رباعية السنغال على «شباب 2003» تفتح باب الانتقادات على اتحاد الكرة
تواصلت النتائج الضعيفة لمنتخبات كرة القدم المصرية، بالفشل الكبير لمنتخب مصر للشباب مواليد 2003، الذى لم يستطع تحقيق أى فوز فى مبارياته الثلاث بكأس الأمم الأفريقية التى تقام بمصر، بعد التعادل مع موزمبيق، ثم الخسارة من نيجيريا بهدف، وفتحت الهزيمة الكبيرة أمام السنغال برباعية نظيفة، باب الانتقادات على اتحاد الكرة، الذى ينفق ملايين الجنيهات على المنتخبات، والمحصلة «صفر».
330 مليون جنيه أنفقتها “الجبلاية” في آخر عامين دون أي إنجاز
أنفقت المنتخبات الوطنية في آخر عامين ماليين من 1 يوليو 2020 حتى 30 يونيو 2022، أكثر من 330 مليون جنيه، دون أن تحقق مصر أي إنجاز يذكر، مع الوضع في الإعتبار أن هذا الرقم لا يشمل ما تم إنفاقه خلال العام المالى الجارى 2022/2023.
منتخب الشباب مواليد 2003 الذي فشل في تحقيق أي إنجاز بكأس الأمم الأفريقية، وخرج بنتائج مخيبة للآمال، وفشل في التأهل لكأس العالم، مواصلاً غياب مصر عن البطولة منذ عام 2013، أنفق في آخر عامين ماليين بحسب ميزانية الاتحاد المصري لكرة القدم قرابة 16 مليون جنيه بخلاف رواتب الجهاز الفني والإداري والطبي.
الحال لا يختلف كثيراً بالنسبة لمنتخب مصر مواليد 2006، الذي ودع كأس العرب التي جرت بالجزائر في سبتمبر 2022، من ربع النهائي على إثر تلقيه خسارة من نظيره المغربي بهدفين دون رد، وعاد ليودع تصفيات شمال أفريقيا المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية في نوفمبر الماضي، بتسجيله نتائج مخيبة للآمال بالخسارة من ليبيا والفوز على تونس ثم الخسارة من المغرب، ليأتي في المركز الأخير خلف المغرب وتونس وليبيا، وبلغ إجمالي نفقاته في آخر عامين ماليين ما يقترب من 6.8 مليون جنيه، بخلاف رواتب الأجهزة الفنية والإدارية والطبية.
منتخب الكرة الشاطئية الذي أنفق في آخر عامين ماليين 4.1 مليون جنيه، فشل في الفوز بكأس الأمم الأفريقية في أكتوبر الماضي، بعد خسارته من السنغال بركلات الترجيح، وإن كان يحسب له تأهله لكأس العالم للمرة الأولى في تاريخه.
وخرج منتخب مصر للناشئات الذي بلغ حجم الإنفاق عليه في آخر عامين ماليين نحو 3.5 مليون جنيه، من تصفيات أمم أفريقيا المؤهلة لكأس العالم بالهند، بخسارة ثقيلة أمام نيجيريا بنتيجة 6-0 بمجموع مباراتي الذهاب والعودة في مايو الماضي.
اقرأ أيضا: 517 مليون جنيه ديون “اتحاد كرة القدم”.. الضرائب ورسم تنمية موارد الدولة فى المقدمة
منتخب الكرة النسائية، لم يحقق أي تقدم يذكر خلال العامين الأخيرين، إذ ودع البطولة العربية التي استضافتها مصر في 2021 بالخسارة من الأردن في قبل النهائي بنتيجة 5-2، كما خرج من تصفيات كأس الأمم الأفريقية بالخسارة من تونس بهدف في الذهاب، وعاد ليخسر في القاهرة 6-2، علماً أن نفقات المنتخب الذي يستعد لتصفيات كأس الأمم الأفريقية المؤهلة للمونديال، بلغت في آخر عامين ماليين نحو 24.5 مليون جنيه دون حساب تكلفة الأجهزة الفنية والطبية والإدارية.
منتخب مصر لكرة القدم داخل الصالات، الذي ودع كأس العرب من نصف النهائي بالخسارة من المغرب 5-2 في يونيو 2022 ، وقدم أداء مخيب للأمال في كأس العالم التي جرت بليتوانيا 2021، ويستعد حالياً للتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية، أنفق 8.1 مليون جنيه في آخر عامين ماليين، دون حساب الأجهزة الفنية والإدارية والطبية.
المنتخب الأولمبي الذي يواجه زامبيا في مارس الجاري بالجولة الثالثة لتصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس الأمم بالمغرب، والتي تؤهل لأولمبياد باريس 2024، تكلف بخلاف الأجهزة المعاونة، خلال آخر عامين ماليين حوالي 31 مليون جنيه.
