لماذا انهار “سيليكون فالى”؟


الرفع السريع للفائدة الأمريكية كبَّد البنوك الحائزة لسندات الخزانة خسائر كبيرة لتعويض سحب الودائع

محاولات للبحث عن مشترٍ.. والبنوك الكبرى فى وضع أفضل من أزمة 2008

أصبح مُقرض الشركات الناشئة، سيليكون فالى فاينانشيال جروب، أكبر بنك متعثر منذ الأزمة المالية العالمية، بعدما انهار بشكل مفاجئ بصورة هزت الأسواق العالمية، وتركت مليارات الدولارات المملوكة للشركات والمستثمرين فى مهب الريح، وفق ما نقلته رويترز.

وأغلقت الجهات الرقابية المصرفية فى كاليفورنيا البنك، وعينت شركة تأمين الودائع الفيدرالية للتصرف فى أصوله، وبحسب شركة التأمين الفيدرالية، فإنه بداية من 13 مارس سيتم فتح البنك الرئيسى وفروعه، وبوسع أصحاب الودائع المؤمن عليها سحبها فى موعد أقصاه صباح الاثنين، لكن الأزمة تكمن أن 89% من ودائع البنك البالغة 175 مليار دولار بنهاية 2022، لم يكن مؤمناً عليها بحسب بيان للشركة.

وخلق انهيار البنك حالة من القلق لدى مؤسسى الشركات الناشئة حول قدرتهم على دفع الرواتب،

قال رئيس شركة سفاير فنشرز التى تشمل استثماراتها مساهمات فى شركات لينكد إن، وجاى داس، إن الشركات الناشئة التى تحتفظ بودائعها لدى سيليكون فالى تسابق الزمن للتوصل إلى خطط لدفع الأجور، بعدما أغلقت السلطات فى كاليفورنيا البنك.

«البعض نجح فى تحويل الأموال لبنوك أخرى والبعض يسعى لتمويل الأجور من خلال أموالهم الخاصة»، بحسب داس الذى تحدث لرويترز.

وتجرى مساعى إنقاذ البنك على قدم وساق؛ إذ تسعى شركة التأمين على الودائع لإيجاد بنك مستعد للاندماج مع سيليكون فالى، بهدف تأمين إعادة الودائع غير المؤمن عليها لأصحابها بحسب مصادر مُطلعة تحدثت لرويترز، لكن لم يكن هناك أى اتفاقات مؤكدة، وامتنع المتحدث الرسمى للشركة عن التعليق.

فى سياق منفصل، عينت «سيليكون فالى فاينانشال»، الشركة المالكة للبنك، شركة الاستشارات القانونية كرومويل، وبنك الاستثمار سنتر ريفيو بارتنرز، لإيجاد مشترين للأصول الأخرى التى تشمل بنك الاستثمار سيليكون فالى سكيوريتيز، ومدير الثروات بوسطن برايفت، وشركة بحوث الأسهم موفيت ناثانسون، بحسب مصادر رويترز.

وباع الرئيس التنفيذى جريج بيكر أسهماً من الشركة المالكة لبنك سيليكون فالى بقيمة 3.6 مليون دولار قبل أقل من أسبوعين من إفصاح البنك عن الخسائر التى أدت لانهياره، وذلك للمرة الأولى فيما يزيد على عام، ما أثار حفيظة البعض وفق بلومبرج.

لماذا تأثرت البنوك الكبرى بالأزمة؟

وفق حسابات رويترز، فقدت البنوك الأمريكية 100 مليار دولار من قيمتها السوقية خلال اليومين الماضيين، فيما خسرت البنوك الأوروبية نحو 50 مليار دولار.

