عقد البنك التجارى الدولى “CIB”، جلسة نقاشية بعنوان “التحالف المصرفى لخفض صافى انبعاثات الكربون إلى الصفر NZBA: دراسة فرص خفض الانبعاثات الكربونية للبنوك فى البلدان النامية”، وذلك خلال مشاركته فى مؤتمر الأطراف COP27 المنعقد بشرم الشيخ، يوم “إزالة الكربون”.
ويستهدف البنك التجارى الدولى من خلال هذه الجلسة تبادل الرؤى بين قادة القطاع المصرفى حول تعزيز دور التحالف المصرفى “NZBA”، وهو تحالف دولى يتولى مسئولية الالتزام بمواءمة المحافظ التمويلية والاستثمارية بالبنوك مع أهداف التحالف المتمثلة مع جهود خفض انبعاثات الكربون بحلول عام 2050، فى دعم البنوك الإفريقية لتوجيه محافظها التمويلية نحو المشروعات الهادفة إلى إزالة البصمة الكربونية، بما يساهم فى رسم مستقبل للنمو الاقتصادى المستدام بالدول الإفريقية.
وقد ألقت الكلمة الافتتاحية، المتحدث الرئيسى للجلسة، الدكتورة أمانى أبو زيد، مفوض البنية التحتية والمعلوماتية والطاقة بالاتحاد الإفريقي، حيث أشارت فى كلمتها إلى أن التمويل هو أهم الأركان الرئيسية لعملية التحول إلى مستقبل خال من الانبعاثات الكربونية على المستويين العالمى والإقليمي.
وأوضحت أن انخفاض مستويات التمويل الحالية للتخفيف من التغيير المناخى والتكيف مع تأثيراتها، يشكل تحديًا كبيرا للدول النامية لتنفيذ أجندة خفض الانبعاثات الكربونية مستقبلاً.
وأدارت الجلسة النقاشية سارة كيميت، رئيس الأمانة العامة للتحالف المصرفى “NZBA”، وشملت قائمة المتحدثين، الدكتورة داليا عبد القادر، رئيس قطاع الاستدامة بالبنك التجارى الدولي، وويندى دوبسون، رئيس قطاع الخدمات المصرفية العالمية للشركات، بمجموعة ستاندرد بنك، وأليكس ميتشي، المدير التنفيذى لتعبئة رؤوس الأموال فى الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية بتحالف غلاسكو المالى من أجل صافى انبعاثات صفرى “GFANZ”، ودانيال حنا، الرئيس العالمى للتمويل المستدام فى بنك باركليز.
وانطلاقًا من مكانته باعتباره أحد الموقعين المؤسسين للتحالف المصرفى “NZBA” ودوره الريادى فى التمويل المستدام، يدرك البنك التجارى الدولى مسئوليته نحو تعزيز الحوار المشترك بشأن التمويل المستدام ودورة المؤسسات المالية الإفريقية فى عملية التحول إلى استخدام الطاقة النظيفة.
ويرى البنك أنّ هناك قيمة فى توسيع المحادثات بشأن الفرص والتحديات التى يوجهها الاقتصاد منخفض الكربون ودور المؤسسات المالية والتحالفات مثل التحالف المصرفى التابع للأمم المتحدة لخفض صافى انبعاثات الكربون إلى الصفر إلى معالجة هذه التحديات والتصدى للفرص من خلال توفير الدعم الفنى وإيجاد أفضل الممارسات لتقليل انبعاثات الكربون بالقطاعات المختلفة.
وفى هذا الإطار، أخد بنك “CIB” زمام المبادرة بقيادة المناقشات التى ركزت الضوء على التمويل الخاص بإفريقيا باعتبارها من أقل المساهمين فى الانبعاثات الضارة، غير أنها فى الوقت نفسه الأكثر تضررًا بالتغير المناخى.
وأوضح البنك التجارى الدولى أن الدول الأفريقية تحظى بوفرة فى الموارد المتجددة، مما سيساهم فى تعزيز نموها المستدام إذا أتيحت لها الفرص التمويلية اللازمة لدفع عجلة التحول نحو الطاقة النظيفة والتكيف مع التغير المناخي.
وأكدت الدكتور أمانى أبو زيد على أهمية دور التحالف المصرفى فى توجيه التدفقات التمويلية نحو إفريقيا نظرًا لاحتياجها الشديد، وذلك على الرغم من انخفاض التمثيل المصرفى الإفريقى فى الاتحاد.
