«حسن»: ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج ضاعف التكلفة خلال عام واحد
تعانى صناعة الكتب من ارتفاع تكلفة الطباعة، خصوصاً الورق المستورد، وهو ما أربك بعض دور النشر وجعلها تخفض عدد الكتب المطبوعة المشاركة فى معرض الكتاب المقبل.
قال هشام حسن، مدير النشر بدار نشر (دارك)، إنَّ صناعة الكتب تأثرت بشكل كبير؛ نتيجة ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج، وفى بعض الأحيان تكون المشكلة فى عدم توافر الخامات ذاتها، ما تسبب فى تضاعف تكلفة الإنتاج خلال عام.
وأضاف لـ«البورصة»، أن السوق يعتمد على الورق المستورد فى صناعة الكتب؛ حيث يعد الورق المحلى مناسباً لصناعة الجرائد والكراسات وخلافه، عكس صناعة الكتب.
وأشار إلى أن متوسط سعر الكتاب يتراوح حالياً بين 120 و180 جنيهاً، وهو ما يصعّب على الجمهور تحمل هذه التكلفة، خصوصاً أن 60% تقريباً من الجمهور المستهدف من الطلبة والشباب.
وتابع: «نسعى جاهدين لدراسة الأوضاع الاقتصادية ووضع جميع تلك المعايير فى الاعتبار عند تسعير الكتب».
وأشار «حسن»، إلى أن قياس مدى تأثر صناعة الكتب بالتغيرات الاقتصادية وزيادة تكاليف الإنتاج سيظهر بشكل أكبر فى معرض الكتاب المقبل، والذى يعد الأول منذ الأزمات الارتفاعات المتلاحقة فى الأسعار الفترة الماضية.
وطالب مدير دار نشر «دارك»، بدعم صناعة الكتب، وضرورة مراقبة تجار الخامات؛ حيث يعد هم من يتحكم فى السوق بشكل كامل.
ولفت إلى أن دعم الحكومة ممثلة فى وزارة الثقافة من خلال تقديم خصم للناشرين على الاشتراك فى الدورة القادمة من معرض القاهرة للكتاب، خطوة على الطريق الصحيح.
وقررت اللجنة العليا للمعرض، تخفيض الزيادة التى كانت قد أقرت من قِبل بالنسبة للناشرين العرب المشاركين فى المعرض، لتكون 2% بدلاً من 5%، وبالنسبة للناشرين المصريين 5% بدلاً من 12.5%، وذلك دعماً لصناعة النشر فى مصر بشكل عام والوطن العربى بشكل عام.
كما قررت وزارة الثقافة، تخصيص جناح مجمع لدور النشر الصغيرة المتقدمة للمشاركة، ولم تستوفِ شروط الاشتراك من حيث عدد الإصدارات لمنح فرصة لكل دور النشر للمشاركة بالمعرض.
قال «حسن»، إنَّ التوجه إلى النشر الإلكترونى هو بديل مقترح، إذ تتعاون الدار مع منصة أبجد، كما تنشر إصداراتها على متجر جوجل، لكنَّ العائد من تلك المنصات أقل من عائد الكتب الورقية.
وأضاف أن المستقبل سيكون فى صالح النشر عبر المنصات الإلكترونية، خلال المرحلة المقبلة، وما هو يثير تخوف العديد من دور النشر.
«جميل»: المعرض نقطة انطلاق للوقوف على تداعيات الأوضاع الجديدة
وقال محمد جميل، مدير دار نشر كيان، إنَّ أكبر مشكلة تواجه صناعة الكتب مؤخراً هى زيادة أسعار الورق من 15 ألف جنيه إلى 60 ألف جنيه تقريباً.
وأضاف أن عدد الكتب المطبوعة من خلال دار النشر تأثر على مدار العام الماضى؛ بسبب ارتفاع الأسعار، ما سيقلل عدد الكتب خلال معرض الكتاب المقبل، والذى سيعد نقطة الانطلاق لقياس التغير الفعلى فى حجم المبيعات وتأثير الأزمات الاقتصادية على تلك الصناعة.
وذكر أن التوجه نحو النشر الإلكترونى هو حل أساسى، لكنه يأخذ وقتاً كبيراً لتكوين قاعدة جماهيرية على تلك المنصات الإلكترونية، كما لا بد أن يكون هناك عدد كبير من المنصات الإلكترونية لدعم التنافسية.
وينطلق معرض الكتاب فى دورته الـ54، خلال الفترة من 24 يناير الحالى حتى 6 فبراير، فى مركز المعارض بمنطقة التجمع الخامس.
«شلبى»: لا غنى عن الطباعة الورقية.. وتجربة النشر الإلكترونى غير ناجحة
وقال عبدالله شلبى، مدير دار نشر بصمة، إنَّ أغلب دور النشر تعانى غلاء أسعار الورق إذ تخطى سعر الطن 60 ألف جنيه، ما دفع جميع دور النشر لتقليل حجم الإنتاج إلى 20%.
وأضاف أن متوسط سعر الكتاب بلغ أربعة أضعاف سعره القديم، ما أدى إلى تراجع حجم المبيعات بنسبة تتراوح بين 25 و30%، وتراجع شراء الكتب ليصبح سلعة ترفيهية.
وأوضح أن هذا التأثير سيطال معرض القاهرة المقبل، والذى سيغطى تكاليف إيجار دور النشر، إذ يقاس نجاح المعرض بعدد المشترين ومبيعات الكتب وليس الزوار.
أكد «شلبى»، أن ارتفاع أسعار الطباعة أثر على جميع العاملين فى المجال، إذ لا يمكن المجازفة بالتعاون مع مؤلفين غير مضمون نجاح مؤلفاتهم، فقد يتقدم 700 عمل ويتم اختيار عملين فقط منها.
وذكر «شلبى»، أنه لا غنى عن الطباعة الورقية، إذ يرى أن تجربة النشر الإلكترونى غير ناجحة، وتوجد مشاكل مالية كثيرة بين المنصات الإلكترونية ودور النشر.
وأشار إلى واحدة من أكبر المشاكل التى تواجه دور النشر وهى تزوير الكتب، ما يكبد الناشر خسائر فادحة، وبالتالى يجب التصدى لهذا الأمر عبر إصدار قوانين رادعة لسارقى حقوق الملكية الفكرية.
ولفت إلى أنه لا يوجد دعم حكومى للقطاع الخاص من دور النشر، إذ يعتمد على القطاع الحكومى فقط، متوقعاً انخفاض عدد الناشرين بحلول يونيو المقبل من 1400 ناشر إلى 600 ناشر فقط.