
تسببت الأزمة التي عصفت بمصرف “سيليكون فالي بنك”، المقرض الأكبر لشركات التكنولوجيا في أمريكا، في موجة ذعر باغلب الأسواق العالمية، خاصة بالقطاعات المصرفية، وذلك بعد أن أعلنت السلطات الأمريكية عن أكبر إفلاس مصرفي أمريكي منذ الأزمة المالية في 2008 عليها.
جاء إغلاق السلطات الأمريكية للمصرف، حسبما ذكرت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، إثر عجز المؤسسة المالية عن تلبية عمليات السحب الهائلة لعملائها. في الوقت الذي سعى فيه البنك، وهو مقرض رئيسي في مجال التكنولوجيا، بكل السبل لجمع حوالي 2.25 مليار دولار لسد الخسارة الناجمة عن بيع أصول، مما دفع العملاء لسحب أموالهم.
وتسببت الأخبار في فرار المستثمرين من البنك، وشهدت أسهم قطاع المصارف أكبر انخفاض لها في يوم واحد على الإطلاق يوم “الخميس” الماضي، حيث تراجعت أكثر من 60% وتراجعت أكثر في تعاملات ما بعد الإغلاق. وخسرت أكبر أربعة مصارف أمريكية 52 مليار دولار في سوق الأسهم ثم تعثرت بعدها البنوك الآسيوية ثم الأوروبية.
في باريس، خسر “سوسييتيه جنرال” 4.49%، و”بي إن بي” باريبا 3.82%، و “كريدي أجريكول” 2.48%.
وفي أماكن أخرى من أوروبا، خسر دويتشه بنك الألماني 7.35%، وباركليز البريطاني 4.09%، ويو بي إس السويسري 4.53%.
وفي وول ستريت، خسر بنك أوف أمريكا وسيتي جروب أقل من 1%.
وأدت مخاوف أن تواجع بعض البنوك الأخرى مشاكل مماثلة إلى بيع أسهم البنوك على نطاق واسع على مستوى العالم.
من جانبها، حذرت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، من انهيار مالي كبير في الولايات المتحدة، في حال لم يتم رفع سقف الدين، وذلك عقب إعلان إفلاس مصرف “سيليكون فالي بانك”.
وأضافت يلين، خلال لقائها أعضاء بمجلس النواب الأمريكي “الكونجرس” صباح اليوم الأحد، أن هيئة الحماية المالية في كاليفورنيا سيطرت رسمياً على المصرف تمهيدا لإعلان إفلاسه والبدء في الإجراءات الخاصة بذلك.
كانت “يلين” قد استدعت عددا من منظمي القطاع المالي الجمعة الماضية لمناقشة الوضع، وأكدت لهم أن لديها “ثقة كاملة” في قدرتهم على اتخاذ الإجراءات المناسبة وتعتقد أن القطاع المصرفي لا يزال “مرنا”.
أ ش أ