«دارك»: أسعار الكتب تضاعفت بسبب زيادة تكاليف الطباعة والإنتاج
«بيت الياسمين»: الأوضاع الاقتصادية الراهنة والتضخم وراء تراجع الشراء
«العلم والإيمان»: يمكن أن تمر أسابيع دون تلقى طلبات شراء جديدة للكتب
«تويا»: نواجه انخفاض المبيعات بعروض التقسيط
«سما»: الإقبال على الشراء انخفض 20% والأسعار زادت 40%
«دوّن»: أصبحنا أكثر انتقاء للموضوعات
«الرواق»: التوسع فى الدعاية لكسر حالة الركود
«الفتح المبين»: يجب زيادة مساحة الأماكن المخصصة لسور الأزبكية
زوار المعرض لـ«البورصة»: الأسعار تضاعفت.. والتقسيط للضروريات
رغم ارتفاع أسعار الكتب بشكل كبير خلال الدورة الـ54 من معرض الكتاب، التى انتهت فعالياتها الاثنين، فإنَّ هذه الدورة شهدت إقبالاً كبيراً من الجمهور.
لكن هذا الجمهور الكبير لم ينعش مبيعات الكتب التى انخفضت هذه الدورة، مقارنة بالأرقاتم السابقة، فى حين اتجهت دور النشر لتقديم خصومات بنسب قاربت 50%؛ لتشجيع القراء على الشراء.
كما اتجهت دور نشر أخرى، للبيع بالتقسيط.
وشاركت فى الدورة 54 التى أقيمت خلال الفترة من 25 يناير إلى 6 فبراير، نحو 53 دولة من خلال 1047 ناشراً بإجمالى 905 جناحات، فيما بلغ عدد المترددين على المعرض 3.2 مليون زائر.
قال هشام حسن، مدير النشر بدار «دارك»، إنَّ الإقبال على معرض الكتاب 2023 خالف التوقعات، إذ حضر جمهور كبير رغم ارتفاع أسعار الكتب.
وأضاف لـ«البورصة»، أن الدار قدّمت خصومات على مجموعة من الكتب بنسبة وصلت إلى 30% لتشجيع الجمهور على الشراء، بالإضافة إلى توفير نحو 40 كتاباً بسعر 30 جنيهاً فقط.
وأوضح «حسن»، أن الزيادة فى أسعار الكتب الخاصة بدار النشر تتراوح بين 5 و10 جنيهات فى ظل ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج التى تتضمن الورق والأحبار وغيرهما. وتسعى الدار إلى تقليل هامش الربح قدر الإمكان؛ حتى لا تصبح الزيادة فى سعر الكتاب كبيرة، إذ يبلغ سعر أغلى كتاب لديهم 125 جنيهاً.
ورفعت شركتا إدفو وقنا للورق، أسعار منتجاتهما، خلال ديسمبر الماضى، على خلفية زيادة تكاليف الإنتاج خلال المرحلة الماضية.
وارتفع سعر ورق الكتابة والطباعة 70 جم بشركة إدفو من 31.95 ألف جنيه إلى 34.75 ألف جنيه للطن، فيما بلغ سعر الورق 50 جم 36.1 ألف جنيه للطن، والورق 55 جم 35.55 ألف جنيه للطن، أما سعر الورق 60 جم فبلغ 35.05 ألف جنيه للطن، والورق 80 – 100 جم بلغ 34.75 ألف جنيه للطن.
قال «حسن»، إنه رغم الظروف الاقتصادية الراهنة، فإنَّ الدار أصدرت 29 كتاباً جديداً عكس السنوات السابقة التى كان عدد الإصدارات فيها لا يتجاوز 15 كتاباً فقط.
وتضمنت مجالات الكتب الجديدة، التنمية الذاتية، وإدارة الأعمال، وعلم النفس، والأدب العربى والعالمى، إذ يفضّل حوالى 70% من الجمهور الإقبال على شراء كتب الجريمة والرعب، بالإضافة إلى التنمية البشرية.
