رزق: نشهد إقبالا من طلبة المدارس والجامعات .. لكن بشكل موسمي
طالب عدد من أصحاب مصانع الملابس الجاهزة والغزل والنسيج، الحكومة بضرورة العمل على توفير العمالة المُدرّبة من خلال التوسع في مدارس التعليم المزدوج، مع التركيز على التخصصات التي تحتاج إلى عدد كبير من العمالة مثل التفصيل.
وأكد المستثمرين، أن الإناث يمثلن النسبة الأكبر من العاملين في قطاع الملابس الجاهزة، عكس الغزل والنسيج.
قال محمد رزق، رئيس مجلس إدارة مصنع ديباكو للملابس الجاهزة، إن القطاع من أكثر الصناعات التي تحتاج إلى عمالة، ويتحدد عددها حسب الطاقة الإنتاجية وعدد الآلات والمعدات ومراحل التصنيع المختلفة.
أضاف لـ “البورصة”، أن المصانع تسمح للعمالة غير المُدرّبة بالعمل في مراحل الإنتاج البسيطة مثل الكيّ والتعبئة والتغليف وغيرها، كوْنها لا تتطلب مهارة أو تدريبات مُكثّفة ولا ينتج عنها خسائر كبيرة، ومع مرور الوقت ونتيجة الملاحظة والاحتكاك المباشر يُصبح العامل على دراية بمراحل التصنيع وعمليات الإنتاج المختلفة، ليتم بعد ذلك دمجه في عمليات ومراحل التصنيع والإنتاج ليتحوّل إلى عامل مُدرّب.
أشار رئيس مجلس إدارة مصنع ديباكو للملابس الجاهزة، إلى أن المصانع تشهد إقبالا من طلبة المدارس والجامعات ولكن بشكل موسمي في فترات الإجازة.
ولفت إلى أن الإناث يستحوذون على النصيب الأكبر من العمالة بصناعة الملابس الجاهزة بنسبة 70% لتفضيلهم الاستقرار في مكان عمل واحد.
وتتمثّل أبرز التخصصات المطلوبة في قطاع الملابس الجاهزة في مراحل السنجر والأورليه وتركيب الأزرار، فيما تتراوح مرتبات العاملين بين 4000 ـ 4800 جنيه شهريًا بحسب الخبرة بزيادة بين 10 ـ 12.5% سنويًا.
القليوبي: “الجينز” و”الصباغة” يحتاجان خبرة من أمريكا الجنوبية
وقال حماده القليوبي، رئيس جمعية مستثمري ومصدّري المحلة الكبرى، إن المصانع الصغيرة تُدرّب العمالة في المصانع فيما تلجأ الشركات الكبيرة لإنشاء مدارس تابعة لها من أجل تخريج عمالة ذات كفاءة عالية في جميع مراحل التصنيع.
أضاف أن التعليم المزدوج الذي يجمع بين الجانبين النظري والعملي يساعد على سد جزء من احتياجات المصانع من العمالة، مؤكدًا ضرورة التوسّع في تلك النوعية من المدارس بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة.
والتعليم المزدوج هو نظام قائم على الشراكة والتعاون المشترك بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، والقطاع الخاص لخلق منظومة تعليمية متكاملة هدفها تخريج فنيين ماهرين قادرين على العمل بكفاءة فى سوق العمل المصرى.
ويدرس الطالب خلال فترة الدراسة فى أحد التخصصات الصناعية أو الزراعية أو التجارية أو الفندقية داخل مدرسة للتعليم الفنى المزدوج ليتلقى بها التعليم النظرى والتدريب الأساسى للمهنة، ويستكمل تدريبه العملى داخل منشأة تدريبية 4 أيام لتلقى التدريب العملى فيما يقضى يومين أسبوعياً فى المدرسة.
وذكر أن التفصيل من أكثر المراحل التي تحتاج إلى عمالة كثيفة وذات كفاءة عالية وخبرة واسعة، حيث يتطلب العمل على الماكينات في تلك المرحلة.
وأشار إلى صعوبة تحديد تكلفة توفير فرص العمل بقطاع الملابس الجاهزة، إذ يتوقف ذلك على كل مصنع بحسب نوعية الماكينات والطاقة الإنتاجية وغيرها.
