محفوظ: “إيجيبت تريد” تنفذ تجارب لرفع كفاءة المنتج المصري
أدت التغيرات التدريجية التي شهدها سعر الدولار مؤخرًا، إلى زيادة الأعباء على الشركات المصنعة للأكواب الورقية تمثلت في نقص السيولة المالية لدى أغلبها، نظرا لاستيرادها مايقرب من 90% من مستلزمات التصنيع.
ودفعت تلك المتغيرات، شركات القطاع إلى البحث عن بدائل محلية للمادة الخام المستوردة، أرخص وذات جودة عالية حتى تتمكن من تسويقها محليًا وخارجيًا.
قال أنور محفوظ مدير شركة إيجيبت تريد للصناعات الورقية، إن جائحة كورونا منحت صناعة الأكواب الورقية فرصة ذهبية، وحولت استخدامها إلى ثقافة لدى شرائح استهلاكية كبيرة كونها صحية وأكثر أمانًا.
أضاف لـ “البورصة” أن الحفاظ على المكتسبات التي حققتها الصناعة يجب أن يقابله دعم من الحكومة، عن طريق توفير جميع مستلزمات إنتاجها محليًا عبر مصانعها وأبرزها مصنع إدفو للورق.
أشار محفوظ، إلى أن الزيادة الكبيرة فى أسعار المواد الخام المستوردة دفعت الشركة إلى التعاقد مع “إدفو للورق” بعد إجراء تعديلات لبعض خطوط إنتاجها لتناسب المادة الخام المحلية حتى تتمكن من الوصول بالجودة إلى المستوى المطلوب.
وتابع: “الشركة نفذت تجارب أولية مع شركة إدفو للوصول إلى نسبة الجودة المطلوبة، وتم تنفيذ أول 50 طن بجودة تقارب 60% لترتفع نسبة الجودة بتدريج مع كل انتاج لتصل حالياً 90% نسبة الجودة مقارنة بورق الأكواب الورقية المستورد”.
وباتت الشركة تعتمد على مصنع إدفو فى توفير 70% من المادة الخام ويتم استيراد باقي احتياجات المصنع من دول آسيوية أبرزها الصين.
قال رئيس شركة إيجبيت تريد ، إن أسعار الورق المستورد المخصص لهذه الصناعة تتراوح بين 1000 ـ 1200 دولار للطن ( 30628 ـ 36754 جنيه) ، بينما ينخفض الورق المحلي عنه بنحو 13 ألف جنيه في الطن.
وطالب الدولة بإعطاء مصنع إدفو ،مزيدا من الاهتمام حتى يستطيع النجاح في انتاج منتج محلي بجودة المستورد، مشيرًا إلى أن ذلك يدعمه في تحقيق انتاج والنفاذ لأسواق جديدة مثل السوق الأفريقي الذي يعد سوقاً جاذبا.
السيد: الدولار ضاعف الصعوبات الاستيرادية أمام “رواق”
وقال هندي السيد رئيس شركة رواق للأكواب الورقية، إن الفجوة التمويلية التي أحدثها الدولار، ضاعفت من صعوبة استيراد احتياجات الشركة .. لذلك لجأت للبحث عن بديل محلي عالي الجودة بجانب إمكانية الحصول على تسهيلات في السداد.
أضاف أن “رواق” تواصلت مع مصنع إدفو للورق بداية ديسمبر الماضي لتوريد جميع الكميات المطلوبة بالمواصفات المحددة، متوقعًا أن تعزز القدرات التنافسية للشركات وتمكنها من الدخول الأسواق العالمية.
ولفت إلى أن مصر كانت تستورد الأكواب الورقية بمعدلات كبيرة قبل 2020، لكن جائحة كورونا فتحت الباب أمام دخول الكثير من المصانع الجديدة إلى السوق لتتحول دفة القطاع من تحقيق الإنتاج المحلي إلى التصدير.
عبدالله: أسعار “إدفو” أرخص من المستورد 13 ألف جنيه في الطن
وقال الدكتور محمد عبدالله، العضو المنتدب بشركة مصر إدفو للب وورق الكتابة والطباعة، إن “إدفو” باتت الخيار الوحيد أمام الشركات المصنعة للورق بشكل عام، لقدرتها على توفير المادة الخام بمواصفات المستوردة.
