من تبعات أزمة كورونا لمدة سنتين وتحملنا تبعاتها.. والآن نعانى من هذه الحرب”.
وأضاف الرئيس السيسى – فى كلمته اليوم بالجلسة الافتتاحية للشق الرئاسي من أعمال الدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) بمدينة شرم الشيخ – “اسمحوا لي أنا أتحدث أمام الحضور الكريم من قادة دول العالم والملوك ورؤساء الحكومات المشاركين في قمة المناخ، عن أزمة كبيرة تواجهنا ولها تأثير كبير على دول العالم أجمع وهي الأزمة الروسية ـ الأوكرانية”.
وتابع قائلا “أنا لا أتكلم فقط عن معاناة بلادنا، ولكن أتحدث عن معاناة العالم كله من هذه الأزمة، وأكرر وأنادى باسمكم واسمي، فلتتوقف هذه الحرب، هذا نداء من مؤتمرنا لوقف الحرب والدمار والخراب والقتل”.
وأوضح الرئيس السيسي قائلا “نحن على استعداد من أجل العمل لوقف هذه الحرب.. وليس للبحث عن دور، ولكن أتصور أن كثيرا من القادة المشاركين في المؤتمر يشاركونني هذا الرأي.. نحن مستعدون للتحرك سويا؛ إذا كان ذلك ممكنا، لإيقاف هذه الحرب”.
وأكد الرئيس السيسى، أن العالم يحتاج إلى مواجهة التغيرات المناخية وآثارها وما تسببه من خسائر كبيرة للبشرية، وقال “إن تغير المناخ هو إحدى أكثر القضايا العالمية أهمية وإلحاحا وهى مواجهة تغير المناخ من خلال أعمال الدورة الـ27 لمؤتمر الدول الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP27) الذي ينعقد في دورته الحالية بمدينة شرم الشيخ (مدينة السلام) وأولى المدن المصرية التي تعرف طريقها نحو التحول الأخضر التي تتعلق بها أنظار وعقول العالم لمتابعة وقائع مؤتمرنا وما سيسفر عنه من نتائج تساهم في تحول مصائر ملايين البشر نحو الأفضل وفي خلق بيئة نظيفة ومستدامة ومناخ أكثر استجابة لمتطلبات الشعوب وظروف مواتية للحياة والعمل والنمو دون أضرار بموارد عالمنا التي يتعين العمل على تنميتها واستثمارها وجعلها أكثر استدامة”.
وأكد الرئيس أن ما يحتاجه عالمنا اليوم، لتجاوز أزمة المناخ الراهنة وللوصول إلى ما توافقنا عليه، كأهداف في “اتفاق باريس” يتجاوز مجرد الشعارات والكلمات، و ما تنتظره منا شعوبنا اليوم، هو التنفيذ السريع والفعال والعادل ، وتتوقع منا شعوبنا خطوات حقيقية وملموسة نحو خفض الانبعاثات، وبناء القدرة على التكيف، مع تبعات تغير المناخ وتوفير التمويل اللازم للدول النامية، التي تعاني أكثر من غيرها من أزمة المناخ الراهنة “، مشيرا إلى أنه من هذا المنطلق؛ فلقد حرصنا على تسمية هذه القمة: “قمة التنفيذ” وهو الهدف الذي يجب أن تتمحور حوله، كافة جهودنا ومساعينا.
وقال الرئيس السيسي إنه على الرغم من كافة التحديات، التي واجهناها خلال الفترة الماضية، ولا نزال نواجهها فضلًا عن جميع العوامل، التي أعلم أنها تلقي بظلال من الشك وعدم اليقين، إزاء قدرتنا على الوصول إلى أهداف “اتفاق باريس”، وحماية كوكبنا من مستقبل، يصل فيه ارتفاع درجات الحرارة إلى درجتين ونصف، بل ثلاث درجات مئوية على الرغم من ذلك كله، فإن هناك شواهد وعوامل أخرى، تدعونا إلى التمسك بالأمل في قدرة البشرية، على صنع مستقبل أفضل لأجيال قادمة، لا يجب عليها أن تتحمل نتائج أخطاء لم ترتكبها وفي شعوب باتت أكثر وعيًا ودراية، بحجم التحدي ومتطلبات مواجهته، وبالثمن الباهظ للتقاعس أو التراجع والأمل أيضًا في حكومات، تعلم ما يتعين عليها القيام به، وتسعى بالفعل إليه، وفقًا لقدراتها وإمكانياتها وفي قطاع أعمال عالمي ومجتمع مدني، أصبح يمتلك من الأدوات، ما يؤهله للعب أدوار مهمة في هذا الإطار.
وأضاف “لقد وضعنا في مصر نصب أعيننا، أهدافًا طموحة عبرنا عنها في “استراتيجية مصر الوطنية لمواجهة تغير المناخ”، ونعمل بدأب، على الإسراع من وتيرة التحول الأخضر، من خلال التوسع في الاعتماد على الطاقة المتجددة والنقل النظيف واتخذنا خطوات ملموسة، نحو إحداث تحول هيكلي، في القوانين والتشريعات وآليات العمل الحكومية، بما يسـاهم في تعزيـز الاسـتثمارات الخضـراء “، والبرنامج الوطني للاستثمار في مشروعات المياه والطاقة والغذاء “نوفي” الذي أطلقته مصر مؤخرًا هو تجسيد لهذا الطموح، وهذا التوجه وإن ما تشهده مصر اليوم، من تحول نحو الاقتصاد الأخضر منخفض الانبعاثات.