3 كلمات كفيلة لشرح امتداد تأثير أزمات مقرضين صغار نسبياً مثل سيليكون فالى، وسيلفرجيت، لأسهم البنوك الكبرى، وهى «رفع أسعار الفائدة» بحسب موقع ياهو فينانس، إذ إن حملة الفيدرالى الأمريكى الشرسة لمكافحة التضخم هيأت الظروف لظهور مشكلات كبرى عند اثنتين من مؤسسات الائتمان فى كاليفورنيا هما سيليكون فالى وسيلفر جيت، إذ إن سحب الودائع أجبر البنكين على بيع أصول بخسارة وتلك الأصول كانت السندات.

أوضح أن البنوك مستثمرون كبار فى أصول مثل سندات الخزانة؛ لأنها بحاجة لملاذات آمنة لحفظ السيولة، والكثير من المؤسسات المالية لجأت لتلك الأدوات حينما كانت الفائدة فى أدنى مستوياتها تاريخياً، وامتد ذلك خلال السنوات الأولى للجائحة، إذ استقبلت البنوك الكثير من الودائع فيما كان الاقراض مقيداً إلى حد كبير.

لكن الآن يرفع الفيدرالى أسعار الفائدة بوتيرة متسارعة، وحذر المحافظ جيروم باول، بداية الأسبوع الماضى أن هناك حاجة لتسريع وتيرة زيادة الفائدة لتهدئة الاقتصاد أكثر، ما يخلق مشكلة للبنوك سببها أنها كلما ارتفعت أسعار الفائدة قلت قيمة السندات التى تحوزها.

فى حالة «سيليكون فالى»، تزامن ذلك مع سحب الشركات الناشئة ودائعها لحل مشكلات التمويل التى تواجهها بسبب رفع الفائدة، ودفع ذلك البنك لبيع سندات بسعر مٌخفض محققاً خسائر قيمتها 1.8 مليار دولار، وهو ما كلف البنك خسارة 60% من قيمة أسهمه يوم الخميس الماضى.

وسعى المودعون لسحب ما يزيد على 42 مليار دولار من ودائعهم الجمعة بحسب ما نقلته بلومبرج.

لكن الأمر هو أن البنوك ليست بحاجة لتحقيق خسائر ما دامت تحتفظ بالسندات حتى أجل استحقاقها، وعلى خلاف «سيليكون فالى» و«سيلفر جيت» اللذين تعرضا لضغوط؛ بسبب سحب العملاء لودائعهم فإنَّ البنوك الأمريكية الكبرى فى مركز أقوى بكثير عما كانت عليه فى الأزمة العالمية وغير مجبرة على بيع السندات بسعر خصم، فى ظل امتلاكها قاعدة تمويل وعملاء متنوعة، بحسب ما قاله المحلل المصرفى فى ويلز فارجو، مايك مايو، فى تصريحات لسى إن بى سى.

و«سيلفر جيت»، هو بنك يركز على العملات المشفرة، وفى ظل الفزع عقب انهيار بورصة العملات المشفرة إف تى إكس، قال البنك إنه حقق خسائر بقيمة 886 مليون دولار من بيع سندات بعد انخفاض ودائعه، ما أدى لضعف مركز البنك بشكل ملحوظ، وقال الأربعاء إنه قد يضطر لتصفية نشاطه، ما أدى لانخفاض كبير فى أسهمه الخميس.

وقال رئيس الشركة الفيدرالية للتأمين على الودائع مارتن جرونبرج: «أن تصعد بالفائدة من 0% إلى 5% فى فترة زمنية هى الأسرع فيما يزيد على 4 عقود، يعنى أنك ستواجه بعض العوارض الجانية».

أضاف فى خطاب الأسبوع الماضى أن 620 مليار دولار هى حجم الخسائر غير المحققة للبنوك الأمريكية نتيجة حيازة سندات، وتلك الخسائر تقلل قدرة البنوك على مقابلة احتياجات السيولة المفاجئة فى المستقبل.

لمتابعة الاخبار اولا بأول اضغط للاشتراك فى النسخة الورقية او الالكترونية من جريدة البورصة

منطقة إعلانية

نرشح لك


https://alborsaanews.com/2023/03/11/1642705