النواوى: الحرب تقلل اعتماد مصر على السودان كمصدر رئيسى لتوريد اللحوم
توقع متعاملون فى سوق اللحوم المبردة والمجمدة، أن يؤدى تراجع القدرة الشرائية إلى إحداث توازن بالسوق المصرى خلال فترة غياب اللحوم السودانية.
قال سيد النواوى نائب رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، إن مصر تستورد كميات محدودة من اللحوم المبردة السودانية، لذلك فإن غيابها لن يظهر تأثيره على المدى القريب نظرًا للنظم الشرائية الجديدة التى بدأ يتبعها شريحة من المستهلكين بسبب الأوضاع الاقتصادية الحالية.
وأضاف فى تصريحات لـ”البورصة”، أن مصر كانت تخطط لتكون السودان هى المورد الرئيسى لجميع أنواع اللحوم خلال السنوات المقبلة، وذلك فى محاولة للتخلص من الأعباء التى تفرض عليها جراء الاستيراد من دول أجنبية أبرزها تدبير الدولار والرسوم الجمركية الباهظة.
أشار إلى أن الحكومة المصرية ضخت استثمارات كبيرة فى إنشاء مجازر بالقرب من الحدود السودانية لضمان توفير منتج مبرد وموثوق إلى المستهلكين، ومن المتوقع أن يتم تعطيلها لحين تحسن الأوضاع فى الخرطوم.
وبالنسبة للمصادر البديلة أمام مصر لاستيراد اللحوم، أكد النواوى أن مصر استوردت كميات محدودة من دولة تشاد خلال الشهور الماضية، ومن المتوقع أن تتضاعف تلك الكميات حال حدث خلل فى معروض اللحوم المبردة والمجمدة بالأسواق.
واستحوذت واردات الحيوانات الحية من السودان على نسبة 57% من إجمالى واردات مصر من الخرطوم فى 2022 لتسجل وحدها نحو 193 مليون دولار من إجمالى 504.4 مليون دولار.
وتعتزم وزارة التموين والتجارة الداخلية عقد اجتماع مع الشركة السودانية المورد الرئيسى للحوم المصرية لمعرفة معدل التوريد من جانبها لتحديد الكميات التى يتم استيرادها.
وتتطلع الحكومة إلى تنويع مصادر استيراد اللحوم من الخارج، وبالتحديد من دول الصومال وتشاد وذلك بمشاركة القطاع الخاص.
وقال على مصيلحى، وزير التموين والتجارة الداخلية، إن مصر بها نحو 5 آلاف رأس من الماشية السودانية فى المحاجر، تغطى الاحتياجات المحلية من 7 إلى 10 شهور.
زكى: ترشيد استهلاك اللحوم هبط بالكميات المستوردة بحوالى 50%
قال أحمد زكى، رئيس شركة النيل لاستيراد اللحوم، إن تراجع القدرة الشرائية للمستهلك خلال الفترة الأخيرة ساهم فى إحداث توازن بالأسواق بدعم من استقرار حجم المعروض.
أشار إلى أن المستهلك لجأ إلى تقليل حجم مشترياته من اللحوم فى ظل ارتفاع معدلات التضخم إلى مستويات قياسية ومحدودية الأجور مقارنة بارتفاعات أسعار السلع الضرورية.
أكد أن هذه المعادلة التى طبقها المستهلكون أدت إلى تقليل الكميات المستوردة من اللحوم بمختلف أنواعها بنسب وصلت إلى 50%.
وأضاف لـ”البورصة”، أن اللحوم المستوردة من دولة تشاد من المتوقع أن تكون البديل المناسب للحوم السودانية “الحية” لكن ارتفاع تكلفة الشحن سيرفع أسعارها بنسب طفيفة.
وأضاف أن مصر تعتمد على استيراد اللحوم المجمدة من البرازيل والهند، كما أن ارتفاع أسعار اللحوم هو نتيجة لزيادة أسعارها عالميًا وليس مقتصرًا على السوق المحلية فقط.
من جانبه، قال محمد ريحان، عضو شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن إجازة عيد الفطر وإغلاق محال الجزارة خلال هذه الفترة لم يوضح أثر الحرب فى السودان على السوق حتى الآن.
وأشار إلى أن أسعار اللحوم البلدية شهدت ارتفاعات خلال الأسبوع الأخير من شهر رمضان ليتراوح سعر الكيلو بين 300 و320 جنيها على إثر زيادة أسعار الماشية الحية فى السوق وارتفاع أسعار الأعلاف.