تعتمد روسيا بشكل متزايد على الروبل واليوان في المدفوعات العابرة للحدود والتمويل، وذلك في ظل عقوبات الغرب التي تحد من وصولها إلى الدولار واليورو، والتي فرضت على مدى عام من غزوها لأوكرانيا.
في مارس الماضي، فصلت جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك “سويفت”، العديد من البنوك الروسية الكبرى عن شبكة التسوية العالمية الخاصة بها خلال الحرب.
وشكل الدولار واليورو 34% و19% من مدفوعات الصادرات الروسية حتى سبتمبر، بانخفاض من 52% و35% في يناير، أي قبل سريان العقوبات، وفقاً للبنك المركزي الروسي.
لا تزال بعض مدفوعات الغاز الروسي تُدفع بالدولار واليورو، بما في ذلك من خلال مصرف “جازبروم بنك”، وهي شركة تابعة لشركة النفط والغاز الحكومية “جازبروم” المعفاة من حظر “سويفت”، وكذلك من خلال الوحدات الروسية في البنوك الغربية، لكن نسبة متزايدة من المدفوعات، والتي بلغت 47% اعتباراً من سبتمبر، تُسدد باليوان والروبل.
استخدمت “جازبروم” اليوان والروبل في مدفوعات صادرات الغاز المتجهة للصين بدلاً من الدولار، كما يدفع بعض المستوردين الأوروبيين بالروبل الآن.
يذكر أيضاً أن العقوبات الأوروبية على البترول الروسي أدت إلى زيادة الصادرات إلى آسيا، مما أدى إلى تسريع التحول نحو اليوان.
تستكشف الشركات أيضاً بدائل لنظام “سويفت”، إذ ارتفع متوسط المعاملات اليومية على نظام الدفع عبر الحدود بين البنوك في الصين “سي.آي.بي.أس” بنسبة 50% تقريباً منذ بدء الغزو ليصل إلى 21 ألف معاملة في يناير.
أدى انخفاض تدفق الدولارات واليورو إلى تقليص توافر العملات الأجنبية في روسيا، كما انخفضت القروض المقومة بالعملات الأجنبية للشركات بنسبة 13% بين مارس وأكتوبر، بينما ارتفعت قروض الروبل بنسبة 11%.
خرج المستثمرون الأجانب، الذين كانوا مسؤولين سابقاً عن 10% أو نحو ذلك من معاملات السندات الحكومية الروسية، من السوق بالكامل تقريباً.
وأصدرت روسيا سندات مقومة بالروبل حصرياً منذ شنها غزواً ضد أوكرانيا، وانخفضت النسبة المئوية لهذه الأصول التي يحتفظ بها اللاعبون في الخارج إلى حوالي 10% من حوالي 20%.
قال المحلل في “إس.إم.بي.سي نيكاو سيكيوريتيز”، شوتا أكيموتو، إن “الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى حظرت تداول سندات الحكومة الروسية، وليس أمام موسكو خيار سوى جمع الأموال في الداخل”.
تتقلص خيارات إرسال الأموال من وإلى روسيا، حيث طلب بنك “ميزوهو” الياباني في أكتوبر من العملاء استخدام العملات غير الدولارية في التحويلات إلى روسيا، بعد أن قال بنك مراسل بالدولار إنه سيتوقف عن معالجة تحويلات العملاء لوحدة موسكو بالعملة الأمريكية.
لا شك أن هناك حالة قلق من أن النظام المالي العالمي سيتفتت أكثر، مما يقلل الكفاءة الاقتصادية ويقوض العقوبات الغربية.