ولمواجهة الركود فى المبيعات، خلال الفترة الماضية، بدأت دار نشر «دارك» توفير الكتب بالعديد من المكتبات والسلاسل التجارية ومحطات البنزين للوصول إلى أكبر قدر ممكن من الجمهور، بالإضافة إلى التوسع فى بيع الكتب «أونلاين».
وشمل البرنامج الثقافى والفنى الذى صاحب فعاليات المعرض طيلة أيام انعقاده، مشاركة 85 كاتباً وشاعراً وشاعرة وناقداً وأكاديمياً وأديباً من عدد من الدول العربية، على رأسها مصر والأردن.
وتوزع الحضور على 27 فعالية ما بين 23 ندوة ومحاضرة، و4 عروض مسرحية، وقراءات قصصية للأطفال، و3 قراءات قصصية، و3 أمسيات شعرية، فضلاً عن عدد من ورش العمل.
وقال زياد إبراهيم، مدير بيت الياسمين للنشر والتوزيع، إنَّ الإقبال الجماهيرى على زيارة المعرض كبير بالفعل.. لكنَّ عمليات الشراء نفسها منخفضة نسبياً عن السنوات الماضية؛ بسبب الظروف الاقتصادية الراهنة، والتضخم الذى طال معظم المنتجات الأساسية.
وأضاف لـ«البورصة»، أن دار النشر عالجت هذا الأمر من خلال تقديم خصومات تصل إلى 50%، مشيراً إلى أن الإقبال على شراء الكتب الفكرية التى أصدرتها الدار أكثر من غيرها من المجالات.
وأوضح «إبراهيم»، أن انخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار طال دور النشر من خلال ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير، وهو ما دفع «بيت الياسمين للنشر والتوزيع» إلى مضاعفة الأسعار، بالإضافة إلى انخفاض عدد الإصدارات الجديدة؛ لارتفاع تكاليف الطباعة بشكل عام.
وطالب وزارة الثقافة بتقديم الدعم لدور النشر الخاصة، إذ ارتفع إيجار المكان المخصص لكل دار نشر بالمعرض بنسبة 12.5%، فى حين قدمت الوزارة خصماً على نسبة الزيادة فقط وصلت إلى 5% لتصبح الزيادة فى سعر الإيجار 7.5%.
وقال محمد إبراهيم، صاحب دار نشر العلم والإيمان، عضو مجلس إدارة اتحاد الناشرين، إنَّ الدار تقدم عروضاً على الكتب بنسب تصل إلى 60% لتشجيع الجمهور على الشراء، إذ يبدأ سعر كتب الأطفال من 20 جنيهاً، والكتب الأخرى من 50 جنيهاً.
كما أن الكتب المتخصصة ما زال عليها إقبال من الباحثين والمتخصصين.
أضاف أن أزمة ارتفاع تكاليف الطباعة دفعت بعض دور النشر إلى تقليل عدد الطبعات الخاصة بالكتب، كما أن معاناة دور النشر وصلت إلى أنه يمكن أن تمر أسابيع دون تلقى طلبات شراء جديدة للكتب.
وبلغ إيجار المتر فى معرض القاهرة الدولى للكتاب 1200 جنيه، وهو ما قد لا يتحمله البعض.. لذلك طالب وزارة الثقافة بدعم دور النشر بشكل أكبر خلال المرحلة المقبلة.
وقالت شيرين إبراهيم، مسئول العلاقات العامة بدار تويا للنشر والتوزيع، إنَّ الإقبال على زيارة معرض القاهرة الدولى للكتاب، تجاوز الإقبال خلال العامين الأخيرين؛ بسبب أزمة جائحة كورونا.
