دعا رئيس وفد مجلس الأمة الكويتي إلى مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بدورته ال34 النائب ثامر الظفيري العراق إلى إكمال ترسيم الحدود البحرية بين العراق والكويت كما حث على تعزيز التعاون العربي .
وأكد الظفيري في كلمته أمام المؤتمر”ووفقا لوكالة الأنباء الكويتية اليوم- إننا نجتمع اليوم في العراق – عراق الحضارات والعلوم والثقافة والأدب – العراق الذي نراهن به ومعه اليوم على مستقبل أفضل لأمتنا العربية مستقبل أساسه التواصل والتعاون والتكامل مستقبل يهدف إلى التنمية الشاملة المنشودة تحقيقا لرخاء شعوبنا وتلبية طموحاتهم”.
وأعرب الظفيري بالثقة في القيادة العراقية والنخبة البرلمانية بالدفع في هذا الاتجاه” داعيا الأشقاء في البرلمان العراقي “للسعي لدى الجهات المختصة في العراق للإسراع في حسم القضايا العالقة مع الدول المجاورة ومنها استمرار التفاوض مع الجانب الكويتي للتوصل لاتفاق نهائي بشأن استكمال ترسيم الحدود البحرية بعد النقطة 162 وذلك لتحصين علاقات الاخوة التي تربط البلدين الشقيقين والنأي بهذه العلاقات عن الحملات الإعلامية التي تتناول الأحداث بشكل سلبي يؤدي إلى تصاعد خطاب الكراهية بين الشعوب في ظل غياب هذه الاتفاقات”.
وأضاف أنه “في هذا المقام يطيب لي أن أهنئ العراق على نجاحه في استضافة بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم (خليجي 25) في يناير الماضي في البصرة” مباركا تتويج المنتخب العراقي بالبطولة ومشيدا بالتحضيرات والتنظيم رفيع المستوى للبطولة التي حظيت باهتمام رسمي وشعبي لافت فضلا عن التسهيلات التي وفرها العراق للمنتخبات المشاركة وجماهيرها المساندة.
وأشار إلى “أنه بعد نحو 44 عاما من استضافة العراق الأولى لهذه البطولة جاء العراق ليعيد لم شمل أبناء الخليج في البصرة الفيحاء في بطولة كان عنوانها الحفاوة والسخاء وكرم الضيافة العراقية”.
ورأى أن “هذه الدورة الكروية لم تكن حدثا رياضيا عاديا أو عابرا إنما كان لها دلالاتها وعلاماتها على تعافي العراق من حالة عدم الاستقرار وإصرار أبنائه على تعزيز حضورهم في محيطهم الخليجي والعربي ومتابعة مسيرة النهضة وإعادة الإعمار”.
وقال إنه بالرغم من التحديات الأمنية الجسيمة والأوضاع الصعبة التي مر بها العراق إلا أنه استطاع بإرادة وعزيمة قوية تحقيق عدة انتصارات أمنية وسياسية واقتصادية تتطلب منا كأشقاء دعمه ومساندته في ترسيخ مقومات سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه وعدم التدخل في شؤونه الداخلية”.
وأكد النائب الظفيري “أننا إذ نجدد إدانتنا كافة الأعمال الإرهابية التي تسعى للنيل من أمن العراق واستقراره فإننا نشدد على أن أمن العراق واستقراره كل لا يتجزأ من الأمن القومي الخليجي والعربي في هذه المنطقة وهو ما تدركه دول الجوار.
كما شدد على أهمية تفويت الفرصة والتصدي لمثيري الفتن الساعين للتأثير على مسار العلاقات بين العراق ومحيطه العربي موضخا أن العراق جزء مهم من الوطن العربي وله مكانته ودوره الفاعل في محيطه الإقليمي والدولي وأحد الركائز الأمنية والاقتصادية المهمة في المنطقة”.
