الصناع يكافحون صعود الدولار وتراجع المبيعات وصعوبة التسعير
ارتفاع أسعار المنتجات النهائية بين 30 و40 % بسبب التكلفة
تفاقم تكلفة الشحن أوقف تصدير عدد من المنتجات
يكافح صناع الآثاث بمحافظة دمياط ارتفاع أسعار الخامات ومستلزمات الإنتاج بوتيرة متسارعة على أثر انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار من جانب، وتراجع المبيعات من جانب آخر متأثر بارتفاع أسعار المنتجات النهائية فى ظل أزمات الاقتصاد العالمى وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
لكن تلك الصعوبات ربما كانت دافعا لجهاز تنمية المشروعات بالتنسيق مع محافظة دمياط لإقامة معرض «صنع فى دمياط للأثاث» في دورته الثالثة بأرض المعارض في مدينة نصر فى الفترة من 8 إلى 17 ديسمبر الجارى، بمشاركة 74 عارضا لتنشيط المبيعات.
وتحدثت “البورصة” مع العارضين المشاركين فى المعرض، وقال أمجد الحديدى، مدير معرض قصر الأميرة بدمياط، إن السوق يعاني من مشكلة تذبذب أسعار مستلزمات الإنتاج وليس ارتفاعها فقط وهو ما يسبب أزمة كبيرة فى التصنيع والتسعير، لأن أغلب مستلزمات الإنتاج مستوردة؛ فالخشب وارد من روسيا والأقمشة من تركيا.
وذكر أن أسعار غرف النوم وغرف السفرة تراوحت بين 30 و36 ألف جنيه بحد أقصى، وغرف للأطفال بسعر 19 ألف جنيه، والصالون يبدأ من 30 ألف جنيه، بالإضافة إلى الركنة التى يبلغ سعرها 16 ألف جنيه.
وقال الحديدى الذى ورث العمل فى مهنة صناعة الأثاث، إن السوق يشهد حاليا ارتفاعا فى نسبة البطالة بين العاملين فى إنتاج الأثاث، نتيجة إغلاق بعض الورش والمصانع بسبب ارتفاع الأسعار.
أوضح أن أسعار المواد المستوردة قفزت بنسبة 100%، ما دفعه لزيادة أسعار منتجاته، ليصبح سعر طاقم “الأنتريه” 23 ألف جنيه بعدما كان 13 ألف جنيه.
أضاف إنه فى السابق لم يكن يهتم بالتسويق وكان الجميع يعلم سمعة دمياط فى صناعة الأثاث، ولكن الموضوع اختلف الآن؛ بعد انخفاض المبيعات بمحافظة دمياط، وأصبحت المشاركة في معارض عديدة فى مدن أخرى ضرورة حيث الإقبال الكثيف، كما يشارك فى معارض خارج مصر.
ولم يخف محمود رضوان البدويهى، صاحب شركة أبناء رضوان البدويهي للأثاث، سعادته بتجربة أول مشاركة له فى معرض خارج دمياط وقال: “أتمنى أن يبقى المعرض طوال السنة وليس مرتين فقط في يونيو وديسمبر، فهو متنفس لمصنعى الأثاث للوصول إلى عملاء أكثر”، وطالب بمعارض دولية وليست محلية فقط.
وذكر أن أسعار منتجاته فى المعرض تتراوح بين 20 و50 ألف، بجانب عروض مثل طقم صالون ومعه شيزلونج هدية بسعر 28 ألف جنيه بدلاً من 32 ألف جنيه.
أوضح “البدويهي”، أن مصنعه عمره 45 عاما ولديه 13 خط إنتاج، ومؤخرًا اشترى 5 ماكينات جديدة سعر الواحدة 50 ألف جنيه، ليرتفعإنتاج المصنع هذا العام زاد بنسبة 30 %، مقارنة بعام 2020.
وقال أن مستلزمات الإنتاج جميعها مستوردة الخشب، والأقمشة والدهانات، وما يعتمد المصنع عليه محليًا هو الزجاج المصري واليد العاملة فقط.
أوضح أن أسعار مستلزمات الإنتاج زادت بعد تحرير سعر الصرف وتبعها تراجع الطاقة الإنتاجية للمصنع بنسبة 20%، وزادت أسعار المنتجات بين 30% و40% فقط.
وقال “البدويهي”، إنه يملك نقطة بيع واحدة بدمياط ومع بداية السنة الجديدة يستهدف أن يكون له نقطة بيع بالقاهرة، حيث القوة الشرائية بها أكثر من دمياط بنسبة 90%، كما أن أكثر المحافظات التي يوجد منها إقبالاً منها اسكندرية وبورسعيد والإسماعيلية حيث القرب الجغرافي من دمياط.
وقال محمد كامل صاحب معرض “إم كيه “، إنه دخل عالم الأثاث منذ 17 عاماً، ولديه مصنع به خط إنتاج واحد، متخصص فى صناعة الأثاث المودرن.
وأضاف أنه يستورد 80% مستلزمات إنتاج من الخارج، وخاصة من الصين وتركيا.
وذكر «كامل»، أن قفزة الدولار الأخيرة أثرت بالسلب على أسعار المنتجات النهائية، وزادت 40% هذا العام مقارنة بالعام السابق، كما أن محافظتى الإسكندرية والقاهرة يعدان الأعلى مبيعاً لقطاع الأثاث، وتابع أن الطاقة الإنتاجية انخفضت 50%، كما تراجع الطلب بنسبة 70%.
وأوضح «كامل»، أن ارتفاع أسعار الشحن أوقف تصدير عدد من المنتجات فى صناعة الأثاث، وطالب الدولة بتوفير المواد الخام.
وقال مأمون أبوالنجا، مدير مصنع الندى للأثاث المودرن، إن المصنع أقر خصومات تصل 35% بأول أيام المعرض، ومن بينهما عرض الغرفتين بسعر 75 ألف جنيه.
وأضاف «أبو النجا»، أن الطاقة الإنتاجية للمصنع انخفضت بنسبة 50% هذا العام مقارنة بالسابق.
وقال عمرو المرسى مدير بيع بمعرض المنتصر، إنه يستورد خشب الأبلكاش من روسيا، وأثرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا أثرت بالسلب على الأسعار، ودفعتها إلى الزيادة.
ونالت الأزمة من الطاقة الإنتاجية للمصنع فأصبح ينتج 16 قطعة شهريا بدلاً من 24 قطعة، كما تم تسريح ثلث العمال لينخفض من 30 إلى 20 عاملا.
وذكر المرسى أن مصنع ” المنتصر” كان يصدر إلى السودان والسعودية نسبة 60% من الإنتاج، لكن توقف التصدير تلك الفترة بسبب تكلفة الشحن.
كتبت- فاطمة أبوزيد وندى العدوى: