منذ أوائل عام 2020، تم عزل عدد كبير من السياح عن العالم بسبب قيود “صفر كوفيد” التي فرضتها الصين، والتي تضمنت اختبارات جماعية وإغلاق وحجر صحي للقادمين.
تستعد الخطوط الجوية والفنادق والشركات الفاخرة حول العالم، لعودة عشرات ملايين السياح الصينيين ومئات مليارات دولاراتهم، بعد أن ألغت بكين مؤخراً آخر تلك الإجراءات، وذلك رغم إشارة الخبراء إلى أن الانتعاش سيستغرق شهوراً ليستعيد وتيرته بالكامل.
في عام 2019، قبل تفشي وباء كورونا، سافر ما يصل إلى 155 مليون صيني إلى الخارج وأنفقوا 255 مليار دولار.
ومن المتوقع حدوث انتعاش قوي في الربع السنوي الأول من العام 2023 وعودة جماعية إلى السياحة في الربع الثاني.
من المحتمل أن تشهد هونج كونج التأثير المبكر، حيث شكلت السياحة 4.5% من الاقتصاد في 2018.
أوضحت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن عودة هؤلاء السياح ستكون منتظرة بفارغ الصبر.
في الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي، كان هناك 249 ألف سائح فقط من البر الرئيسي إلى هونج كونج، انخفاضاً من أكثر من 51 مليون في 2018.
كما كان تفضيل سياح البر الرئيسي للسلع الفاخرة شريان الحياة لقطاع التجزئة المتعثر في هونج كونج، الذي خسر مكانته كأغلى مناطق التجزئة في العالم من حيث الإيجار ، أمام الجادة الخامسة في نيويورك العام الماضي، طبقاً لشركة الاستشارات العقارية “كوشمان آند ويكفيلد”.
بالنسبة للوجهات الكبرى العالمية مثل أوروبا والولايات المتحدة، تعني الرحلات التجارية المحدودة وتراكم طلبات التأشيرات أن تأثير إعادة فتح الصين قد يستغرق بعض الوقت ليتحقق.
ويقدر معهد الصين لأبحاث السياحة الخارجية أن 18 مليون سائح صيني سيسافر دولياً في النصف الأول من العام، يتبعه 40 مليون في النصف الثاني.
قال إدواردو سانتاندير، الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية للسفر، إنه “يوجد كثير من الطلب المتزايد من الصينيين للسفر لكن المشكلة هي مدى مرونتنا في استيعابهم بإصدار التأشيرات وتوفير مزيد من ترابط الرحلات”.
في اليابان، حيث شكل السياح الصينيون 30% من القادمين من الخارج قبل كوفيد، ستكون عودتهم مهمة لبلوغ الهدف السنوي للصناعة الذي يبلغ 37 مليار دولار.
أشارت الصحيفة إلى أن بعض المتداولين ربطوا زيادة القوة الأخيرة لعملة الين من أدنى مستوياته في العقود الأخيرة بالمستثمرين الأفراد الذين راهنوا على أن تدفق السياح الصينيين سينعش أنماط الشراء.
وفي ظل انضمام اليابان إلى دول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، بفرض ضوابط على الحدود والفحص الإلزامي على الزوار من الصين، قال المحللون إن الأمر قد يستغرق حتى عامين ليعود الزوار إلى مستويات ما قبل الوباء.
في الولايات المتحدة، حيث كانت الصين إحدى أكبر مصادر السياح الداخليين قبل الوباء، لم تستعد الشركات بالكامل بعد.
قال موقع السفر “إكسبيديا” إن عمليات البحث عن رحلات من الصين إلى الولايات المتحدة ارتفعت 40% بعد قرار بكين بإلغاء قوانين الحجر الصحي الداخلي، بينما تضاعفت الاستفسارات حول الاتجاه الآخر.
لا شك أن سرعة انعكاس السياسة، التي جاءت بينما كانت الصين غارقة في أسوأ أوقات تفشي الوباء فيها، فاجأت المشاهدين.