وأوضحت أن انخفاض الإقبال على الشراء تعالجه دور النشر من خلال تقديم عروض للشراء (تقسيط) من خلال فيزا المشتريات أثناء فترة المعرض، وقد لاقت تلك الخدمة ترحيباً كبيراً من الجمهور.
أضافت أن أسعار مستلزمات الإنتاج تضاعفت 3 مرات، وهو ما دفع دار نشر «تويا» إلى تثبيت سعر الكتب عند 75 جنيهاً خلال فترة المعرض، والحصول على 5 كتب بسعر 250 جنيهاً.
وكشف محمد على، مدير مبيعات دار سما للنشر والتوزيع، أن الإقبال على الشراء انخفض بنسبة 20% خلال الدورة الحالية من معرض الكتاب؛ بسبب ارتفاع أسعار الكتب بنسبة تتراوح بين 35 و40%.
ولذلك قدمت الدار خصماً للجمهور 30% أثناء فترة المعرض.
أضاف أن دور النشر تواجه الركود خارج فترة المعرض، عن طريق الترويج للكتب على الإنترنت والمشاركة فى المعارض الداخلية والخارجية.
وقالت ريهام خالد، مساعد مدير نشر دار دوّن، إنَّ الأزمة الاقتصادية لم تمنع الجمهور من الشراء، وهو ما فاجأ دور النشر.. لكنها جعلتهم يخفضون عدد الكتب التى كانوا معتادين على شرائها من المعرض كل عام.
أضافت أن الإصدارات الجديدة للدار هذا العام وصلت إلى 45 إصداراً، تنوعت بين الكتب المترجمة، وكتب التنمية الذاتية، والأعمال الفكرية والروايات، إذ تتجه فئة الشباب نحو كتب التنمية الذاتية والروايات.. أما الفئة الأكبر عمراً فتهتم بالأعمال الفكرية.
لفتت «خالد»، إلى أنهم أصبحوا أكثر انتقاءً للموضوعات التى تنشرها الدار لمواجهة الركود وضمان توافقها مع اهتمامات فئة الشباب، خصوصاً كتب التنمية الذاتية التى يقبلون على شرائها.
وقال مصطفى عبدالوهاب، مندوب مبيعات دار الرواق للنشر، إنَّ أسعار الكتب ارتفعت إلى الضعف؛ بسبب زيادة أسعار تكاليف الإنتاج.. لذلك قدمت الدار خصومات فى المعرض تبدأ من 15% حتى 50% على جميع الكتب؛ إذ يعد معرض الكتاب فرصة كبيرة للجمهور ولدور النشر أيضاً.
وأضاف أن الدار طرحت 25 إصداراً جديداً هذا العام؛ تعويضاً عن النقص فى معروض الإصدارات خلال العامين الأخيرين.
وتواجه دار الرواق للنشر، حالة الركود التى يعانى منها القطاع حالياً عبر التوسع فى الدعاية وعرض الكتب فى المكتبات، بالإضافة إلى تقديم منتجات أخرى بخلاف الكتب مثل النوت بوك.
وقال مصطفى نوح، ممثل المبيعات بدار الكرمة للنشر، إنَّ الدار قدّمت مجموعة من الكتب بأسعار تبدأ من 10 جنيهات حتى 50 جنيهاً، لتشجيع القراء على الشراء، كما أن هناك خصماً بالمعرض يصل إلى 40%.
وأضاف لـ«البورصة»، أن دار النشر طرحت حوالى 28 إصداراً جديداً، تنوعت ما بين الأدب العربى والمترجم وكتب التنمية الذاتية وعلم النفس.
وشاركت نحو 25 مكتبة من سور الأزبكية بمعرض القاهرة للكتاب بصالة 4.
وقال عبدالعظيم عمر، صاحب مكتبة الفتح المبين، إنَّ الإقبال الكبير على زيارة معرض القاهرة للكتاب، تجاوز زيارة المكتبات فى سور الأزبكية بمنطقة العتبة وسط القاهرة؛ حيث يصعب على الجمهور زيارة السور؛ نظراً إلى صغر مساحته.
