رجب: تحديد السعر العادل يراعي سعر الاستيراد وهامش ربح 35%
تعد الزراعة التعاقدية الطريق الأمثل لتفادي الضغوط على العملة الصعبة، ويرى المزارعون أن الالتزام بشراء المحاصيل الاستراتيجية بالأسعار العالمية أفضل حافز لهم، ويمنع من تكبد بعض الخسائر.
قالت الدكتورة هدى رجب مدير مركز الزراعة التعاقدية بوزارة الزراعة، إن آلية تسعير المحاصيل الاستراتيجية بنظام الزراعة التعاقدية، يتم تحديدها من خلال المركز وفقًا لأساتذة الاقتصاد الزراعي من خلال محددات أبرزها النظر إلى أسعار المحاصيل المنافسة مثل الأرز وغيرها، وأسعار الاستيراد، بجانب وضع دراسات للتكاليف والمصروفات ثم وضع هامش ربح معين يصل إلى 35%.
أضافت لـ”البورصة”، أن أسعار الضمان التى وضعها المركز مجزية للمزارع وبهامش ربح جيد طبقًا للدراسات التى أعدها. وحال ارتفاع الأسعار العالمية سيتم شراء المحصول من المزارعين بسعره المعلن بالبورصة العالمية، قائلًة: “العام الماضى تم شراء الذرة من المزارع بمتوسط سعر يتراوح بين 13.5 ـ 14 ألف جنيه، وكان فى ذاك الوقت أعلى من السعر العالمي”، بجانب أن الطرف الثاني وهو المشتري يتحمل تكلفة النقل والشحن.
والمزارع كان يبيع طن الذرة خلال عام 2019 بسعر يتراوح بين 2.8 ـ 3 آلاف جنيه، وأعلنت الحكومة أسعار ضمان توريده بسعر 9 آلاف جنيه للذرة البيضاء، و9.5 للذرة الصفراء، والصويا بسعر 18 ألف جنيه، وعباد الشمس بسعر 15 ألف جنيه للطن.
أشارت إلى أن السعر المعلن سيجذب المزارع، قائلةً:” الفدان ينتج نحو 3.5 طن ذرة صفراء خلال 3 شهور، ولنفترض أن متوسط السعر عند البيع 10 آلاف جنيه، فسيكون الاجمالى 35 ألف جنيه، بينما الصويا ينتج الفدان نحو 2 طن، بمتوسط سعر 25 ألف جنيه للطن، ليصل الاجمالي إلى 50 ألف جنيه للفدان”.
ولفتت إلى أن مصر تستورد 13 مليون طن ذرة صفراء سنويًا، وتستهدف تحقيق نسبة أكبر من الاكتفاء الذاتى خلال العام.
كما تم زراعة ما يقرب من 2.8 مليون فدان ذرة عام 2021 بنحو 10.3 مليون طن، وتم فرمه إلى سيلاج بسبب تدنى أسعاره من قبل التجار للمزارعين، قبل تدخل الحكومة خلال العام الماضي بتحديد سعره.
أوضحت رجب، أن المنظومة تشمل جميع محاصيل الانتاج النباتى والحيوانى والسمكى والداجنى، ولكن كل التركيز على المحاصيل الاستراتيجية مثل الذرة والصويا بسبب أزمة روسيا وأوكرانيا وتأثيرها على صناعة الأعلاف محليًا، إذ نستورد نحو 98% من الزيوت، ويجب تعويض هذه الفجوة من التوسع فى زراعة عباد الشمس وفول الصويا ونسعى للعودة لزراعة القطن كما كانت من قبل.
ولفتت إلى أن الاتجاه لزراعة بعض المحاصيل الاستراتيجية بنظام التعاقد لسد الفجوة الاستيرادية فى ظل ما يعانى منه العالم فى ارتفاع معدلات التضخم ومصر جزء من العالم، وتسعى مصر لتقليل الضغوط على العملة الصعبة خلال المرحلة القادمة.
اقرأ أيضا: رئيس الوزراء يعلن عن حزمة أسعار تعاقدية لعدد من المحاصيل الاستراتيجية لتشجيع الزراعة
وقال فريد واصل نقيب الفلاحين والمنتجين الزراعيين، إن الأسعار التى أعلنتها الحكومة لتوريد الذرة والصويا جيدة إلى حد ما، ولكن كل التخوفات من عدم استلام المحصول من المزارع.
وطالب الحكومة بالالتزام باستلام المحصول وفقًا للأسعار العالمية ، بجانب توفير الآلات الخاصة بالزراعة والحصاد، لتقليل التكلفة، إذ إن الاعتماد على العمالة مكلف للغاية وفى بعض الأحيان تستنزف من هامش ربح المحصول.
أشار واصل، إلى أن توجهات الحكومة خلال المرحلة القادمة بالاعتماد على الزرعات التعاقدية خطوة جيدة، لدعم صناعة الدواجن، وتقليل الفجوة الاستيرادية من الزيوت.
الحصري: أسعار الضمان ليست نهائية وسيتم الشراء بالأسعار العالمية
وأكد النائب هشام الحصرى رئيس لجنة الزراعة والرى بمجلس النواب، أن أسعار توريد المحاصيل التى أعلنت عنها الحكومة ليست نهائية، بل أسعار ضمان فقط وسيتم الشراء من المزارع وفقا للأسعار العالمية وفى حالة انخفاض الأسعار العالمية عن ذلك سيتم الشراء بالأسعار المعلنة.
ولفت إلى أن الخطوة التى اتخذتها الحكومة جيدة، ومن شأنها تحفيز المزارعين على التوسع بزراعة المحاصيل الاستراتيجية خلال المرحلة المقبلة، لتقليل الواردات منها، بجانب استفادة المزارع من هامش ربح جيد، يدفعه للتوسع في زراعتها.