الشرقاوى: الشركات المصدرة بريًا عبر السودان تبحث عن بدائل بحرية أكثر أمانًا
أبو المكارم: «تصديرى الكيماوية» يدرس تداعيات الأوضاع السودانية على صادراته إلى أفريقيا
صفا: «الأدوات المكتبية» تستخدم السودان منفذًا للعبور إلى السوق التشادى
خطاب: مصدرو الزجاج يستخدمون موانئ كينيا وتنزانيا منفذا للدول الحبيسة
المهندس: سهولة الشحن جعلت القطاع الهندسى يعتمد على الخرطوم فى التصدير إلى دول الحدود
حنفى: الألومنيوم أكثر المنتجات المعدنية التى تصدر إلى دول أفريقيا
فى الوقت الذى تستهدف فيه مصر بلوغ صادراتها إلى دول أفريقيا 15 مليار دولار خلال السنوات المقبلة، أثار الصراع القائم فى السودان مخاوف شريحة كبيرة من الصناع والمصدرين إلى الأسواق الأفريقية بشأن عدم إمكانية وصول بضائعهم إلى الدول الحدودية مع الخرطوم.
وتقع دولة السودان شمال إفريقيا، وتشترك معها بالحدود البرية دول ( تشاد، وكينيا، وإثيوبيا، وليبيا، وأوغندا، وجمهورية إفريقيا الوسطى، وجمهورية الكونغو الديمقراطية)، ودولة أريتريا تشترك معها بحدود برية وبحرية.
قال محمد الحسينى، مدير التصدير بشركة العز للألومنيوم، إن الشركة تصدر منتجاتها إلى كينيا وأثيوبيا بريًا عن طريق الحدود السودانية، لانخفاض أسعار الشحن وامتلاكها مركز لوجستى تلبى من خلاله الاحتياجات الداخلية للسودان من جهة والباقى يصدر إلى الدول الحدودية المجاورة لها.
أضاف لـ”البورصة” أن الشركة أوقفت شحن بضائعها إلى السودان منذ بداية الاشتباكات، وتنتظر وضوح الرؤية خلال الفترة المقبلة لاتخاذها قرارها بشأن البحث عن خطط بديلة يمكن الوصول من خلالها إلى جميع الدول الأفريقية الحدودية أو الاستمرار فى التصدير عبر الطريق التقليدى الحالى.
أشار إلى أن صادرات الشركة إلى إفريقيا بلغت 800 ألف دولار، وكانت تخطط لزيادتها إلى مليون دولار بنهاية العام الجارى.. لكن الأحداث الجارية فى السودان أثرت سلبا على تلك الخطة.
وتمتلك الشركة مصنعًا بمحافظة الدقهلية، وتنتج الأدوات المنزلية المصنعة من الألومنيوم، بجانب بعض المعدات الخاصة بالمطاعم، وتطرح 50% من الإنتاج بالسوق المحلى والباقى يُصدر إلى الأسواق العربية والأفريقية.
قال يسرى الشرقاوى رئيس مجلس إدارة جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة، إن الصراع بين طرفى السلطة فى السودان انعكس على حركة التبادل التجارى بين الخرطوم والقاهرة.
وفيما يتعلق بالصادرات المصرية التى تعبر إلى دول أفريقيا عن طريق السودان، قال الشرقاوى إن السودان لم يكن قد تحول بعد إلى معبر للمنتجات المصرية بالمستوى المطلوب.
أضاف لـ”البورصة” أن الشركات التى تصدر منتجاتها عن طريق الحدود البرية السودانية إلى العمق الأفريقى ستبدأ فى البحث عن بدائل بحرية بعيدة عن مصادر الاشتباكات وذلك فى محاولة لضمان استمرار حركة التصدير.
أشار إلى أن، جمعية رجال الأعمال الأفارقة تتواصل مع منظمات الأعمال السودانية والشركات المصرية لمعرفة إلى أى مدى تسير الأوضاع، بجانب تذليل أى مشكلات تعترض حركة التجارة بالتعاون مع الجهات الحكومية.
وبحسب بيانات الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات، بلغ حجم التبادل التجارى بين مصر وقارة إفريقيا خلال الربع الأول من العام الجارى، 2.12 مليار دولار، سجلت قيمة الصادرات السلعية المصرية إلى القارة 1.61 مليار دولار، فى حين بلغت قيمة الواردات المصرية من القارة 506 ملايين دولار.
من جانبه، قال خالد أبو المكارم رئيس المجلس التصديرى للصناعات الكيماوية والأسمدة، إن الظروف التى يمر بها السودان لها مردود سلبى على الصادرات المصرية التى تعبر عن طريق الخرطوم وبالتحديد إلى كينيا وأوغندا وأثيوبيا .
أضاف لـ”البورصة” أن المجلس يدرس حاليًا تداعيات تلك الصراع على صادرات القطاع إلى جميع الدول الأفريقية لعدم الاصطدام بأى معوقات قد تؤدى إلى توقف حركة التشغيل أو التصدير.
وأوضح أن المجلس لم يتلق حتى الآن أى شكاوى من أعضائه فيما يتعلق بهذا الشأن، إلا أن المجلس سيجرى استبيانا خلال الأيام القليلة المقبلة؛ لبيان مدى تأثر الصادرات المصرية من الصناعات الكيماوية بالأحداث الجارية.
