سعى أنصار الطاقة النووية، ومن بينهم ساسة ونشطاء، إلى تلميع صورة القطاع اليوم الأربعاء واستخدموا قمة المناخ كوب27 المنعقدة بمصر للترويج للطاقة النووية باعتبارها تتيح طريقة آمنة وفعالة التكلفة لخفض انبعاثات الكربون في العالم.
وأدت المخاوف المتنامية من سرعة وتيرة تغير المناخ وشح إمدادات الطاقة حول العالم إلى تخفيف وجهة نظر بعض صناع السياسات تجاه الطاقة النووية، وهو قطاع يواجه صعوبة منذ سنوات في جذب الاستثمارات بسبب مخاوف بشأن السلامة والنفايات المشعة وارتفاع تكلفة بناء المفاعلات.
وافتتحت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي وكالة تضم عدة حكومات تسعى للترويج لاستخدم الطاقة النووية، معرضا خلال قمة الأمم المتحدة للمناخ التي يحضرها زعماء عالميون في مصر، وهي المرة الأولى التي تفعل فيها ذلك خلال 27 عاما هي عمر مفاوضات المناخ الدولية التي تقام سنويا. ويسعى المعرض لبيان قدرة التكنولوجيا النووية في مكافحة تغير المناخ.
وقالت الوكالة في بيان يعلن عن المعرض “الكثير من الدول التي تواجه ارتفاعا حادا في تكاليف الطاقة ومخاوف متزايدة بشأن تأمين الإمدادات بدأت تتحول إلى الطاقة النووية”.
في غضون ذلك، دعم المبعوث الأمريكي الخاص لشؤون المناخ جون كيري القطاع في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء خلال القمة بإعلانه اهتمام بنك الصادرات والواردات الأمريكي رسميا بتوفير دعم مالي بقيمة ثلاثة مليارات دولار لإنشاء مفاعل نووي في رومانيا.
وقال للصحفيين “لدينا بديل قابل للاستمرار يتمثل في (الطاقة) النووية… هذه إحدى الطرق التي يمكننا من خلالها تحقيق صافي (انبعاثات) صفري” مشيرا إلى هدف دولي لخفض صافي انبعاثات الغاز المسببة للاحتباس الحراري إلى مستوى الصفر بحلول 2050.
وأضاف “لا يمكننا الوصول إلى صافي (انبعاثات) صفري بدون وجود الطاقة النووية في مزيج الطاقة”.
وخصصت الولايات المتحدة بالفعل ثلاثة مليارات دولار لإبقاء محطات الطاقة النووية القائمة مفتوحة، وذلك في إطار استراتيجية عامة لخفض انبعاثات الكربون الضارة، وتأمل بذلك في التشجيع على مشروعات جديدة.
وواجهت صناعة الطاقة النووية صعوبات في جمع الأموال في السنوات القليلة الماضية، بعدما تعرضت سمعتها لضرر بالغ عقب انهيار مفاعل بمحطة فوكوشيما للطاقة النووية باليابان في 2011. وأثار غزو روسيا لأوكرانيا المزيد من المخاوف بشأن السلامة النووية في ظل القتال وقطع الكهرباء بصفة متقطعة بموقع محطة زابوريجيا.
وقالت هانا فنويك، القائد المشارك لمنظمة الطاقة النووية من أجل المناخ التي تمثل شبكة من 150 رابطة تدعو الحكومات لتبني الطاقة النووية، إن منظمتها تحشد صانعي السياسات خلال كوب27 لدراسة الاستثمار في الطاقة النووية وإنها تتلقى ردودا مبشرة.
وأضافت “قلنا لسنوات طويلة إن الطاقة النووية حل للمناخ، وقد تغير المناخ الجيوسياسي والناس يصغون لنا الآن”.
رويترز