الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة للوصول إلى الحياد الكربونى
يتجه القطاع الصناعى نحو تطبيق آليات تصنيع المنتجات الخضراء والمستدامة، مع قرب انتهاء مؤتمر المناخ COP27 بشرم الشيخ.
واتفق مصنّعون على أن التحول نحو إنتاج هذه المنتجات يتطلب توافر عاملين أساسيين فى الصناعة، هما الاعتماد على الطاقة الجديدة والمتجددة فى عمليات التصنيع للوصول إلى الحياد الكربونى، بجانب تدوير المخلفات الصناعية لتحويلها إلى منتجات أولية تدخل ضمن مستلزمات الإنتاج فى صناعات أخرى، فى خطوة للتخلص الآمن منها ووقف استنزاف الموارد البيئية وتقليل التكلفة ومواجهة التغيرات الناخية.
«الأباصيرى»: ارتفاع فرص تصدير «النسيج والملابس» لاستغنائها عن الوقود الأحفورى
قال عبدالغنى الأباصيرى، وكيل مجلس إدارة غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات، إنَّ ثمة محددات لإنتاج منتجات صناعية خضراء ترتبط بشكل وثيق بتحقيق الاستدامة فى القطاع الصناعى.
أضاف لـ«البورصة»، أن أبرز هذه المحددات هو نوع الطاقة المستخدم الذى لا بد أن يكون قليل الانبعاث الكربونى، كاستخدام الغاز الطبيعى أو التوجه نحو الطاقة الجديدة والمتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وأوضح أن المحدد الآخر هو قدرة القطاع الصناعى على التخلص الآمن من مخلفاته عبر إعادة تدويرها، سواء من قبل المصانع التى ينتج عنها هذه المخلفات، أو من خلال مصانع أخرى تعمل فى مجال إعادة التدوير.
وأشار «الأباصيرى»، إلى أن تحقيق الالتزام بهذه المحددات يحقق توجه العالم نحو خفض الانبعاثات الكربونية، ويزيد من فرص الحصول على المنتجات ذات القيمة المضافة، لا سيما أن هناك توجهاً من قبل عدد من الدول نحو اقتصار وارداتها على المنتجات ومكونات ومستلزمات الإنتاج الخضراء صديقة البيئة.
وأكد أن الصناعات النسيجية والملابس الجاهزة سيكون لها فرصة تصديرة كبيرة فى المستقبل، لأنها استغنت عن الوقود الأحفورى المرتفع الانبعاث الكربونى بالغاز الطبيعى والكهرباء، إلى جانب تركيب العديد من المرشحات والفلاتر لتنقية الهواء من ملوثات البيئة، بجانب اعتمادها على التكنولوجيا الحديثة ذات الاستهلاك المنخفض من الطاقة.
وتابع: «يعمل القطاع على تدوير مخلفاته الصناعية كالعبوات البلاستيكية الخاصة بالمواد الخام المستخدمة فى الصناعة والكرتون، بالإضافة إلى تدوير مخلفات الأقمشة والخيوط المستخدمة فى إنتاج المفروشات والستائر».
ولفت «الأباصيرى» إلى أن الملابس الجاهزة والمنسوجات من أقل القطاعات تلويثاً للبيئة وأكثرها اهتماماً بالبحث عن حلول مناسبة للاستغلال الأمثل لموارد الطبيعة ووقف استنزاف ثروتها.
«شكرى»: الصناعات الغذائية تعيد تدوير جميع المخلفات خصوصاً مواد التعبئة والتغليف
وقال محمد شكرى، عضو مجلس إدارة غرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات المصرية، إنَّ شركات القطاع بدأت فى إجراء أبحاث لخفض الانبعاثات الكربونية، من خلال مراجعة أنواع الوقود التى تستخدمها فى الصناعة ونسبة البصمة الكربونية الصادرة عن مصانعها.
أضاف لـ«البورصة»، أن هذه الأبحاث ستركز على تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل أقل من تلك المحددة للمصانع.
ولفت إلى أن قطاع الصناعات الغذائية يصدر عنه مخلفات بيئية قليلة جداً، وتتم إعادة تدويرها جميعاً كمواد التعبئة والتغليف.
وقال أحمد هجرس، مدير عام شركة هجربوتا لتصنيع الأسمدة، عضو المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية والأسمدة، إنَّ إنتاج أسمدة خضراء مرهون بتكلفة التحول نحو الطاقة المتجددة.
أضاف لـ«البورصة»، أن صناعة الأسمدة يمكنها أن تتحول بشكل كلى للاعتماد على الطاقة المتجدة كالطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
لفت إلى أن قطاع الأسمدة لا ينتج عنه أى مخلفات، وبالتالى فإنَّ الأمر يقتصر على خفض الانبعاثات الكربونية من الوقود الأحفورى، وتوفير التمويل اللازم للتحول نحو الطاقة المتجددة.
وطالب «هجرس»، اتحاد الصناعات المصرية بإعداد دراسات حول التحول نحو الطاقة المتجددة للمصانع مع إشراك المجتمع الصناعى فى هذه الدراسات للحصول على أفضل النتائج التى تحقق الاستفادة القصوى، بشكل يسهم فى خفض الانبعاثات الكربونية، وتحقيق ميزة تنافسية للمنتجات المصرية.
كتب – محمد سرى