وأشارت إلى وجوب وضع شروط وأحكام التمويلات المناخية المستهدفة، لإعطاء الأولوية للمناطق الأشد احتياجًا، مؤكدة أن إفريقيا ينبغى أن تتصدر قائمة الأولويات للتحالف المصرفى على المديين القريب والمتوسط، نظرًا للتحديات التنموية الكبيرة التى تواجهها.
وقد ركزت الجلسة أيضًا على سبل سد الفجوة بين البنوك الأفريقية والتحالف المصرفى التابع للأمم المتحدة لخفض صافى انبعاثات الكربون إلى الصفر من خلال تحديد الاحتياجات.
وتشمل تلك الاحتياجات على سبيل المثال: بناء القدرات، ونقل التكنولوجيا، ومراعاة أفضل الممارسات المطبقة فى القطاعات المختلفة لإزالة الكربون من القطاعات ذات الكثافة الكربونية والتحديات الخاصة التى تواجه الدول الإفريقية.
كما ناقشت الجلسة الطرق التى يمكن من خلالها لكل من التحالف المصرفى التابع للأمم المتحدة لخفض صافى انبعاثات الكربون إلى الصفر وتحالف غلاسكو المالى من أجل صافى انبعاثات صفر لتقديم حلول مُخصصة لدعم جهود البنوك الأفريقية الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون.
وأوضحت الدكتور داليا عبد القادر، رئيس قطاع التمويل المستدام فى البنك التجارى الدولى وممثل أفريقيا فى اللجنة التوجيهية بالتحالف المصرفى “NZBA”، أن مؤتمر الأطراف COP27 يركز بشكل كبير على تمكين أفريقيا من التعامل مع التحديات وفرص تغير المناخ، وإزالة الكربون، باعتبارها ركائز محورية للنمو المستدام، لاسيما وأن إفريقيا تحظى بوفرة فى الموارد والطاقة ومصادر الطاقة المتجددة، وبالتالى ينبغى اتخاذ مسارات جديدة تساهم فى تعزيز دول البنوك الأفريقية على المشاركة القوية فى النهوض الاقتصادى بإفريقيا، وإرساء دعائم اقتصاد قوى قادر على التكيف مع تغير المناخ، سعيًا إلى رسم مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة.
وأضافت عبد القادر أن المشروعات منخفضة الكربون فى أفريقيا هى البوابة الرئيسية لإطلاق التمويلات الخاصة العالمية، علمًا بأن تمثيل CIB لأفريقيا فى تحالف “NZBA”، يطرح العديد من الفرص لدفع عجلة النمو المستدام بدولنا الإفريقية.
وخلال الجلسة، أكدت ويندى دوبسون، رئيس الخدمات المصرفية العالمية للشركات بمجموعة ستاندرد بنك، على ضرورة وجود منظومة أكثر شمولاً للمؤسسات المالية الأفريقية لتحقيق التنمية المستدامة الإقليمية وتطلعات النمو.
وأضافت أن مؤتمرCOP27 يشكّل لحظة حاسمة لإعادة التأكيد على الالتزامات العالمية لدعم الانتقال العادل للطاقة فى إفريقيا.
وأوضحت أن مجموعة ستاندرد بنك تدرك تمامًا أن هذا التوجه يصب مباشرة فى تحقيق هدفها الاستراتيجى المتمثل فى دفع النمو المستدام والشامل عبر أفريقيا.
من ناحيته، سلط دانيال حنا الضوء على الضرورة الملحة لتعاون المؤسسات المالية للتغلب على التحديات الانتقالية، والدور المحورى الذى تلعبه البنوك فى دعم التحول المناخي.
وأوضح أن بنك باركليز كان من أوائل البنوك التى التزمت بخفض انبعاثات الكربون إلى الصفر وتطوير منهجية مبتكرة لكيفية قياس الانبعاثات الممولة أطلق عليها المسار الأزرق “BlueTrack”.
وأضاف أن هذه القضية تمثل تحديًا وفرصةً مشتركة، وهى ما يعكس التعاون الوثيق لبنك باركليز مع التحالف المصرفى ومع المؤسسات الأخرى لمشاركة خبراتنا والاستفادة من الآخرين حتى يتمكن قطاع التمويل من إحراز تقدم بوتيرة سريعة.
جدير بالذكر أن البنك التجارى الدولى يلعب دورًا محوريًا فى تحقيق الأهداف المناخية فى إفريقيا والتحفيف من البصمة الكربونية، مستفيدًا من خبراته المعمقة فى هذا المجال، وشبكة شراكاته الاستراتيجية المتشعبة. ويشهد مؤتمر COP27 عقد 6 جلسات نقاشية بقيادة البنك التجارى الدولى CIB تناولت قضايا التغير المناخى والتمويل اللازم للحد من هذا التغير.