وأوضح أنه نتيجة للسياسة المالية والنقدية غير المستقرة، سيصبح من الصعب التحويل النقدى، وفى هذه الحالة سيتم قبول الإيداع النقدى، حيث إن السودان واحدة من مجموعة من الدول التى تقبل الإيداع النقدى ومنها العراق، والسودان، وجنوب السودان، وليبيا، واليمن، وإثيوبيا، وإيران.
قال بركات صفا، نائب رئيس شعبة الأدوات المكتبية بإتحاد الصناعات المصرية، إن ارتفاع تكاليف الشحن جعل الدول تقوم بالاستيراد من الدول الأقرب، الأمر الذى أدى إلى زيادة الطلب على المنتجات المصرية من ليبيا والسودان بشكل خاص ومن الدول الأفريقية بشكل عام.
أضاف لـ”البورصة” أن شركات القطاع تستخدم السودان منفذ للتصدير لدولة تشاد لوقوعها على الحدود معها، لذلك فإن الصراع سيعيق وصول أى منتجات إليها حاليًا حتى تتحسن الأوضاع.
أكد أن صادرات القطاع من الأدوات المكتبية ولعب الأطفال توجه إلى دولتين أفريقيتين فقط هما السودان وتشاد، مشيرًا إلى أن أبرز العقبات التى تواجه زيادة الكميات المصدرة إلى القارة تتمثل فى بطء القرارات الإدارية الحكومية وعدم إقامة معارض مصرية فى تلك الدول.
وأصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، برنامج عمل تعزيز الصادرات المصرية الإفريقية، أشار فيها إلى تقييم وضع الصادرات المصرية لإفريقيا، وجاء ترتيب مصر عالميا من حيث إجمالى الصادرات للعالم فى المرتبة الـ 61 عام 2021، بعد أن كانت فى المرتبة 64 عالميا عام 2020، ما يضعها فى المرتبة الثالثة إفريقيا من حيث إجمالى الصادرات فى نفس العام.
أما من حيث ترتيب مصر على مستوى إجمالى الصادرات إلى القارة الإفريقية من إجمالى الدول الإفريقية لعام 2021 حسب بيانات مركز التجارة الدولى، فتحتل المرتبة الثالثة أيضًا يسبقها كل من دولتى نيجيريا وجنوب إفريقيا.
قال محمد خطاب، رئيس شعبة الزجاج باتحاد الصناعات المصرية، إن تصدير الزجاج إلى الدول الأفريقية لن يتأثر بأحداث السودان، وذلك لاعتماد الشركات على معبرى أرقين وقسطل للتصدير إلى السودان بينما باقى الدول الأفريقية يتم الوصول إليها بحريًا.
أضاف لـ “البورصة” أن كينيا وتنزانيا تعد من الدول المهمة، نظراً لوجود الموانئ الخاصة بهم التى تستخدم كمنفذ للدول الحبيسة.
أكد أن مصر تصدر الزجاج لدول كثيرة، أبرزها الدول العربية والأفريقية ودول شرق آسيا، وبالتأكيد فإن الأحداث السودانية لن تؤثر على نفاذ صادرات القطاع إلى أيا من تلك الدول.
أشار إلى أن الشعبه تسعى حالياً لتفادى أزمة السودان من خلال البحث عن أسواق تصديرية جديدة لتصدير الكميات التى كانت تصدر للسودان قبل الصراع.
استطرد أن الزجاج يتم تصديره إلى دول شرق أفريقيا ودول حوض النيل؛ بسبب وجود اتفاقية الكوميسا مما يعطى لمصر أفضلية كبيرة فى السعر بالإضافة إلى أن الشحن لدول شرق أفريقيا أسهل مقارنه بدول غرب أفريقيا.
قال محمد المهندس، رئيس غرفة الصناعات الهندسية بإتحاد الصناعات المصرية، إن المنتجات الهندسية تصدر منتجاتها عن طريق الخرطوم إلى الدول الأفريقية الحدودية لسهولة الشحن وانخفاض سعره.
اضاف لـ”البوصة” أن تأثير الأزمة السودانية على الصادرات الموجهة إلى دول افريقيا سيظهر بنهاية العام الجارى، لأن جميع الشركات المصدرة عن طريق السودان بحث عن بدائل جديدة لنفاذ منتجاتها.
قال محمد حنفى، مدير عام غرفة الصناعات المعدنية باتحاد الصناعات المصرية، إن الأزمة السودانية ستنعكس على قطاع الصناعات المعدنية بشكل متفاوت حسب نسبة صادرات كل صناعة.
أضاف أن هناك شحنات من الحديد المسلح تم إرسالها إلى السودان قبل الأزمة الراهنة.
أضاف أن التعاملات البرية تكون مع السودان فقط، وبخلاف ذلك يتم تصدير المنتجات المصرية لمختلف دول القارة السمراء بحرياً؛ نظراً لأنها آمنة أكثر مقارنة بالطرق البرية.
نوه إلى أن الحديد ومصوغاته يصدر إلى دول غرب أفريقيا، بينما الألومنيوم يجد زيادة فى الطلب من قبل جميع الدول الأفريقية، ويرجع ذلك لأن مصر من الدول التى تنتج كميات كبيرة من أنواع الألومنيوم المختلفة.
كتبت – أمنية عاصم: