عابدين: انخفاض الكميات المُجمّعة من الزيت أثر على صادرات “البيوديزل”
نُصير: “الإياتا” يقرر استخدام الوقود الحيوي بنسبة 30% بحلول عام 2024
خيرت: “تجدّد” تعمل فى 9 محافظات وتسعى لمزيد من الانتشار
توسّعت شركات محلية في جمع زيت الطعام المستعمل بهدف الاستفادة من إعادة تدويره لتصنيع الوقود الحيوى خلال السنوات الماضية، بدلا من التخلص منه بالطرق التقليدية ما يؤثر على البيئة.
وخلال السنوات الماضية اتجهت شركات لجمع زيوت الطعام بعد استخدامها مقابل تقديم هدايا للمستهلكين أو مبلغ مالية تُقدّرها الشركات مقابل الكمية، وازدهرت مؤخرا تجارة جمع زيت الطعام المستعمل وظهر تجار يتجولون فى الشوارع والقرى لجمع الزيت بأسعار تتراوح بين 15 و20 جنيها للكيلو.
وقال مسئولو شركات متخصصة فى جمع الزيوت المستعملة، إن أكبر العقبات التى تواجهها فى هذا المجال هى محدودية الكميات التى يتم جمعها والمنافسة مع السيارات التي تجمع الزيت من خلال جهات تعمل في المنظومة غير الرسمية.
قال محمد عابدين، مدير خدمة العملاء بشركة زيتو لإعادة تدوير الزيت المستعمل التى تأسست في 2018 والتابعة لشركة “بيوديزل مصر”، إن فكرة إنشاء الشركة جاءت من الصعوبة التى يواجهها المستهلك فى التخلص من زيت الطعام المستعمل.
وأضاف لـ”البورصة”، أن زيت الطعام المستعمل يعاد تدويره ليصنع منه “البيوديزل” الذى يعد من منتجات الوقود الحيوي، عن طريق تعرضه لعدة عمليات كيمائية، حيث يشبه الجاز ولكنه صديق للبيئة.
وأوضح أن عملية جمع زيت الطعام المستعمل تبدأ من خلال تواصل العملاء مع الشركة عن طريق الخط الساخن أو صفحتها على مواقع التواصل الاجتماعي، ليتم إرسال مندوب لاستلام الزيت.
وأشار إلى أن الشركة تحصل على زيت الطعام المستعمل من المنازل والمطاعم، إلا أنه يتم التركيز حاليًا على الجمع من المنازل لجودته النسبية عن غيره، وذكر عابدين أن الحد الأدنى لشراء الزيت المستعمل أصبح 2 لتر مقابل 5 لترات سابقًا، حيث يصل سعر اللتر إلى 10 جنيهات، وحددت الشركة السعر بعد دراسة وافية للسوق.
وتابع: “كان الإقبال كبيرًا في البداية نظرًا لصعوبة تخلص ربّات البيوت من الزيت المستعمل ويتسبب في مشكلات في الصرف الخاص بالمنازل حال سكبه في الأحواض، وانخفض الإقبال حاليًا نتيجة ارتفاع أسعار الزيت بشكل عام، ما دفع المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك”.
ولفت إلى أن انخفاض الكميات التي يتم جمعها من الزيت المستعمل أثرت على عمليات تصدير البيوديزل، حيث تعتمد الشركة بشكل كلى على تصدير إنتاجها من “البيوديزل”.
وتغطى الشركة عدة مناطق حاليًا فى القاهرة الكبرى، وهى أكتوبر والشيخ زايد وحدائق الأهرام وحدائق الفردوس، حيث تستهدف التوسع بشكل أكبر في مناطق أخرى خلال المرحلة المقبلة.
وأشار عابدين إلى انتشار سيارات جمع زيت الطعام المستعمل من المنازل، والتى تعمل خارج الإطار الرسمى، إذ أن أغلب الشركات الرسمية ترسل مندوبين لاستلام الزيت.
وحذّر المواطنين من التعامل مع تلك السيارات، حيث يعيدون تدوير زيت الطعام المستعمل إلى زيت طهى مرة أخرى ليتم بيعه للمطاعم وإمكانية تسببه في أمراض المستهلكين.