وأضاف لـ«البورصة»، أن المكتبة تحتوى على جميع أنواع الكتب بدايةً من كتب الأطفال حتى كتب البحث العلمى، كما يبيع الكتب الدراسية الخارجية بنصف ثمنها.
وطالب بزيادة مساحة الأماكن المخصصة لمكتبات سور الأزبكية بمعرض الكتاب فى الدورات المقبلة؛ إذ إنَّ أقصى مساحة مقررة هى 9 أمتار فقط، وهو ما يعوقهم عن عرض جميع الكتب التى لديهم، وبالتالى تقليل المبيعات، كما طالب بخفض سعر الإيجار الذى ارتفع هذا العام بنسبة طفيفة.
ووصف مصطفى نبيل، ممثل مبيعات بمكتبة هانى عبدالعال، الإقبال على شراء الكتب هذا العام بالمرتفع من قبل الباحثين فى جميع المجالات لتوفير احتياجاتهم من مكتبات سور الأزبكية بالمعرض بجانب الزوّار العاديين.
وأضاف لـ«البورصة»، أن المعرض يمثل فرصة كبيرة للجمهور الذى يصعب عليه زيارة المقر الرئيسى للمكتبة بمنطقة السيدة الزينب. كما أنه فرصة للجمهور من جميع الطبقات الاجتماعية والفئات العمرية للحصول على احتياجاتهم من المكتب من مكان واحد.
وتشارك هيئة البريد المصرى فى معرض القاهرة الدولى للكتاب هذا العام من خلال تقديم خدماتها بشحن الكتب للعملاء إلى جميع محافظات مصر، وذلك من خلال «البريد السريع» وخدمة «وصلها» التى تشحن الكتب إلى بيت العميل، بالإضافة إلى خدمة «الطرود» التى تشحن الكتب إلى أقرب بريد لعنوان العميل.
كما يوفر المعرض خدمة شراء الكتب بالتقسيط لأول مرة؛ تشجيعاً على الشراء فى ظل ارتفاع أسعار الكتب.
وقالت نوران محمد، طالبة جامعية بكلية تجارة وإحدى زوّار المعرض، إنها المرة الأولى التى تزور فيها المعرض كوْنها من مدينة العريش ولم تسنح لها الفرصة سابقاً بالحضور، إذ جاءت ضمن رحلة نظمتها الكلية.
وأضافت لـ«البورصة»، أنها تفضّل قراءة الكتب الدينية، وتتجه إلى الادخار حتى تشترى الكتب التى تريدها، وحددت مبلغ 400 جنيه لشراء الكتب من المعرض خلال هذا العام
وقال أشرف السعيد، طالب بكلية طب، إنَّ أسعار الكتب مرتفعة بشكل كبير هذا العام، إذ اعتاد شراء الكتب سابقاً بميزانية لا تتخطى 500 جنيه.. لكن هذه السنة اضطر لزيادتها إلى 1000 جنيه، إذ يفضل قراءة الكتب الدينية وكتب النحو والصرف.
وقالت إيمان عبدالله، طالبة بالصف الثانى الثانوى من محافظة الجيزة، إنَّ أسعار الكتب بمعرض القاهرة الدولى للكتاب مرتفعة هذا العام بشكل كبير عن السنوات الماضية؛ إذ اعتادت إحضار شنطة سفر لشراء الكثير من الكتب.
ولكن مع القفزة الكبيرة فى الأسعار هذا العام أصبحت تشترى كتابين أو ثلاثة على الأكثر.
أضافت أنها كانت تخصص ميزنية تقدر بنحو 500 جنيه.. لكن أصبحت غير كافية هذا العام لتضاعف أسعار بعض الكتب، مشيرة إلى أنها لن تلجأ إلى التقسيط إلا إذا كانت ستشترى قواميس أو كتباً تتعلق بالدراسة.