ورحب النائب الظفيري بتوقيع هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في السابع من فبراير الجاري خمسة عقود مع الشركة المنفذة لمشروع الربط الكهربائي بين دول الخليج والعراق.
وأعرب عن الأمل “بأن يواكب نجاح تدشين هذه المشاريع الحيوية بين بلداننا نجاحا مماثلا يشمل الاستثمار في مشاريع البنى التحتية والنقل وتعزيز القدرات الصناعية المشتركة والامن الغذائي بغية تحقيق المصالح المشتركة لدولنا ورفاهية شعوبنا”.
وأكد النائب الظفيري أن “ثمة ما لا يجب تجاوزه بخصوص الاستقرار وتعزيز السيادة للعراق ودولنا جميع بلا استثناء وهو أن انتهاك وتهديد سيادة الدول كان دائما عنصر الهدم وغرس التوتر في هذا الجسد العربي المعتل”.
وأشار إلى أنه “لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز ما شهدناه جميعا في العام 1990 من احتلال الكويت وإحداث الشرخ الكبير في العالم العربي الذي أضر بالجميع بلا استثناء”.
وأضاف “وان كنا تجاوزنا جميعا آثار تلك الأحداث فإنه من الواجب العمل وبكل قوة على ضمان إزالة جميع بؤر التوتر والتأسيس لثقافة جديدة في العلاقات العربية عنوانها الوحدة والتضامن والعمل المشترك بما يحمي مصالح وسيادة الجميع”.
وأكد النائب الظفيري أنه “لا يمكن أن يلتئم شمل عربي دون أن تحضر القضية الفلسطينية بكل أبعادها وجراحها ومآسيها ودون أن نستذكر بطولات شعبها وصموده ونضاله ففلسطين جوهر اتحادنا وقضيتنا المركزية ومسؤوليتنا القومية”.
وقال إنه “انطلاقا من إيماننا المطلق بعدالة وشرعية القضية الفلسطينية فإننا نؤكد دعمنا لكافة خيارات الشعب الفلسطيني الشقيق لنيل حقوقه المشروعة مطالبين المجتمع الدولي بالتحرك السريع لوقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة وتوفير الحماية الكاملة للشعب الفلسطيني وحماية مدينة القدس من الممارسات الاحادية غير القانونية التي يمارسها الكيان الصهيوني ومحاولات طمس هويتنا”.
وأضاف أن دولة الكويت حرصت “منذ استقلالها الذي نحتفل بذكراه ال62 اليوم على انتهاج سياسة خارجية معتدلة انطلاقا من ثوابتها الوطنية والشرعية والدستورية أساسها احترام سيادة الدول والالتزام بحسن الجوار والتمسك بالشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي”.
وتابع “كما سعت سياستها إلى دعم مبدأ التضامن العربي ورعايته في كل محفل عربي ودولي ليحظى بمزيد من التفعيل والتعزيز بين دوله و إننا نجدد الدعوة اليوم لتوثيق العلاقات البينية العربية والنأي بها عن أي خلاف أو نزاع كان في دعوة لابد لنا من الاستجابة لها وسط ما تفرضه علينا الظروف المحيطة من مخاطر وتحديات لترسيخ علاقات يكون أساسها الاحترام المتبادل لحقوق ومصالح شعوب المنطقة جميعا”.
وأوضح أنه “ولعل المسؤولية التي تقع على عاتقنا كبرلمانيين اليوم أصبحت أكثر شدة وثقلا ونحن ندرك في خضم هذه الأحداث العالمية وتطوراتها المتسارعة أن في التضامن العربي قوة لدولنا وشعوبنا وما أحوج ما نكون لها اليوم”.
وأشار إلى أن هذا ما يدفعنا لتفعيل أدوارنا التشريعية والرقابية التي تكفل لنا متابعة اتفاقيات التكامل الاقتصادي العربي وآليات منظومة العمل العربي المشترك وحث الحكومات على إصلاحها وتطويرها وتنفيذها .
أ ش أ