منتخب مصر الأول، خاض خلال آخر عامين 3 منافسات، خرج منها خالي الوفاض، إذ جاء رابعاً في كأس العرب التي جرت بقطر، وخسر كأس الأمم الأفريقية بالكاميرون في المباراة النهائية على يد السنغال بركلات الترجيح، وعاد ليفشل في بلوغ كأس العالم 2022 بقطر على يد المنتخب ذاته وبنفس الطريقة، بعدما أنفق في آخر عامين أكثر من 140 مليون جنيه، دون حساب تكلفة الأجهزة الفنية والطبية والإدارية.
ميزانية اتحاد الكرة كشفت أن تكلفة الأجهزة الفنية والإدارية والطبية من المدربين المصريين بلغت في آخر عامين نحو 65 مليون جنيه مصري، فيما أنفق الاتحاد على المدرب الأجنبي كارلوس كيروش ومعاونوه الأجانب نحو 20.6 مليون جنيه، بينما تبلغ تكلفة منصب المدير الفني للاتحاد المصري لكرة القدم البرتغالي نيلوا فينجادا والذي كان منوطاً به التخطيط للأعمار السنية، ووضع خطة عمل لتطوير المنتخبات، حوالي 10.2 مليون جنيه، دون أن يتحقق أي إنجاز أو نتيجة إيجابية.
التخطيط المسبق صنع الفارق مع السنغال ونيجيريا والمغرب
ينتشر اللاعبون الأفارقة بكثافة في الملاعب الأوروبية، وتعد تجربة السنغال التى تلقت على يدها الكرة المصرية العديد من الإخفاقات خلال العامين الماضيين، واحدة من أفضل التجارب في تصدير المواهب إلى الخارج،
وشهد العقد الماضي (2011-2020) خروج 557 لاعباً سنغالي للاحتراف خارجياً، بإيرادات لم تكن كبيرة، فهي لم تصل إلى 23 مليون دولار، بحسب تقرير صادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، فيما بلغ عدد اللاعبين المنتقلين من السنغال إلى الخارج في 2022 حوالي 106 لاعباً، استفادت الأندية منهم بحوالي 4 ملايين دولار.
تجربة السنغال بدأت مبكراً في بداية الألفية من خلال أكاديميتين صنعا شهرة كبيرة، هما “جينراسيون فوت” و”ديمبارس”، ويكفي القول أن قائمة المنتخب السنغال تضم 10 أسماء شهيرة جداً من خريجي هاتين الأكاديميتين، هم من جينيراسيون فوت: بونا سار – بابي سار – إسماعيلا سار – ساديو ماني – حبيب ديالو – كاليدو كوليبالي، ومن ديامبارس: إدريسا جاي – ساليو سيس – بامبا ديانج – جوزيف لوبي.
بدأت أكاديمية جينيراسيون فوت عام 2000، وتمتلك عقد شراكة مع نادي ميتز الفرنسي منذ 2003 تم تمديدها لعشر سنوات أخرى حتى 2030، تعمل الأكاديمية بدعم من نادي ميتز، وتعد اللاعبين الصغار من التغذية والتدريب والتعليم والمسكن.
وتضم الأكاديمية التي تحولت فيما بعد إلى ناد نجح في تحقيق الفوز بالدوري مرتين، نحو 120 لاعبا شابا، تتراوح أعمارهم بين 12 عاما وما فوق، مسجلين في دورة مدتها ست سنوات مصممة لتحويلهم إلى نجوم المستقبل، يتكفل نادي ميتز الفرنسي بتكاليف الأكاديمية الشهرية بالكامل.
في عام 2003، خرجت للنور أكاديمية ديمبارس لاكتشاف اللاعبين وتدعيمهم وتجهيزهم للاحتراف خارجيا، ونجحت الأكاديمية حتى الآن في تخريج أكثر من 60 لاعباً محترفاً، ونالت اهتمام نادي مارسيليا الفرنسي الذي يدعم الأكاديمية بمليون يورو سنوياً مقابل الأولوية في الحصول على اللاعبين الموهوبين.
اقرأ أيضا: 802% نمواً بإيرادات النشاط الفنى لـ”الجبلاية” بالعام الأسبق 2021
نيجيريا.. هي السوق الأكبر للمواهب كرة القدم في أفريقيا، يكفي القول أن عام 2022 شهد 725 حركة انتقال دولية للاعبين من نيجيريا حول العالم، لتأتي في المركز الخامس عالمياً بسوق الانتقالات خلف البرازيل والأرجنتين وفرنسا وإنجلترا، بقيمة مالية تجاوزت 104 مليون دولار.
البداية كانت عام 1992 بإنشاء أكاديمية “بيبسي” التي دعمتها الشركة الشهيرة، والتي توسعت لتضم أكثر 3 آلاف لاعب في 12 مركز تدريب، يقودهم قرابة 60 لاعباً في كافة أرجاء نيجيريا، ومن أشهر اللاعبين الذين ظهروا من هذه الأكاديمية “جون أوبي ميكيل وأوساز أوديموينجي وإشيابي أوكودوجا وجوزيف أكبالا”.
