«عبدالله»: نستفيد من ندرة المنتج المستورد وتجاوز الطن 50 ألف جنيه
ارتفاع أسعار لب الخشب المستورد و«الباجاس» وراء القفزات الأخيرة
تخطط شركة إدفو لورق الكتابة والطباعة، لرفع طاقتها الإنتاجية من الورق إلى 60 ألف طن خلال العام الحالى، مقابل 40 ألف طن العام الماضى، للاستفادة من زيادة الطلب من قِبل دور النشر على منتجها، مع ندرة الورق المستورد، وارتفاع أسعاره إلى مستويات قياسية.
قال الدكتور محمد عبدالله، العضو المنتدب لـ«إدفو للورق»، إنَّ دور النشر بدأت الاعتماد بشكل أساسى على الورق المحلى، فى ظل تراجع المعروض من المستورد، وارتفاع أسعاره إلى أكثر من 50 ألف جنيه للطن، مقابل 34 ألف جنيه لطن الورق المحلى.
وأضاف لـ«البورصة»، أن زيادة الطاقة الإنتاجية ستكون من خلال تحديث الماكينات، ورفع كفاءتها بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة.
أوضح «عبدالله»، أن السبب الرئيسى وراء ارتفاع أسعار الورق المحلى هو زيادة سعر لب الخشب المستورد، والذى يمثل نحو 20% من مكونات إنتاج الورق، بالإضافة إلى مصاص القصب «الباجاس» من مصانع السكر.
وأشار إلى أن لب الخشب ارتفع سعره من 500 ـ 600 دولار للطن نهاية 2021 ليصل حالياً إلى 1300 ـ 1400 دولار، لافتاً إلى عوامل كثيرة تسببت فى زيادة أسعار الورق المحلى، وفى مقدمتها انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار فى حين يتم تسعير كثير من الخامات المحلية وفقاً لسعر الدولار، ومنها «الباجاس»، إذ يحتسب سعره وفقاً لسعر الغاز بالدولار، وذلك باحتساب قيمته الحرارية من الغاز الطبيعى المستخدم فى مصانع السكر فيما يتم الدفع بالجنيه المصرى.
وتابع: «المليون وحدة حرارية فى الغاز الطبيعى تحتسب لمصانع الورق بنحو 3.75 دولار، فيما ارتفع الدولار من 17 حتى وصل إلى 25 جنيهاً، وهو ما رفع التكلفة والسعر أيضاً».
وأشار إلى ارتفاع أسعار جميع مستلزمات الإنتاج فى ظل انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار، ومن أبرز هذه الخامات مادة كلوريد الصوديوم، والصودا، والكبريتات، وجميع المواد الكيماوية الأخرى.
قال «عبدالله»، إنَّ الشركة لجأت إلى رفع أسعار منتجاتها عدة مرات، خلال العام الحالى، بالتزامن مع الزيادات المتتالية فى التكلفة، وتغيرات أسعار الخامات، ليصعد سعر الطن من 22 ألف جنيه للطن نهاية 2021 ليصل حالياً إلى 34 ألف جنيه للطن بزيادة نسبتها 55%.
وأضاف: «رغم كل هذه الارتفاعات فى الأسعار لكن ما زال المنتج المحلى قادراً على المنافسة أمام نظيره المستورد. كما دفعت دور النشر إلى زيادة الاعتماد على المنتج المحلى خلال الفترة الأخيرة، فى ظل تعطش السوق من المنتج المستورد».
ولفت إلى أن المنتج المحلى المتوفر فى السوق، يقتصر على إنتاج شركتى إدفو وقنا للورق، إذ أنتجت شركة إدفو ما يقارب من 40 ألف طن خلال 2022، فيما يتراوح إنتاج قنا بين 70 و80 ألف طن.
وذكر «عبدالله»، أن السوق المحلى يستهلك سنوياً نحو 400 ألف طن منها نحو 110 أطنان محلية، فيما يستورد باقى الكميات من الخارج.
ورداً على الشكوى من قِبل دور النشر والمطابع بانخفاض جودة المنتج المحلى مقارنة بالمنتج المستورد وانخفاض بياضه، أشار إلى أنه يمكن رفع جودة المنتجات بالاعتماد على خامات تعمل على تبييض الورق، لكنه سيظل أقل من المستورد الذى يعتمد بالكامل على «لب الخشب»، فيما يصنع المحلى من خليط من لب الخشب ومصاص القصب.