هلال: أزمة الخامات جعلت الشركات تركز على استمرار التشغيل أكثر من المنافسة
أدت الزيادات المتسارعة فى أسعار مدخلات الإنتاج بسبب نقص السيولة الدولارية اللازمة للإفراج عن الخامات إلى تغيير خطط الشركات من التسعير بشكل تنافسى إلى زيادة الأسعار بشكل جماعى، ما قلل الفوارق بين أسعار المنتجات.
قال حازم المنوفى، رئيس شعبة المواد الغذائية بالغرفة التجارية بالإسكندرية، إن معظم الشركات قامت بتثبيت أسعارها مع بداية الشهر الحالى عند مستويات متقاربة، بسبب استقرار أسعار العملة، ووضعها لنسب تحوط من قبل جعلتها تمتص الزيادات الطفيفة التى طرأت على تكاليف الإنتاج خلال الشهر الماضى.
قال أشرف هلال، رئيس شعبة الأجهزة والأدوات الكهربائية بغرفة القاهرة التجارية، إن تفاقم أزمة الإفراجات أثر على مخزون المصانع من مستلزمات الإنتاج، الأمر الذى أدى إلى تهدئة حدة المنافسة بين الشركات لأن الهدف حاليًا هو الاستمرار فى عملية التشغيل وليس المنافسة.
أضاف لـ”البورصة”، أن الأزمات القائمة حاليًا، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، والحرب السودانية، بجانب ارتفاع معدلات التضخم والتغيرات المتتالية فى السياسات النقدية للبنوك المركزية العالمية، جعلت الكثير من المصانع تبحث عن مخارج لتفادى الخسائر وليس تحقيق أرباح كبيرة أو إدخال عملاء جدد.
لفت إلى أن سوق الأدوات الكهربائية يشهد ركودًا بسبب تراجع القدرة الشرائية للمستهلكين نتيجة الزيادة الكبيرة التى طرأت على السعر النهائي لها.
قال علاء البهى، رئيس شركة فانسى فودز للصناعات الغذائية، إن الشركة تسعر منتجاتها وفقا للمتغيرات التى تطرأ على سعر الصرف ومدخلات الإنتاج بشكل شهرى، دون النظر إلى عنصر المنافسة، لكن فى حال وفرة المادة الخام تعمل الشركة على استقطاب أكبر شريحة من العملاء وبالتأكيد ستشتعل المنافسة مع الشركات التى تنتج نفس المنتجات.
أضاف لـ”البورصة” أن الشركة توقفت عن البيع بالآجل حتى توفر سيولة كافية لدفع مصروفات العمالة والكهرباء.
«الحفناوى ماركت»: الشركات ترسل الزيادات الجديدة بداية كل شهر
قال السيد الحفناوى، رئيس مجلس إدارة سلاسل سوبر ماركت أولاد الحفناوى، إن شركات الصناعات الغذائية الشهيرة مثل بيبسى وكوكاولا وجالاكسى وغيرها، رفعت أسعارها خلال الـ6شهور الماضية بنسب تصل إلى 40%.
أضاف، أن تلك الزيادة تأتى بداية كل شهر ميلادى، وتقوم بإرسالها إلى الوكلاء بالأسعار الجديدة.
قال جمال الطنه، رئيس مجلس إدارة شركة بيجامودا للملابس الجاهزة، إن الشركة اتجهت لتخفيض هامش ربحها إلى أكبر قدر ممكن خلال العام الماضى بسبب الزيادات التى شهدتها أسعار الخامات المستوردة من اكسسورات وأقمشة، للحفاظ على القوة الشرائية.
أضاف لـ”البورصة” أن الشركة بسبب الزيادات الكبيرة التى شهدتها أسعار الخامة رفعت مؤخرًا السعر النهائى للمنتج حتى تتمكن من المقاومة تماشيًا مع تحديات السوق.
أوضح أن أسعار خامات الملابس الصيفية ارتفعت بنسبة تصل إلى 100% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، وتخطت بعض الخامات تلك النسبة.
لفت إلى أن الشركة تسعى إلى الحفاظ على التشغيل بمعدل الإنتاج الحالى وليس على المنافسة وتحقيق توسعات جديدة.
وقال وجدى صبحى، رئيس شركة المناهرى لصناعة المنتجات البلاستيكية، إن الشركة اتجهت لشراء خامتها من موردين محليين، بعد صعوبة حصولها عليها من الخارج، بسبب أزمة الدولار التى أدت إلى عرقلة العمليات الاستيرادية منذ تطبيق قرار الاعتمادات المستندية خلال فبراير من العام الماضى.
أضاف لـ”البورصة” أن أسعار الخامات المستوردة ارتفعت بنسبة تصل إلى 120% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضى، وكان أبرزها خام البروبلين الذى سجل 58 ألف جنيه للطن، مقابل 25 ألف جنيه خلال نفس الفترة من العام الماضى.
لفت إلى أن الشركة اتجهت إلى تخفيض طاقتها الانتاجية لتهبط إلى 30%، بسبب ارتفاع أسعار الخامة ونقص البعض منها، ومانتج عنها من تراجع بالقدرة الشرائية.
قال حسن فندى، رئيس شعبة السكر بغرفة الصناعات الغذائية باتحاد الصناعات، ورئيس شركة الحرية للصناعات الغذائية، إن أسعار السكر مستقرة حاليًا، وتتراوح بين 17.5 و18 ألف جنيه للطن، لافتا إلى أن المخزون يكفى احتياجات السوق حتى شهر نوفمبر المقبل.
أضاف لـ”البورصة”، أن الشركات التى تعتمد على نسبة كبيرة من خامات مستوردة، ليست مشغولة بالمنافسة محليًا بقدر انشغالها بسرعة تحسن الأوضاع والخروج من الأزمة الحالية.
ويرى أن عودة وفرة الخام وتحسن القدرة الشرائية للمستهلكين خلال العام الجارى، سيشعل المنافسة بين الشركات فى الأسعار والجودة معًا.