تتصدر مصر قائمة الأسواق التى يستهدفها مزراعو ومصدرو الفواكه الأوروبيون، حيث يمثل التفاح الأوروبى أكثر من نصف واردات مصر من هذا المحصول، لذلك تضع جمعية مزارعى الفواكه فى بولندا خطة لتسهيل وصول منتجاتها للمستورد المصرى وتعميق العلاقات التجارية بين البلدين، وإلى نص الحوار مع ميروسلاف ماليشوسكى، رئيس الجمعية:
* ما استراتيجية السوق الأوروبية لدعم صادراتها إلى مصر وتحديداً من التفاح البولندي؟
– جزء مهم من استراتيجية الاتحاد الأوروبى لتوسيع صادرات التفاح الأوروبى إلى مصر هو تنظيم أنشطة ترويجية مثل حملة “حان وقت التفاح الأوروبي”، التى تديرها جمعية مزارعى الفواكه فى بولندا، وتعد الحملة استمرارا للنسخة الأولى التى نُفذت بين عامى 2017-2019، وتستمر الآن من عام 2022، حيث لدى التفاح الأوروبى الكثير ليقدمه، فالتفاح المنتج فى الاتحاد الأوروبى ذو جودة عالية، وطعم مميز ورائع، وهذا هو ما نريد نقله للمستهلكين المصريين من خلال حملتنا، وبالتالى إقناعهم بالفاكهة الأوروبية وبتعزيز الشراكة التجارية بين الاتحاد الأوروبى ومصر، وفى الوقت نفسه، فالمعرفة هى أساس الثقة المتبادلة والعلاقات التجارية الجيدة، لذلك جزء من الحملة هو زيادة الوعى بمعايير الإنتاج العالية والصارمة التى تخضع لها الفاكهة المنتجة فى الاتحاد الأوروبي، كما نسعى لزيادة ظهورنا فى السوق المصرى وتوسيع العلاقات التجارية من خلال المشاركة فى المعارض الدولية مثل هيس 2018 ومعرض سوبرماركت 2019 أو فود آفريكا 2022 حيث سنكون حاضرين، فمثل هذه الفعاليات تعد فرصة ممتازة لرجال الأعمال والمستهلكين المصريين للتعرف على مزايا الفاكهة الأوروبية من خلال التذوق، فتلك هى اللحظة التى يتحدث فيها التفاح الأوروبى الطازج عن نفسه.
* كيف يتعامل السوق الأوروبى مع أزمة الاعتمادات المستندية وأزمة سلاسل التوريد لمصر؟
– كان من المهم اتخاذ إجراءات سريعة ودقيقة، حيث بصفتنا ممثلين لمزارعى الفاكهة البولنديين، لم يكن يمكننا تجاهل المصدرين البولنديين الذين أبلغوا عن مشاكل فى مدفوعات البضائع والوضع الصعب فى الموانئ بشكل مستمر، لذا بقينا على تواصل مع وسائل الإعلام وبدأنا بأنشطة مثل طلب تدخل الوزارات ورئيس الوزراء البولندي، كما قدم الرئيس أندريه دودا حلاً يتعلق بإزالة الحواجز التجارية خلال زيارته للقاهرة فى مايو، واتخذت المفوضية الأوروبية إجراءات كان منها بدأ حوار مع السلطات المصرية لزيادة كفاءة سلاسل التوريد، ونؤمن بأن هذه المحادثات ستحسن الوضع.
* ما خططكم بخصوص المشاركة فى المعارض الدولية خلال الفترة الحالية؟ وما هى الدول التى تستهدف زيادة الصادرات إليها؟
– يفخر مزارعو ثمار الفاكهة الأوروبيين بثمارهم من التفاح العطرى عالى الجودة وبالتالى يسعون لتوصيله لجميع أنحاء العالم، ونسعى لأن تنال أولاً إعجاب المشاركين فى النسخة السابعة من معرض فود آفريكا 2022 بالقاهرة حيث ستشارك الحملة، وسيكون هناك فرصة لتذوق الأطباق الممتازة المصنوعة من الفواكه الأوروبية، وإقامة علاقات عمل جديدة ودائمة، مثل التى حظى بها ممثلى الجمعية ومزارعى الفاكهة البولنديين فى معرض هوريكا فى سبتمبر 2022، حيث تم التعريف بفواكه الاتحاد الأوروبى وعملية إنتاجها بعروض للطهي، وهذا ما نخطط له أيضا خلال فود آفريكا 2022، أما بالنسبة للصادرات وخطط التوسع، فمصر والأردن من أولوياتنا، فمصر هى المتلقى الرئيسى للتفاح الأوروبى ومعظمه من بولندا، لذا نقوم بحملة “حان وقت التفاح الأوروبي” لتعزيز العلاقات، وهذا ما وضح أثره فى شكل مضاعفة الصادرات من بولندا إلى مصر، كما نسعى لتطور علاقاتنا التجارية مع الأردن بشكل ديناميكى مثل مصر، ونطمح لأن نصبح المصدر الرئيسى للتفاح للسوق الأردني، ولهذا بدأنا محادثات مع الجمعية الأردنية لمصدرى ومنتجى الخضار والفواكه ومع السلطات المحلية، ونفخر بأن بولندا هى المنتج الرئيسى للتفاح فى الاتحاد الأوروبي، ولدينا الكثير لنقدمه لشركائنا.
