انطلقت صباح اليوم الأحد في العاصمة الأردنية عمّان، فعاليات الاجتماع الثالث لـ “اللجنة العليا للشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة”، والتي تضم كلاً من مصر والإمارات والأردن والبحرين، برئاسة وزراء الصناعة في الدول الأربع.
أكد المهندس أحمد سمير وزير التجارة والصناعة، حرص الدولة المصرية على تعزيز الجهود المشتركة مع كل من الإمارات والأردن والبحرين، لتحقيق التكامل الصناعي العربي، وبما يسهم في دفع العلاقات الاقتصادية بين الدول أعضاء الشراكة الصناعية التكاملية لمستويات متميزة.
وقال الوزير، أن التغيرات السياسية والاقتصادية على الساحتين الإقليمية والعالمية، تدعو إلى مزيدٍ من التكاتف والترابط فيما بين الدول العربية وتنفيذ المزيد من الشراكات الاقتصادية لتوفير الحماية النسبية لشعوب الدول الأربع من التقلبات الحالية والمستقبلية، وتحقيق الاكتفاء الذاتي، والتنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة.
وأشار إلى أهمية الاستفادة من فرص التعاون المشترك والمقومات الاقتصادية الكبيرة والإمكانيات البشرية والعلمية والتكنولوجية بالدول الأربع لدعم العلاقات الاقتصادية المشتركة من خلال تبادل الخبرات، وإقامة الشراكات والاستفادة من أسواقنا في تعزيز معدلات التجارة البينية.
كما أكد وزير التجارة حرص الحكومة المصرية على تقديم كافة التيسيرات التي من شأنها دعم هذه الشراكة، واتخاذ كافة الإجراءات العاجلة الكفيلة بتنفيذ خطة عمل الشراكة بمراحلها المختلفة، لتحقيق هدفها المنشود.
ولفت إلى أن هذه المرحلة من الشراكة تشهد متابعة تنفيذ المشروعات التي تم الاتفاق عليها خلال المرحلة الأولى من الشراكة، بالإضافة إلى قيام اللجنة التنفيذية ببحث عدد من المشروعات الجديدة وادراجها ضمن الشراكة الصناعية بما يضمن تنويع مجالات التعاون بين الدول الأربع، وتحقيق أثر إيجابي على الناتج المجلي الإجمالي لدول الشراكة.
وفي هذا الإطار، أوضح وزير التجارة أن اللجنة التنفيذية قامت على مدار الفترة الماضية بالمتابعة مع القطاع الخاص لإنهاء الاتفاقات الخاصة بالمشروعات التي سيتم تنفيذها في إطار الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة، في عدد من المجالات الحيوية والهامة لاقتصادات الدول الأربع، والتي سيتم توقيع مذكرات التفاهم الخاصة بها خلال اجتماع اللجنة العليا.
وأكد حرص الحكومة المصرية على دعم كافة أوجه التعاون القائمة تحت مظلة هذه الشراكة، والسعي لبذل المزيد من الجهود لبحث زيادة مجالات التعاون ومن ثم زيادة عدد المشروعات المشتركة، وبما يعزز من الروابط الاقتصادية والسياسية للدول الأربع، ويساعد في توفير الأمن والاستقرار الاجتماعي لشعوبنا العربية.
من جهته، قال الدكتور سلطان الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، إن دولة الإمارات تواصل التركيز على التعاون وتكامل الجهود من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة وتعزيز الشراكة مع دول المنطقة، والاستفادة من المزايا التنافسية النوعية، والإمكانات الكبيرة التي تتمتع بها الدول الأعضاء في الشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة، لزيادة النمو في المجتمعات، وتحقيق المستهدفات الاقتصادية والاجتماعية، وبناء قاعدة صلبة لتعاون صناعي يعود بالنفع على مجتمعاتنا.
وأضاف : “لقد بدأنا بتحقيق نجاحات ملموسة في هذه الشراكة، ونحن أمام نموذج بارز للشراكات الصناعية بين شركات القطاع الخاص في هذه الدول، بما يثبت قدرتنا جميعاً، على التخطيط والتكامل، والانطلاق نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية للشراكة، ونحن ما نزال في بداية هذه الشراكة المثمرة، ومن المؤكد أننا سنكون أمام مشروعات جديدة ستتم بلورتها خلال الفترة المقبلة، في كل القطاعات المستهدفة، وواجبنا كجهات حكومية، دراسة الممكّنات المطلوبة لهذه المشروعات، وتقديم كل أنواع الدعم المطلوبة، بما يعزز من هذه الشراكات ويوفر البيئة الاقتصادية المناسبة من أجل نجاحها”.