هناك أيضاً أكاديميات آخرى مثل أكاديمية “دايموند” التي خرج منها الثنائي صامويل تشوكوزي وكيليتشي نواكالي.
المغرب.. التي نجحت في بلوغ المربع الذهبي لمونديال قطر 2022، هي بالفعل اعتمدت على قوام من اللاعبين المهاجرين إلى أوروبا، لكن لها مشروعها الخاص المتمثل في تأسيس أكاديمية “محمد السادس” فى عام 2007 على مساحة 300 ألف متر مربع ، لتستوعب 60 طالباً تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً بـ 3 مستويات تعليمية، وتشمل مجمع سكنى للطلاب ومطاعم وأماكن للترفيه، باستثمارات تقترب من 17 مليون دولار.
وعلى الرغم من أن أداء الأكاديمية محل خلاف، بين إشادة دولية من خلال تقرير نشره موقع الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” وصفها فيه بالجوهرة، وانتقادات محلية كبيرة في المغرب قالت بعدم جدوى المشروع، لكن يكفي أن ثلاثة عناصر رئيسية وفعالة خرجت من الأكاديمية، ونالوا شهرة واسعة ويلعبون لأندية كبرى عالمياً.
اللاعبون الثلاثة هم: يوسف النصيري الذي يلعب لنادي أشبيلية الإسباني، ونايف أكرد الذي انتقل لويستهام الإنجليزي مقابل 35 مليون يورو الصيف الماضي قادماً من استاد رين الفرنسي، وعزالدين أوناحي الذين انتقل من أنجيه الفرنسي إلى مرسيليا في يناير الماضي مقابل 10 ملايين يورو، بعدما قدم مباريات كبيرة، ونال إشادة من جميع متابعى مونديال قطر 2022.
هل يحل صندوق دعم المنتخبات القومية للناشئين أزمة الكرة المصرية؟
تعتزم وزارة الشباب والرياضة، إنشاء صندوق لدعم المنتخبات القومية للناشئين بمشاركة القطاع الخاص، لدعم اكتشاف المواهب الشابة في سن مبكرة، والاستعانة بمدربين أجانب لتأسيسهم بشكل جيد، ونقلهم إلى الخارج لتطويرهم، كي يستفيد منهم منتخب مصر في المستقبل.
وقال مصدر مقرب من المشروع لـ”البورصة”، إن المشروع سيعتمد على الأسلوب العلمي في العمل، وسيعمل على استقطاب مدربين متخصصين من الخارج، لانتقاء اللاعبين الصغار الذين يتمتعون بالموهبة، وتجهيزهم وتطويرهم وتهيئتهم للاحتراف أوروبياً.
وأضاف المصدر، أن المشروع بميزانية كبيرة، وتتبناه شركة “أورا” للتطوير العقاري، بمعاونة الرئيس السابق للجنة الخماسية للاتحاد المصري لكرة القدم عمرو الجنايني، وسيتم من خلاله فتح الباب ومنح الفرصة لجميع المواهب في جميع أنحاء مصر، وذلك تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة.
اقرأ أيضا: 88% زيادة فى مصروفات “اتحاد الكرة” بـ2022.. و115 مليوناً نفقات المنتخب الأول
وناقش الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، مع عمرو الجنايني، الرئيس التنفيذي بالقطاع المؤسسي للبنك التجاري الدولي، وهيثم عبدالعظيم، الرئيس التنفيذي لشركة “أورا”، جميع التفاصيل الخاصة بإطلاق صندوق دعم المنتخبات القومية للناشئين لكرة القدم.
وقال، وزير الشباب والرياضة، إن الصندوق يهدف إلى دعم و تمويل المنتخبات المصرية لكرة القدم للناشئين، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد دعما كبيرا للمنتخبات المصرية من خلال حزمة من الإجراءات التي ستعمل على تطوير المنظومة الرياضية في كرة القدم مصر.
وذكر صبحي، إن الصندوق سيمثل أحد أهم الآليات المعنية بتطوير منظومة كرة القدم المصرية من خلال تقديم الدعم والرعاية لمنتخبات كرة القدم للناشئين لتصبح نواة قادرة على دعم المنتخبات الوطنية لكرة القدم بالكوادر الفنية القادرة على عودة الريادة لكرة القدم المصرية.
وأشار إلى أنه سيتم دعم المنتخبات من خلال انتقاء واختيار المدربين والمعايشات والمعسكرات الخارجية للمنتخبات بالإضافة إلى بعض البنود الأخرى التي يتعامل معها الصندوق مع الاتحاد المصرى لكرة القدم والكيانات المعنية.