* ما تأثير حملة “حان وقت التفاح من أوروبا” فى جعل مصر أكبر مستورد للتفاح من بولندا؟
– حققت حملة “حان وقت التفاح الأوروبي” 2017-2019 نجاحًا كبيرًا، فلقد تم تسجيل زيادة فى صادرات التفاح الأوروبى لمصر بنسبة + 32%، بالإضافة لمضاعفة الصادرات من بولندا لمصر فى عام 2021 مقارنًة بعام 2020، وكما توضح الأرقام فقد ساعدت الحملة فى دعم المفهوم الإيجابى عن تفاح الاتحاد الأوروبى لدى المستوردين والمستهلكين المصريين، فبالنسبة للمستوردين والموزعين بلغت الزيادة + 11.5% بينما بالنسبة للمستهلكين + 6%، وتعبر هذه الزيادة عن معرفة الناس بمميزات التفاح الأوروبى كالجودة العالية والمذاق الممتاز، وهذا ما يترجم فى زيادة الصادرات.
* ما تأثير الصفقة الخضراء للاتحاد الأوروبى وربط الجوانب البيئية بالاقتصاد على السوق الأوروبية؟
– تؤثر الصفقة الخضراء فى الوضع الاقتصادى للسوق الأوروبية بأكملها، فبفضلها تزدد قوته وتوجهه نحو التنمية والبحث عن ابتكارات وحلول بيئية أفضل، كما تسهم مزاياها بعيدة المدى فى تغيير سلوكيات المستهلكين ودفعهم لاتخاذ خيارات أكثر وعيًا تجاه الكوكب، وهى تعد استراتيجية إنمائية، تهدف لتحويل الاتحاد الأوروبى إلى منطقة محايدة مناخياً بحلول عام 2050، وتطوير الرقمنة وتحسين كفاءة الطاقة فى المبانى للتقليل والقضاء على الاحتباس الحراري، وتحوى على الاقتصاد الحديث الذى يركز على مصلحة البيئة لبناء مستقبل أفضل، كما تستثمر فى مصادر الطاقة المتجددة، لتعزيز إعادة التدوير والاستخدام المستدام للموارد والاقتصاد الدائري، وكذلك لحماية التنوع البيولوجى والمناظر الطبيعية الزراعية.
* ما مدى تطور حجم التبادل التجارى بين مصر وبولندا خلال السنوات الماضية؟
– بلغ إجمالى صادرات التفاح الأوروبى إلى مصر فى عام 2017 أكثر من 65,000 طن مع إطلاق الإصدار الأول لحملة “حان وقت التفاح الأوروبي”، وفى العام التالى لاحظنا زيادة كبيرة فى الصادرات بفضل الحملة، وصدرت بولندا فى عام 2019 أكثر من 128.000 طن من الفاكهة لمصر، أما صادرات عام 2020 فتأثرت بلا شك بجائحة كورونا وقيود التصدير، ثم وصلت بعدها لـ74.000 طن، وازدهرت صادرات التفاح البولندى لمصر فى عام 2021 بشكل كبير مقارنة بالسنوات السابقة، فقد صدرنا أكثر من 154.000 طن من التفاح، ولا نعتزم التوقف عند هذا الحد، بل سنبذل قصارى جهدنا لزيادة الصادرات فى السنوات القادمة، وتعزيز العلاقات التجارية المرتبطة بالمنفعة المتبادلة بين بولندا ودول الاتحاد الأوروبى الأخرى ومصر.