وتابع: “سعر طن المادة الخام المخصصة لصناعةالأكواب الورقيه تسليم أرض المصنع يبلغ 42 ألف جنيه للطن، بينما نظيره المستورد يلامس حاجز الـ 55 ألف جنيه للطن”.
ولفت إلى أن تصنيع الأكواب الورقية تتم على مرحلتين، الأولى خاصة بتصنيع ورق الأكواب والذي يوفره مصنع أدفو، والمرحلة الثانية تعتمد على طلاء الورق بمواد تمنعه من تسريب السوائل.
وبلغ حجم إنتاج مصنع إدفو من ورق الأكواب 2900 طن بنهاية العام الماضي، ومن المرتقب زيادة الطاقة الإنتاجية حال تلقي أى تعاقدات جديدة خلال العام الحالي.
وتبلغ نسبة المكون المحلي في ورق الأكواب 90% لأنها عبارة عن لب مصاص القصب ، بينما الـ 10% الأخرى يتم استيرادها وهى عجينة مستوردة تخلط مع المنتج.
وتجري الشركة حالياً عمليات إحلال وتجديد لبعض الماكينات، كما تجهز عنابر بالكامل بتكنولوجيا حديثة لزيادة الطاقات الإنتاجية بمراحل التصنيع المختلفة، وفقاً للمتاح لديها من سيولة.
ولفت عبدالله، إلى أن الشركة تعتزم تدشين خط إنتاج جديد للب الورق بطاقة تتراوح بين 50 ـ 60 ألف طن يوميًا، لتضاف إلى الخط الحالى الذى تبلغ طاقته 120 ألف طن يوميًا.
وقال أحمد ماجد مدير مصنع رويال باك لصناعة الأكواب الورقية، إن مصنعه يعتمد على المستورد فقط بسبب ضعف جودة المنتج المحلي والتى تتمثل في عدم وجود ثبات في نسبة الجرامات المطلوبة.
أضاف لـ “البورصة”، أنه اعتمد على الورق المحلى كتجربة منذ شهرين تقريباً .. إلا أن الجودة كانت غير ملائمة لعملية التصنيع.
أضاف أن الثبات في الجرامات أمر مهم، لأن طن الورق المستورد ينتج ٢٧٠ كرتونة بينما المحلي يقل أحياناً ليصل إلى 260 كرتونة.
أشار ماجد،إلى أن المنتج المحلي لا يجد قبولاً لدى جميع الصناع.. وحال تقارب المحلي مع المستورد بفارق حتى لو بسيط سيعتمد عليه فى التصنيع.
قال أدهم دياب مدير مصنع “ريدي باك” للأكواب الورقية إن جودة الورق المحلي المخصص لصناعة الأكواب لا تعادل المستورد .. لذا الشركة تتخوف من تسبب ذلك فى إعاقة نفاذ المنتج إلى الأسواق الخارجية.
وتابع أن مصانع الورق المستورد تعتمد على لب الأشجار مما يشكل صعوبة أمام تحسين الجودة بسبب عدم توافر غابات في مصر يمكن زراعة هذا النوع بمصر أو حتى الحصول على منتج مماثل.
وقال سمير محفوظ مدير مصنع “ستار باك” لصناعة الأكواب الورقية، إن أزمة الدولار تعد العامل الرئيسي في عدم توافر الخامات بصورة مستمرة.
أضاف لـ “البورصة” أن المنتج المحلي حال تواجده سيسهم في توفير سيولة للشركات بالإضافة إلى الحفاظ على العملة الأجنبية للدولة.
وتقدر نسبة المصانع التى تعتمد على الورق المحلى بـ 10 % من إجمالي مصانع الاكواب الورقية.
وكشف أن عيوب المنتج المحلي تتمثل في أن الأكواب تنقل الحرارة بشكل سريع وليست صلبة بالدرجة الكافية بالإضافة لعدم نقاء الورقة من الشوائب.
وأشار إلى أن الجهود التي تبذلها الشركات إلى تحسين جودة المنتج المحلي جيدة .. لكن في الأغلب لن تتخطى نسبتها 55 % مقارنة بالمستورد.
كتب_ أمنية عاصم