شحنات كثيرة عالقة بالموانئ تنتظر البنوك لتدبير الدولار
سويلم: الشركات الموردة توقف التعاقدات لحين تحصيل مستحقاتها
ارتفعت أسعار اللحوم المستوردة، على خلفية ارتفاع أسعار اللحوم البلدية الحمراء، ونقص المعروض منها بالأسواق، بجانب انخفاض سعر الجنيه وارتفاع الدولار.
قال سمير سويلم، أحد كبار مستوردى اللحوم فى مصر، إن تذبذبات سعر الصرف منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن، أدت إلى عدم استقرار أسعار اللحوم المستوردة، وزيادتها بنفس نسبة ارتفاعات الدولار، الأمر الذى أدى إلى عدم قدرة الشركات على تسعير منتجاتها.
أضاف لـ “البورصة”، أن ضعف إتاحة الدولار لم يضر واردات اللحوم فقط، بل طالت الأزمة كافة السلع الغذائية، ويترقب السوق المزيد من الإفراجات خلال الفترة المقبلة، لمعالجة نقص المخزون من اللحوم المستوردة.
لفت سويلم، إلى أن بعض شركات استيراد اللحوم، لديها كثير من الشحنات العالقة منذ أكثر من 3 أشهر بالموانئ المصرية، فى انتظار البنوك لتدبير للعملة الخضراء.
وطالب، البنك المركزي المصري والجهات المعنية، بتدبير الدولار لتلك الشحنات والسلع الغذائية، للإفراج عنها وضخ مزيد من المعروض بالأسواق قبيل شهر رمضان، حتى لا نواجه نقصا فى السلع الغذائية المستوردة.
أوضح سويلم، أن الشركات الموردة، أوقفت ابرام تعاقدات جديدة، نظرا لعدم موافاتها بمستحقاتهم المالية عن البضائع الموجودة على أرصفة الموانئ.
وأشار إلى أن نسبة الارتفاعات فى أسعار اللحوم المجمدة تتراوح بين 20 ـ 25% خلال شهر فقط، ليرتفع سعر الكيلو البرازيلى إلى 150 جنيهاً لتاجر الجملة مقابل 120 جنيهاً، بينما الهندى 130 جنيها مقابل 110 جنيهات للكيلو.
وعزا زيادة الأسعار محليا إلى الاضطرابات والتغيرات التى حدثت فى الاستيراد منذ شهر فبراير الماضى، والتى نتجت عن نظام الاعتمادات المستندية، بينما استقرت أسعارها فى بلد المنشأ مثل البرازيل والهند وأمريكا وغيرها.
وتابع: “الغرامات التى أصبحت تقع على عاتق المستورد مؤخراً بسبب تكدس البضائع تتراوح بين 15 ـ 20 جنيهاً للكيلو..الأمر الذى يضع المستورد أمام خسائر فادحة، وقد يتحمل المواطن جزءا منها بعض الافراج عنها”.
النواوى: “البرازيلى” يسجل 4.3 ألف دولار للطن
وقال سيد النواوي، نائب رئيس شعبة المستوردين بالاتحاد العام للغرف التجارية وأحد مستوردى اللحوم، إن أسعار اللحوم البرازيلية تتراوح بين 4 وحتى 4.3 ألف دولار للطن، بينما الهندي بين 2,9 وحتى 3.1 ألف دولار للطن.
أضاف لـ “البورصة”، أن أسعار الكبدة المجمدة الأمريكية بالسوق المحلى تتراوح بين 90 ـ 100 جنيه، بينما الهندى والبرازيلى بين 70 ـ 78 جنيها.
وأوضح أن بعض التجار لديهم مخزون يكفي 3 أشهر بسبب تراجع القوى الشرائية فى بعض المناطق، متوقعاً أن تتأثر أسعارها على خلفية زيادة اللحوم البلدية خلال الفترة المقبلة ومع اقتراب شهر رمضان، ويتوقف ذلك على العرض والطلب خلال الأشهر المقبلة.
وارتفعت أسعار اللحوم الحية خلال آخر شهرين بما يصل إلى 5 جنيهات فى لحوم القائم و15 جنيهًا فى اللحوم المذبوحة، على خلفية استقرار الطلب وانخفاض المعروض منها، واستمرار شكاوى المزارع من تكاليف الإنتاج وتكبدهم خسائر يومية فى الصناعة بسبب ارتباك أسواق الأعلاف.
وقال محمد العربي نائب رئيس شعبة القصابين بتجارية القاهرة، إن أسعار اللحوم الحمراء البلدية للمستهلكين تصل إلى 180 جنيها للكيلو فى الأقاليم، و220 جنيهًا للقطعيات الجيدة، وتصل فى بعض المناطق الراقية إلى 230 جنيها للكيلو.
عاشور: انخفاض التدفقات بسبب التغيرات فى السياسات النقدية العالمية
وقال شريف عاشور، نائب رئيس رابطة مستوردى اللحوم والدواجن، إن السوق المحلي يعتمد على البرازيل والهند كأسواق أساسية لتوريد اكثر من % 60 من اللحوم المجمدة وتلبية طلبات المستهلكين.
أضاف أن ارتفاع أسعار الدولار ليسجل نحو 30.5 جنيه فى البنوك، كان العامل الأول المؤثر فى ارتفاع أسعار اللحوم المستوردة، بجانب أن الكميات التى كانت توردها البرازيل والهند انخفضت بسبب التغيير فى السياسات النقدية لدول العالم والتى أثرت على ارتفاع أسعار الفائدة.
ويقدر الاستهلاك الشهري فى مصر من اللحوم المستوردة المجمدة بنحو 18 ألف طن ما بين برازيلية وهندية، لكن الاستهلاك فى شهر رمضان وحده يصل إلى 24 ألف طن تقريبا.
وبلغ مُعدل استهلاك مصر من اللحوم الحمراء 900 ألف طن خلال العام 2020 موزعة ما بين 430 ألف طن مستوردة و470 ألف طن منتجة محليًا، وفق تقرير صادر عن قطاع الثروة الحيوانية التابع لوزارة الزراعة.