
راشد: تراجع استيراد الورق كامل الصنع أثر على معروض الدشت
تعتمد صناعة الكرتون على استيراد جزء كبير من المادة الخام ومستلزمات الإنتاج، ما دفع شريحة كبيرة من شركات القطاع إلى البحث عن حلول للتغلب على التحديات التي تعرقل عملها، أبرزها نقص المعروض المحلي من المواد الخام بالتوازي مع ارتفاع سعر الدولار.
قال متعاملون فى القطاع، إن غياب المادة الخام من السوق المحلي خلال الشهور الماضية، أوقفت رحلة التعافي التي بدأها القطاع مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية والتى دفعت كثيرا من شركات التعبئة والتغليف إلى شراء الكرتون المحلي لصعوبة الاستيراد.
وأضافوا لـ “البورصة”، أن زيادة الطلب خلال تلك الفترة أدت إلى تراجع مخزون الخامات لدى مصانع الكرتون بسبب صعوبة الاستيراد، متوقعين أن تتجه بعض مصانع إلى القطاع إلى التوقف بشكل مؤقت لحين توافر المعروض مرة أخرى بالأسواق.
قال طوني راشد، رئيس مجلس إدارة النور لصناعة الكرتون، إن شريحة كبيرة من مصانع الكرتون تواجه تحديات في التصنيع بسبب نقص كميات “الدشت” التي تعد الركيزة الأساسية لعمل هذا المنتج.
وعزا أسباب نقص الدشت فى السوق إلى تراجع كميات الورق المستورد كامل الصنع، تزامنا مع تقييد حركة الاستيراد من جانب الحكومة لتقليل الضغط على الدولار.
وتابع: “القطاع قبل عام 2010 مر بتحديات ضاغطة، لكن عدد المصانع فى ذلك الوقت كان منخفضا بشكل كبير مسجلا 50 مصنعًا على أقصى تقدير.. لكن الآن يتجاوز عددهم حاجز الـ200 مصنع، بخلاف المصانع الصغيرة وغير المرخصة”.
لفت راشد، إلى أن غياب ورق الدشت دفع بعض المصانع إلى خفض طاقتها الإنتاجية، لحين وضوح الرؤية خلال الفترة المقبلة.
وأكد أن مصر تحقق اكتفاء ذاتيًا من ورق الكرتون، بالإضافة إلى تحقيق فوائض تصديرية إلى دول عربية وأفريقية .. لكن اشتراطات الجودة تعيق حضور المنتج بشكل قوى فى الأسواق الأوروبية.
وأشار إلى أن أزمة الطاقة فى السوق الأوروبي وآثارها السلبية على القطاع الصناعى، ستكون عاملاً إيجابياً للمنتجات المحلية، شريطة تحسين جودة المنتجات المحلية حتى تتمكن من عبور بوابة أوروبا.
على: “الدلتا ايجيبت باك” يعتمد على مزيج من المستورد والمحلي
وقال عمرو علي مدير مصنع الدلتا ايجيبت باك للكرتون المضلع، إن المصنع يعتمد على مزيج من المادة الخام المستوردة والمحلية، فى محاولة لخفض تكاليف التصنيع من جهة، وتصنيع منتج ذات جودة مرضية لشريحة كبيرة من العملاء من جهة أخرى.
اضاف لـ”البورصة” أن سعر ورق الكرتون المستوردة بلغ 42 ألف جنيه للطن، بينما نظيره المحلى يباع بـ 18ألف جنيه.
لكن تدني جودة الأخير ، تجعله غير مناسب لقطاعات كبيرة من شركات التعبئة والتغليف، وبالتحديد القائمة على تصدير منتجاتها.
ولفت إلى أن ورق الدشت المحلي يسجل حاليًا 6200 جنيه للطن حالياً، مقابل 7 آلاف جنيه نهاية العام الماضي.
أضاف علي، أن شركات تعبئة المواد الزراعية المخصصة للتصدير، تحتاج إلى ورق مستورد لارتفاع جودته وكونه أكثر صلابة لتحمل عمليات التخزين والشحن خلال رحلة التصدير.
وأشار إلى أن مكونات ورق الدشت المصري المخصص لصناعة الكرتون يتمثل في 20 % لب أشجار و 80% إعادة تدوير، بينما المستورد تكون نسبة إعادة التدوير فيه دون 20% والباقي لب الأشجار؛ مما يجعل العلب قوية وصلبة.
وكشف عن أسعار ورق الكرتون من مصنع ايتاب ، وتبلغ 14.5 ألف جنيه للطن ، بينما ورق الكرتون من مصنع إدفو يتجاوز 20 ألف جنيه للطن؛ والتفاوت في الأسعار بين المصنعيين يرجع إلى بندى النقل والمواصلات.
وقال باسم محمد مدير مصنع “ليونز باك” لصناعة الكرتون، إن المصنع يحاول الثبات على معدلات الإنتاج الحالية في ظل تحديات السوق حتى لايتعرض لأى خسائر وسط ارتفاع بند المصروفات والتشغيل.
وأوضح أن الشركات باتت غير قادرة على تسعير منتجاتها بشكل مرن لأكثر من عام، بسبب تذبذب الأسعار بشكل يومي جراء الأحداث العالمية ونقص المعروض من المواد الخام بالأسواق.
أكد محمد، أن شريحة كبيرة من الشركات في القطاع لجأت إلى تقليص هامش أرباحها لتتمكن من الحفاظ على عملائها وضمان بقائها فى السوق لحين وضوح الرؤية.
وأشار إلى أن متوسط حجم إنتاج مصنعه يصل إلى 550 طن كرتون شهريا، إذ يعتمد بصورة كلية على ورق الكرتون المحلي فى عملية التصنيع لوفرته بالأسواق.
وارتفع سعر الورق المحلي المخصص لتصنيع الكرتون بنحو 2000 جنيه منذ بداية العام ليسجل حاليا 13.5 ألف جنيه.
إدوار: ارتفاع أسعار الخامات يخلق أزمة سيولة داخل الشركات
وقال هانى إدوار مدير مصنع نايس باك للكرتون، إن ارتفاع أسعار المواد الخام خلق أزمة سيولة. ورغم وجود مبادرات تمويلية بفائدة مخفضة إلا أنها غير كافية لدعم القطاع فى ظل التقلبات الحالية لأسعار مدخلات الإنتاج، لكن ماتحتاجه المصانع هو المزيد من الاستقرار لأطول فترة ممكنة.
أضاف أن الشركة وضعت خطة للتعامل مع تلك الزيادة، ركزت أغلب بنودها على تقليص هامش الربح، خصوصا أغلب القطاعات التي يورد لهم الكرتون لم تعد لديها القدرة على تقبل أى زيادة الأسعار في ظل حالة الركود التى يشهدها السوق.
وأشار إلى أن الطاقة الإنتاجية للشركة تقدر بـ 350 طنا شهرياً، تتطلع لزيادتها إلى 400 طن خلال الفترة المقبلة بدعم من زيادة قاعدة العملاء خصوصا شركات المواد الغذائية التي تستخدم الكرتون فى التصدير.
كتب_ أمنية عاصم