وقال: “نشهد اليوم الإعلان عن مجموعة من المشروعات الصناعية المشتركة في قطاعات استراتيجية، وهي تقدم نموذجاً متميزاً للشراكات الصناعية بين القطاع الخاص في الدول الأعضاء، بما يثبت قدرتنا جميعاً على التخطيط والتكامل والانطلاق نحو تحقيق الأهداف، ولقد حققت هذه الشراكة التكاملية خطوات ملموسة خلال الأشهر الماضية، وما زلنا في بداية الطريق، ونتطلع إلى إطلاق المزيد من المشروعات النوعية الجديدة خلال الفترة المقبلة في كل القطاعات المستهدفة بما يحقق الأهداف الاستراتيجية للشراكة”.
وتابع: “لقد تمكن القطاع الصناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة من تحقيق إنجازات كبيرة خلال عام 2022، من أبرزها وصول قيمة الصادرات الصناعية الإماراتية إلى 174 مليار درهم في عام 2022، إضافة إلى 180 مليار درهم كمساهمة للقطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي، وإطلاق مبادرات مختلفة تعزز دور القطاع الصناعي، مثل برنامج التحول التكنولوجي، ومبادرة “اصنع في الإمارات” وغير ذلك من برامج تعزيز الشراكات مع المستثمرين، وتوفر لهم المزايا والممكنات”.
من جانبه ، قال يوسف الشمالي وزير الصناعة والتجارة والتموين، وزير العمل في المملكة الأردنية الهاشمية في كلمته بداية الاجتماعات: “لقد شَهِدَت الأشهرُ الماضية منذ أطلقنا هذه الشراكة في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة طفرةً متعددةَ الأوجه، تُبشِّر خطواتُها المدروسة بتحول عميق مستدام في العلاقات بين قطاعاتنا الصناعية، وتَمثَّلَ أولُ أوجُهِ هذا التحول في الخِطاب الاقتصادي الذي بدأ المسؤولون والإعلام بتبنيه والمتمثل في إبراز المنافع التي ستجنيها دولُنا من خلال انتهاج التكاملية الصناعية فيما بينها”.
واشار “نحن على ثقة بأننا نتشارك في العزم على تحويل التوافقات التي توصلنا لها في المرحلة الأولى من الشراكة إلى مشروعات فعلية، وقد بدأنا نلمس ثمار ذلك في عدد من القطاعات مثل الأدوية والمنتجات الزراعية والأسمدة، ونتطلع إلى تكثيف العمل خلال الفترة القادمة للشروع بتنفيذ هذه المشروعات والتوسع الأفقي والعمودي في التطبيقات العملية لشراكتنا، ونُدرك جميعاً أهميةَ دورنا كرؤساء للجنة العليا للشراكة الصناعية وحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا من قبل دولنا وحكوماتنا لتوفير سبل دعم وتحفيز البيئة الصناعية ومتطلبات النجاح لهذه الشراكة بالتنسيق مع كافة الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة في بلداننا”.
من جانبه، قال عبدالله بن عادل فخرو، وزير الصناعة والتجارة في مملكة البحرين، إن المملكة قامت باستكمال الإجراءات التشريعية اللازمة للانضمام للنظام الأساسي للشراكة، حيث تم إصدار المرسوم رقم 41 لسنة 2022 بالانضمام إلى النظام الأساسي للشراكة الصناعية التكاملية لتنمية اقتصادية مستدامة إلى جانب كل من الإمارات، والأردن، ومصر.
وأضاف “كما قامت وزارة الصناعة والتجارة بالتنسيق مع الأمانة العامة للشراكة بتعريف القطاع الصناعي في مملكة البحرين بأهداف الشراكة الصناعية التكاملية وذلك منذ بداية انضمام المملكة للشراكة لما تمثله من فرصة حقيقية لزيادة كفاءة سلاسل الإمداد والتوريد عبر تكامل الصناعات في المنطقة والتي هي من ركائز استراتيجية قطاع الصناعة 2022-2026 في المملكة، ونتيجة لذلك، شاركت مملكة البحرين بأكثر من 10 مقترحات مشروعات صناعية تجاوزت القيمة التقديرية للاستثمارات الأولية فيها 2 مليار دولار، تختلف مراحلها بين مشروعات في مراحل متقدمة من النضج ومشروعات تم توقيع اتفاقيات تعاون مع مصانع من دول الشراكة وغيرها. كما تختلف مواقع تنفيذ هذه المصانع وذلك إيماناً منا بضرورة استفادة جميع دول الشراكة من مقترحات المشروعات المقدمة ومنها إقامة مشروعات نوعية جديدة ذات أهمية استراتيجية في المملكة”.