«الذرة» يعاود الصعود.. و«الصويا» فوق 27 ألف جنيه للطن
مطالب بتشديد الرقابة.. وتوقعات بانفراجة مطلع 2023
ارتدت أسعار الأعلاف وخاماتها نحو الزيادة من جديد، خلال اليومين الماضيين، بعد أن هدأت لأكثر من أسبوع تقريباً، وتأتى الزيادات الجديدة نتيجة استمرار شح المعروض من خامات الذرة الصفراء وفول الصويا، ووسط تحذيرات من تراجع آداء سوق الأعلاف والدواجن.
وسجلت أسعار الأعلاف مستوى قياسياً جديداً عند 18 ألف جنيه للطن، بعد معادة أسعار الذرة الصفراء محلياً الزيادة، فكسبت فى اليومين الماضيين أكثر من 700 جنيه فى الطن لتصعد مرة أخرى إلى 10.2 ألف جنيه فى الطن.
كما واصلت أسعار فول الصويا الصعود إلى 27 ألف جنيه للطن بزيادة 3 آلاف جنيه خلال يومين فقط، وتعمل المصانع على تقليص حجم أعمالها اليومية وتوقف بعضها عن الإنتاج مرة أخرى.
وعزا محمد عبدالحميد، رئيس شركة المؤمن للأعلاف، ارتفاع أسعار الأعلاف وخاماتها إلى ضعف المعروض فى السوق، وبالتالى لا تجد المصانع الخامات اللازمة لتغطية احتياجاتها اليومية.
يأتى نقص المعروض رغم إعلان وزارة الزراعة الإفراج عن أكثر من 750 ألف طن من الذرة والفول الصويا خلال آخر 4 أسابيع تقريبًا، وهذه الكمية تكفى احتياجات الصناعة بأكثر من 80% طوال تلك الفترة، وفق تقديرات اتحاد مُنتجى الدواجن لـ«البورصة».
أوضح »عبدالحميد«، أن الإفراجات الجمركية التى تمت الفترة الأخيرة تحصل عليها مصانع محددة السوق، فهى ليست متاحة للجميع، ما عطش السوق خاصة أمام بذور الفول الصويا، وبالتحديد منذ بداية الأسبوع الجارى، ما ضغط على ارتفاع أسعار المنتج النهائى.
قال مصدر بإحدى شركات الأعلاف، إن جميع المصانع استهلكت المخزون لديها بالكامل وتشترى الخامات حالياً من السوق كلما أتيح أمامها أى كمية، وخلال أسبوعين تم الإفراج عن 339 ألف طن خامات، لكن أسعارها مرتفعة جداً وهى غير كافية لتشغيل جميع المصانع بكامل طاقتها.
أشار أحمد حجازى، رئيس مجلس إدارة أبناء فاروق حجازى لتجارة الأعلاف، إلى وجود كميات كبيرة من فول الصويا لدى بعض مستوردى الخامات وشركات الأعلاف الكبيرة محتجزة بمخازنهم.
واجتمعت جمعية تطوير صناعة الدواجن مع وزارة الزراعة، قبل يومين لمناقشة زمة الخامات والإفرج عنها، والتأكيد على أهمية تشديد الرقابة على الأسواق لمواجهة المحتكرين.
قال صبحى الحفناوى، المدير التنفيذى للجمعية، إنَّ الإفراجات تحتاج إلى إعادة نظر فى توزيعها؛ حتى لا تؤثر على ارتفاع الأسعار، وبعض الشركات تحصل على الإفراجات بسعر 24.5 جنيه للدولار، لكن تبيعها للشركات بأسعار تتجاوز 30 جنيهاً للدولار، خاصة فول الصويا.
أضاف: «سعر الصويا العالمية حالياً عند 710 دولارات للطن، لكن المعروض منه محلياً يتجاوز سعره 1100 دولار للطن، وهذه التكاليف أكثر من منطقية ولا يستطيع السوق أن يتعامل معها، خاصة أن نحو 6 شركات كبيرة تُسيطر على أغلب الإفراجات ولم يستفد منها السوق بالكامل.
طالب بأهمية تدخل الأجهزة الرقابية والسيطرة على السوق، ومنها جهاز حماية المستهلك، وحماية المنافسة، ومباحث التموين، للبحث والتفتيش عن الإفراجات التى تتم، مع زيادة حجم الإفراجات اليومية لزيادة المعروض. أوضح أن التكاليف الحالية أضرت صناعة الدواجن كثيراً، ونتج عنها خروج الكثير من صغار المربين وتوقفهم عن العمل، ما يخلق فجوة فى الإنتاج أمام احتياجات المستهلكين الحقيقية، وستكون نتيجتها الوحيدة التوجه نحو الاستيراد، والضغط أكثر على العملة الصعبة.
وذكر عمرو البدرى، المدير التنفيذى لشركة النيل للأعلاف، أن الشركة أوقفت خطوط إنتاج وربما توقف العمل تماماً الأيام المقبلة لعدم القدرة على مواجهة الخسائر.
قال أحمد عبدالواحد، رئيس شعبة الجمارك بغرفة القاهرة التجارية، إن البنوك تُسهم فى عملية الإفراجات الجمركية الخاصة بمستلزمات الإنتاج، وارتفاع سعر الصويا سيكون مؤقتاً لحين الإفراج عن كامل الشحنات المتواجدة بالموانئ، وأتوقع انتهاء الأزمة بنهاية العام الجارى.