وقال إيهاب نصير، رئيس مجلس إدارة شركة بيوتويبا المتخصصة في إعادة تدوير الزيت المستعمل، إنه بدأ دراسة المشروع عام 2018 فى ظل القانون الصادر عن اتحاد النقل الجوى “منظمة الأياتا” باستخدام شركات الطيران للوقود الحيوى بنسبة 30% بحلول عام 2024.
وأضاف أن هذا التوجه من شركات الطيران، دفع بعض الجهات مثل هيئة الرقابة الإدارية واتحاد الصناعات المصرية لدعم مشروعات إنتاج الوقود البديل.
وأشار إلى أن المصنع قائم منذ عامين ومتعاقد مع بعض الفنادق الكبرى فى مصر لتوريد زيت الطعام المستعمل.
وذكر نصير الذى يشغل عضوية شعبة إعادة التدوير بغرفة الصناعات الكيماوية باتحاد الصناعات، أن منتجات الشركة من الوقود الحيوى هى البيوديزل والبايوجاز ووقود الطائرات الحيوى وزيت الطعام المهدرج.
وأضاف أن من مزايا الوقود الحيوى عن الأحفورى أن عملية إنتاجه أسرع، كما أن نسبة الكربون فيه أقل ما يجعله صديق للبيئة.
وقالت سهى خيرت، مدير العلامة التجارية بقسم التسويق في شركة “تجدد” لإعادة تدوير الزيت المستعمل، إن مشروع “جرين بان” التابع للشركة بدأ عام 2015 لتوعية المواطنين بخطورة استخدام زيت الطعام أكثر من مرتين، والحفاظ على البيئة بعدم سكب الزيت المستعمل والمواد الدهنية فى الأحواض.
وأضافت أن المشروع يعتمد على جمع زيت الطعام المستعمل من المنازل ثم إعادة تدويره لإنتاج مواد خام تدخل في العديد من الصناعات المختلفة مثل البنزين والصابون.
وأوضحت أنه في بادئ الأمر لم يكن هناك إقبال على المشروع لتخوف المستهلكين من إعادة تدوير الزيت وبيعه مرة أخرى، إلا أن الشركة تعمل على تغيير تلك الفكرة من خلال منصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت إلى أن لدى الشركة عدة طرق لجمع الزيت، سواء من خلال الاتصال الهاتفي أو صفحتها على فيس بوك أو عبر ملء نموذج إلكتروني، لترسل الشركة مندوبًا يحصل على الزيت.
ولفتت إلى أن من أهم الشروط الواجب توافرها في الزيت المجمع أن لا يكون تم خلطه مع أي مادة أخرى مثل الصابون أو المياه.
وقالت إن الشركة توسعت في جمع الزيت من العديد من المحافظات على مستوى الجمهورية لتشمل 9 محافظات، على رأسها القاهرة والإسكندرية وأسيوط والشرقية.
وأضافت أن الشركة تعطي المواطنين هدايا عينية نظير الحصول على الزيت، وهي عبارة عن منتجات مقدمة من شركات تم التعاقد معها مثل شركة إفكو، دريم، وجهينة، ومن أبرز المنتجات كانت أوكسي وبرسيل وفروتى وبعض شركات الاتصالات.
وأوضحت أن الهدايا تختلف حسب المناطق بعد دراسة طبيعة استهلاك السكان والمنتجات الأكثر احتياجًا لها: “على سبيل المثال عند بداية السنة الدراسية كانت إحدى الهدايا باكيدج من شركة جهينة، وفي شهر نوفمبر الحالي كانت الهدية قسيمة شراء من كارفور”.
وقالت دعاء، ربة منزل، إنها تتعاون مع مشروع جرين بان منذ 3 سنوات، حيث تحرص على جمع الزيت المستعمل كل فترة ثم تتواصل معهم لبيعه، وأوضحت أن ما دفعها للتواصل مع الشركة هو صعوبة التخلص من الزيت المستعمل والهدايا التي تحصل عليها، والتي تنوعت بين زجاجات زيت جديدة ومنظفات وصابون.
كتبت – ندى العدوى: