ارتفاع أسعار الأرز شجع المزارعين على زيادة المساحات.. وإلغاء التسعير الجبرى زاد المعروض
توقعت وزارة الزراعة الأمريكية زيادة إنتاجية الأرز والمساحات المزروعة منه، خلال موسم 2023-2024 “أكتوبر – سبتمبر”، بنسبة 5% مقارنة بإنتاج العام الماضى، وذلك بالتزامن مع ارتفاع الأسعار الذى شجع المزارعين على التوسع فى زراعة المنتج.
وتوقع التقرير، أن يصل مخزون الأرز فى مصر فى عام 2023-2024 إلى 983 ألف طن مقابل نحو 958 ألف طن، بفضل زيادة الإنتاج المتوقعة.
وقالت وزارة الزراعة الأمريكية فى تقريرها عن زراعة الحبوب فى مصر، إن وزارة الموارد المائية والرى تسمح عادة لمحافظات منطقة الدلتا بزراعة الأرز خلال موسم الصيف، ولكن حتى الآن لم يتم الإعلان عن أى قرار بشأن الموسم المقبل، وعلى الأرجح ستكون المساحات المخصصة لزراعة الأرز فى الدلتا مماثلة لموسم 2022.
1.07 مليون فدان مساحات الأرز خلال 2022
وبلغت المساحة المخصصة لزراعة الأرز خلال العام الماضى، نحو 1.07 مليون فدان، ويواجه المزارعون الذين يزرعون الأرز خارج مخصصات الحكومة غرامات مالية.
وتعد زراعة الأرز فى الدلتا أمرا بالغ الأهمية للحد من تسرب مياه البحر إلى أراضى الدلتا وتفادى تملح التربة، كما توسعت مصر فى زراعة أصناف الأرز المبكرة النضج التى طورتها مؤخرًا، حيث تستهلك مياه تتراوح بين 9000 و10000 متر مكعب من المياه لكل 2.5 فدان، مقابل 14000 – 15000 متر مكعب من المياه لكل 2.5 فدان من أنواع الأرز الأخرى.
توقعات بارتفاع الاستهلاك 5% خلال الموسم الجديد
وتوقع تقرير وزارة الزراعة الأمريكية، أن يبلغ استهلاك الأرز فى مصر نحو 4 ملايين طن فى 2023-2024، بارتفاع 5.2%، مقارنة بتقديرات 2022-2023، والتى تم تعديلها لتتراجع بنحو 6.2% عن تقديرات 2021-22، بسبب التضخم.
وقررت الحكومة فى 15 فبراير الماضى إلغاء قرارها بشأن فرض سعر جبرى للأرز، قبل شهر من الموعد المقرر سلفا لانتهاء قرار التسعيرة الجبرية.
وفى سبتمبر 2022، أصدرت الحكومة المصرية سعرًا ثابتًا للأرز لمدة ثلاثة أشهر، حيث تم تحديد سعر الأرز المعبأ الممتاز بين 15-18 جنيهًا مصريًا للكيلو، والأرز غير المعبأ بسعر 12 جنيها للكيلو، فيما مددت الحكومة آلية سقف التسعير لمدة ثلاثة أشهر أخرى منتصف ديسمبر الماضى.
وجاء قرار الحكومة فى ضوء نقص الأرز فى السوق نتيجة التخزين مما تسبب فى زيادة الأسعار بنسبة 30-40% فى الفترة التى أعقبت حصاد الأرز حيث تكون الأسعار عادة فى متناول الجميع.
ولم يلق القرار رضا كبار المنتجين فى سوق الأرز الذين أشاروا إلى أن الأسعار لم تكن تعكس التكاليف الفعلية للإنتاج ولم تقدم أى هوامش ربح، مما دفعهم للتوقف عن توريد الأرز للأسواق؛ وبالتالى شهد السوق زيادة أخرى فى الأسعار.
ورحبت نقابات المزارعين الرئيسية وغرفة صناعة الحبوب وقسم الإمدادات بالغرف التجارية، بقرار الحكومة بشأن إنهاء مرسومها السابق، بوضع حدود قصوى لأسعار الأرز.
وكان القرار الأخير بشأن إلغاء التسعيرة الجبرية، حتى يقوم البائعون والمزارعون بإطلاق الأرز الذى كانوا يحتفظون به فى المخازن، مما أدى لزيادة العرض واستقرار الأسعار.
وبدأت مضارب الأرز والشركات الخاصة فى إعادة إمداد إنتاجهم من ماركات الأرز المصرى القصير والمتوسط على أرفف تجار التجزئة الرئيسيين فى منتصف فبراير، وتتراوح أسعار السوق الحالية بين 24-30 جنيهًا للكيلو جرام، اعتمادًا على العلامة التجارية ونسبة السماسرة، بينما فى مخازن الدعم والمعارض الغذائية الرمضانية يتم بيع الأرز مقابل 14-15 جنيهًا للكيلو.
ويختلف استهلاك الأرز فى مصر باختلاف المواقع الجغرافية مع معدلات أعلى فى شمال الدلتا، والمدن الساحلية والقاهرة الكبرى، مقارنة بمنطقتى مصر الوسطى والصعيد.
توقعات بتراجع الواردات إلى 250 ألف طن
رجح تقرير وزارة الزراعة الأمريكية، تراجع واردات مصر من الأرز فى 2023-2024 “أكتوبر-سبتمبر” عند 250 ألف طن، مقابل 300 ألف طن خلال 2022-2023 بسبب الارتفاع المتوقع للإنتاج المحلى.
وفى 21 فبراير 2023، أبرمت هيئة السلع التموينية، عقدا لشراء 50 ألف طن من الأرز الهندى فى مناقصة دولية، وقدمت الشركات عروضا إجمالية لتوريد كميات قدرها 175 ألف طن من أربع شركات، وعرضت جميعها الأرز الهندى، باستثناء عرض واحد قدره 25 ألف طن من الأرز الفيتنامى.
اقرأ أيضا: مطالب بالتوسع فى زراعة الأرز المعدل وراثيًا
واشترت الهيئة 25 ألف طن من الأرز الهندى من مورد واحد بسعر 534.5 دولار للطن، ليتم شحنها من خلال الفترة من 17 أبريل إلى 5 مايو 2023، كما اشترت الهيئة 25000 طن أخرى من الأرز الهندى من مورد ثان بسعر 545 دولارا للطن، ليتم شحنها خلال الفترة من 5 إلى 20 مايو.
وفى 2021-2022 “أكتوبر-سبتمبر”، حصل التجار على حوالى 600 ألف طن من الأرز طويل الحبة والبسمتى من الصين والهند.
ويرتفع الطلب على الأرز رفيع الحبة والبسمتى والياسمين، بالإضافة إلى الأصناف الأخرى التى تحتوى على نسبة نشا أقل من الأرز عريض الحبة أو متوسط الحبة، حيث يتبع شريحة معينة من المستهلكين أسلوب حياة صحى.