شمس الدين: سياسة التسعير الجديدة حافظت على هوامش ربحية “إيديتا”
ينتظر منتجو الأغذية أداء إيجابيًا خلال العام الجاري على الرغم من معدلات التضخم، وأسعار الفائدة المرتفعة، إلا أن قطاع الأغذية دائما ما يكون دفاعيًا في الأزمات، ونجحت الشركات في تسجيل معدلات نمو كبيرة خلال العام الماضي، وتتوقع مراكز البحوث استمرار الأداء الإيجابي خلال العام الجاري.
وقالت منة شمس الدين مدير علاقات المستثمرين بشركة إيديتا للصناعات الغذائية لـ”البورصة”، إن الشركة استطاعت الحفاظ على هوامش ربحيتها خلال العام الجاري، عبر اتباع سياسة تسعير جديدة بعد زيادة أسعار المواد الخام.
وتابعت، أن الشركة استوعبت حركة السوق بسرعة كبيرة، وحافظت على مستويات ربحيتها خلال العام الماضي، بل ضاعفتها، وأنها مستمرة في توسعاتها لتنمية أعمالها في السوق المصري وعلى مستوى المنطقة.
وحققت شركة إيديتا للصناعات الغذائية صافي أرباح مجمعة تخطى مليار جنيه خلال العام المالي المنتهي في ديسمبر الماضي مقابل 528.87 مليون جنيه خلال العام الأسبق، بارتفاع 92.9%.
وقالت مارينا ويليام محلل مالي ببحوث الأهلي فاروس لتداول الأوراق المالية، إن شركات القطاع الغذائي استفادت من التضخم بشكل كبير وارتفعت أرباحها السنة الماضية بداية من الربع الثاني من 2022 حتى الأن، خاصة وأن الشركات استوعبت سريعًا الارتفاع في المواد الخام، ووضعت سياسات جديدة للحفاظ على هوامش ربحيتها .
ويليام: الشركات مررت زيادات التكلفة إلى المستهلك النهائي
وأوضحت، أن الشركات مررت الزيادة في أسعار المواد الخام إلى المستهلكين لتفادى التأثير على هوامش ربحيتها، فضلاً عن طرح منتجات جديدة بأسعار مختلفة.
وأضافت ويليام لـ”البورصة”، أن ارتفاع أسعار الفائدة أثر على توسعات شركات الأغذية في ظل ارتفاع تكلفة الاقتراض على الشركات التي ترغب في إجراء توسعات، خاصة تلك التي تعتمد على التمويل البنكي في عملية التوسع.
وذكرت، أن بعض الشركات استفادت من زيادة التصدير خاصة تلك التى تعمل فى منتجات الألبان والعصائر، مع زيادة الطلب الخارجي على تلك السلع، وإن اختلفت زيادة الصادرات بين الشركات المدرجة بقطاع الأغذية.
وارتفعت إجمالي مبيعات شركة جهينة للصناعات الغذائية بنحو 29% خلال عام 2022، لتسجل 11.36 مليار جنيه، مقابل 8.8 مليار جنيه خلال العام السابق له.
وقالت إيمان مرعي محلل قطاع موارد أساسية بشركة العربي الأفريقي لتداول الأوراق المالية، إن زيادة التكاليف لشركات قطاع الأغذية لم تؤثر على هوامش ربحيتها، خاصة وأنها مررت زيادات التكاليف لأسعار المنتجات إلى المستهلك النهائي.
وأكدت أن المواد الخام التى تدخل فى عملية التصنيع من قبل الشركات شهدت ارتفاعًا كبيرًا خلال الفترة الأخيرة، نتيحة التضخم، وتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار، مما زاد عبء استيراد المواد الخام على شركات القطاع، ولاسيما الجزء الأكبر من المواد الخام المستخدمة في شركات الأغذية تكون مستوردة ومسعرة بالدولار مثل زيت النخيل واللبن البودرة.
وتابعت أن الشركات رفعت أسعار منتجاتها للمستهلك النهائي بمتوسط بلغ نحو 30% على مستوى منتجات شركات مثل جهينة للصناعات الغذائية، وعبور لاند للحفاظ على هوامش الربحية.
مرعي: توقعات بنمو المبيعات خلال العام الجارى
وأظهرت نتائج أعمال شركة عبور لاند المجمعة للعام الماضي ارتفاع صافي الأرباح بنسبة 31.9%، لتسجل 462.63 مليون جنيه، مقابل 350.67 مليون جنيه خلال عام 2021.
ونمت مبيعات الشركة المجمعة بنسبة 51.69% لتصل 4.56 مليار جنيه خلال عام 2022، مقابل 3.006 مليار جنيه العام السابق.
وذكرت مرعي أن أسعار الفائدة المرتفعة تؤثر بشكل مباشر على توسعات الشركات، وأرباح الشركات المقترضة بالفعل نظرًا لارتفاع تكلفة التمويل، كما أن القطاع الغذائي لا يمتلك قوة تصديرية كبيرة مقارنة بباقي القطاعات ولا تعد شركات الجبن والألبان شركات مصدرة بشكل كبير مثل قطاعات البتروكيماويات والأسمدة والحديد والألومنيوم لتوفير دخل دولاري.
وأشارت مرعي إلى أن الشركات تتبنى استراتيجية جديدة في الفترة الحالية عبر ضخ مجموعة منتجات جديدة في الأسواق مثل شركة جهينة للصناعات الغذائية لتساهم في نمو مبيعات الشركات على المدى الطويل.
وأكدت أن تلك الاستراتيجية لن تكون مجدية مع كل الشركات، ضاربة مثال بعبور لاند التي يمثل قطاع الجبن نحو 90% من مبيعاتها، مما يعني أن أي منتج جديد لن يؤثر في المبيعات بصورة كبيرة.
وتوقعت استمرار نمو شركات القطاع الغذائي المدرجة بالبورصة، والحفاظ على هوامش الربحية، بعد نجاح الشركات في تحقيق طفرة في المبيعات والأرباح العام الماضي على الرغم من الظروف غير المواتية.
وتضاعفت أرباح شركة الصناعات الغذائية “دومتي” خلال العام الماضي بنحو 3 مرات لتحقق أكثر من 265.7 مليون جنيه، مقابل 72.4 مليون جنيه خلال 2021.
ونمت مبيعات الشركة خلال العام السابق بنحو 55.3% لتسجل 5.217 مليار جنيه مقارنة بنحو 3.360 مليار جنيه خلال عام 2021.
كتبت: فاطمة صلاح ونورهان خالد