قال القليوبي إن قطاع الملابس الجاهزة يستورد جزء من العمالة المُدرّبة من الخارج، حيث تتطلب نوعيات مُحدّدة تقينات عالية وقدر كبير من الخبرة، مثل مراحل تصميم وصناعة بناطيل الجينز ومرحلة الصباغة التي تعاني من نقص العمالة المؤهلة.
أضاف أن العمالة الخاصة بـ “الجينز” تُستورد من بعض دول أمريكا الجنوبية لشهرتها الكبيرة في تلك الصناعة، كما أن ارتفاع مرتبات تلك العمالة يدفع المصانع إلى الاعتماد عليهم لفترات قصيرة لتدريب العمالة المحلية ليكونوا مؤهلين لاحقًا للقيام بدورهم.
ولفت إلى أنه مهما بلغ التطور التكنولوجي في صناعة الملابس الجاهزة ستظل ثمة حاجة إلى العمالة، لأن العديد من المراحل تحتاج إلى عمالة فنية مثل التفصيل والتصميم وغيرهما.
سعد: نعاني من تسرّب طلبة التعليم المزدوج بشكل غير مبرر
وقال وائل سعد، المدير التنفيذي لشركة نيو بورن للملابس الجاهزة، إن مصنعه يشهد تسرّب بعض طلبة التعليم المزدوج بشكل غير مبرر، على الرغم من المزايا التي يقدمها لهم.
وأضاف أنه في أمسّ الحاجة إلى عمالة فنية في مصنعه بالرغم من ارتفاع مستوى التضخم وبالتالي انخفاض الطلب عالميًا.
وأشار إلى أن الملابس الجاهزة أصبحت تحتاج إلى التكنولوجيا في عملية التصنيع لتسريع عمليات الإنتاج وتوفير كثير من الوقت والجهد والتكاليف، مستبعدًا أن يتأثر حجم العمالة المطلوبة في صناعة الملابس الجاهزة بالتقنيات الحديثة والآلات التكنولوجية.
وضرب مثلا بمصنعه الذي يعتمد على بعض الماكينات الحديثة، وعلى الرغم من ذلك يحتاج إلى عمالة بشكل دوري، حيث تستحوذ عمليتيّ التفصيل والجودة على ثلثي حجم العمالة بالقطاع.
عشرة: 25% من عمالة الغزل والنسيج تهرّب بعد التدريب
وقال محمد حسن عشرة، عضو مجلس إدارة المجلس التصديري للغزل والنسيج، ونائب رئيس شركة برج العرب الغزل والنسيج، إن معدّل دوران العمالة بالقطاع عالية، حيث يضطر إلى صرف بين 20 و25 ألف جنيه على تدريب العمالة ثم يتهربون بعد ذلك.
أضاف أن نسبة المتهربين من العمل بمصانع القطاع تتراوح بين 20 ـ 25%، إذ يفضلون العمل سائقي “توك توك” حيث عدم الالتزام بمواعيد محددة ودخل أعلى، وأشار إلى أن النسبة الأكبر من العاملين في مصانع الغزل والنسيج من الذكور بعكس قطاع الملابس الجاهزة.
وذكر أن الغزل والنسيج من أكثر القطاعات التي لا تأخذ حقها في التعليم الفني، مطالبًا بتأهيل المعلمين بشكل كافٍ وربط المناهج الدراسية بسوق العمل.
وقال محمود شلبي، رئيس شركة ثري إم لتفصيل الملابس، إنه يعاني من العمالة غير المدربة بالمصنع، والتي تبلغ حوالي 60% من إجمالي العاملين لديه.
أضاف أن المشكلة لا تقتصر على عدم التدريب فقط، إذ يقدم لهم المصنع التدريب اللازم، ولكن تذهب العمالة بعد ذلك للعمل في مصانع أو مجالات أخرى، إذ يرون أن العمل بالمصنع فترة مؤقتة في حياتهم العملية.
وقال أشرف السيد عمارة، رئيس الشركة العالمية للصناعات النسيجية، إن نقص الإنتاج بسبب المتغيرات العالمية والمحلية على المستوى الاقتصادي جعل نقص العمالة غير مؤرّق لبعض المصانع.
أضاف أن المصنع يعتمد حاليًا على قسم المشغل والخياطة الذي تكون أغلب العمالة به من السيدات، عكس باقي الأقسام مثل الماكينات، وهو ما يفسر وجود عدد كبير من العمالة من السيدات.
كتب – محمد سرّي