لا يستطيع البعض مقاومة الحصول على أحدث أدوات التكنولوجيا، كما أن المسؤولين التنفيذيين في قطاع الاتصالات الذين يخشون الخسارة أمام منافسيهم ليسوا استثناء.
في الأعوام الأخيرة، أنفقت شركات الاتصالات مئات المليارات على الطيف الترددي والبنية التحتية لشبكات الجيل الخامس، والآن يزدادون قلقاً بشأن ما إذا كان عدد كافٍ من الناس سيدفعون للخدمات التي استثمروا فيها بكثافة.
حتى الآن، لم تصدر هيئة التحكم لمستهلكي الإلكترونيات بشكل يومي قراراً بعد .. فهم يحسبون التكاليف والمنافع من التحميل الأسرع والنطاق العريض.
في الوقت نفسه، بدأت استخدامات مؤسسة التكنولوجيا، من شبكات الجيل الخامس الخاصة إلى ما يسمى “التوائم الرقمية”، التي تحاكي العالم الحقيقي، في شق طريقها ببطء إلى وعي الشركات، على الرغم من أنها بعيدة عن أن تكون سائدة في أي سوق.
لكن مجموعات الاتصالات تضررت من قبل.
فرغم أنها استثمرت بكثافة في تطوير البنية التحتية لشبكات الجيل الرابع، يمكن القول إنها أكبر قفزة تطورية في الهواتف المحمولة حتى اليوم، التي جلبت بث فيديو عالي الجودة وتطبيقات فورية للهواتف الذكية، ذهب الجزء الأكبر من الأرباح إلى شركات مثل “أبل” و “نتفليكس” و “جوجل” التي بنت التطبيقات التي اعتلت سقالة الجيل الرابع.
هذه التجربة ليست من النوع الذي يمكن لشركات الاتصالات الحرص على تكرارها، لكن خليفة شبكات الجيل الرابع تشكل بعض التحديات الصعبة، حسبما ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية.
مع إبقاء المنافسة الشديدة لأسعار منتجات شبكات الجيل الخامس منخفضة، يحاول المشغلون استعادة جزء من استثمارهم في البنية التحتية عبر إقناع المستهلكين بنطاقات تعريفية أعلى تقدم بيانات أكثر، لكن أزمة تكاليف المعيشة العالمية قد تقوض هذه الاستراتيجية، خاصة أن الفوائد التي تقدمها المنتجات الجديدة قليلة في الأغلب مقارنة بالقديمة.
قال ويليام هير، المحلل في شركة “أوميديا” لأبحاث التكنولوجيا، إنه “ليس هناك تطور على الإطلاق”، مقارنة بظهور الهواتف الذكية الضخم في أوائل عام 2010.
وأضاف هير أن “هاتف أيفون الذي تشتريه الآن لا يختلف في الواقع عن الهاتف الذكي الذي اشتريته قبل خمسة أعوام، بل تباطأ الابتكار بشكل كبير”.
حتى في أسواق جنوب شرقي آسيا التي طرحت شبكات جيل خامس أسرع كثيراً من معظم الدول الأوروبية وأمريكا الشمالية، بدأ طلب المستهلكين على هواتف الجيل الخامس الذكية يتراجع الآن.
في الربع الثاني من عام 2022، كان هناك انخفاض بنسبة 7% في شحنات أجهزة الجيل الخامس، ليصل إلى 24.5 مليون، وفقا لتقرير أخير من شركة تحلل أسواق التكنولوجيا “كاناليس”.
قال تشيو لي شوان، محلل في “كاناليس”، إن “الضجة حول شبكات الجيل الخامس تراجعت، وتحول الطلب إلى جوانب عملية أكثر من الهواتف الذكية مثل عمر البطارية والتخزين وسرعة المعالج وجودة الكاميرا”.
وأضاف أن “الجميع يشعر بالأزمة ولم تتبين استخدامات شبكات الجيل الخامس العملية بعد”، مجادلاً بأن سرعات شبكات الجيل الرابع كافية للاستخدام اليومي في معظم الحالات.
مع ذلك، تعد بعض العوامل التي تؤدي إلى تباطؤ الطلب مؤقتة، ثقة مستهلك أقل في ظل التضخم المرتفع، ويتوقع أن تنمو سوق شبكات الجيل الخامس للمستهلك عبر آسيا في الأعوام المقبلة.
ما تزال المعركة مستمرة بالنسبة لشركات الاتصالات التي ضخت أموال كثيرة في شبكات الجيل الخامس، لإثبات أن هذه المرة هي أكثر من سيستفيد من أحدث أجيال تكنولوجيا الاتصالات.