تغيير سعر الصرف أربك خطط الإعداد ومساع للتدارك لتحقيق المستهدف
صبحى: نستهدف 10 ميداليات ونرحب بدعم القطاع الخاص للأبطال الرياضيين
رصدت وزارة الشباب والرياضة ميزانية تبلغ 1.1 مليار جنيه استعدادا لأولمبياد باريس 2024، بزيادة 777 مليون جنيه عن تكلفة بعثة مصر التي شاركت في أولمبياد طوكيو 2020، والتي شهدت تحقيق أعلى عدد من الميداليات في تاريخ مصر، بإجمالي 6 ميداليات متنوعة، بواقع ذهبية وفضية و4 برونزيات، مع الوضع في الاعتبار أن القطاع الخاص دعم البعثة بنحو 60 مليون جنيه، بخلاف 263 مليون جنيه قدمتها وزارة الشباب والرياضة.
قال الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، إن الوزارة تستهدف تحقيق 10 ميداليات في دورة الألعاب الأولمبية الصيفية القادمة، المقرر لها الفترة من 24 يوليو حتى 11 أغسطس 2024 بالعاصمة الفرنسية باريس.
وأوضح وزير الشباب والرياضة، خلال كلمته بمجلس النواب، أنه رغم تخفيض موازنة الوزارة، إلا أن ذلك لن يؤثر على دعم المنتخبات القومية في مختلف الألعاب الرياضية وسيتم تقديم كل الدعم.
وأوصت لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، برئاسة الدكتور محمود حسين بزيادة تقديرات مشروع الموازنة الاستثمارية لديوان عام وزارة الشباب والرياضة للسنة المالية 2023 /2024 لتصل إلى 3.232 مليار جنيه، بدلا من تقديرات وزارة التخطيط والمُقدرة بنحو 1.3 مليار جنيه، لتحقيق الأهداف المرجوة والوفاء بسداد الالتزامات الحتمية للعقود المبرمة بخطة العام المالي الحالي.
وأضاف صبحي، أن الوزارة تساند وتدعم جميع الاتحادات الرياضية من هدف المصلحة العليا وحصد الميداليات الأولمبية في دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024، كما أن هناك تنسيق وتعاون مع اللجنة الأولمبية والبارالمبية على مستوى دعم ورعاية أبطال مصر الأولمبيين والبارالمبيين وإعدادهم لمختلف المحافل الدولية والأولمبياد القادمة.
وكشف وزير الشباب والرياضة، أنه اعتمد موازنة قدرها 1.1 مليار جنيه للإعداد لأولمبياد باريس من 2021 حتى 2024، فضلا عن دعم الوزارة للبعثات الرياضية، مشيراً إلى أن عام 2022 شهد مشاركة 900 بعثة رياضية خارجياً، في ظل وجود دعم للبرامج التخطيطية وموازنات الاتحادات وفقًا لتنسيقاتها مع اللجنة العلمية والإدارات المعنية بالوزارة.
ورحب أشرف صبحي، بكل مؤسسة أو قطاع خاص تشارك فى الرعاية أو المسئولية المجتمعية للرياضيين، مؤكداً اتخاذ إجراءات بالفعل من خلال تنسيق الوزارة مع الاتحادات الرياضية، وهو ما عبر عنه بالقول: “لدينا مؤسسات ساهمت فى برامج رعاية الأبطال، فضلاً عن شركات أنشأناها من خلال القطاع الخاص لإدارة اللاعبين الأبطال بشكل محترف”.
وأضاف، أن المشروع القومى للناشئين والموهبة والبطل الأولمبى مشروع مستدام ومستقبلى تم وضعه بالتنسيق مع الرقابة الإدارية والتربية والتعليم والاتحادات الرياضية.
وذكر أن، المؤسسة العسكرية تلعب دوراً كبيراً فى رعاية الألعاب الفردية والأمر نفسه لوزارة التربية والتعليم ودورها فى نشر المدارس الرياضية، مشيرا إلى إنشاء أول مدرسة رياضية خاصة بالتعاون مع الوزارة والقطاع الخاص.
وجدد وزير الشباب والرياضة، طلبه من الاتحادات الرياضية بالتفكير فى تعظيم الموارد الذاتية لها من خلال آليات جديدة تُزيد من دخل الاتحاد للإنفاق على الأنشطة والبرامج المُستهدف تنفيذها.
وأشاد صبحي بالرياضيين الأبطال الذين رفضوا الإغراءات خارجية، مؤكداً أن الوزارة تقدر لهم هذا الأمر، وأن هناك برامج توعية للأبطال فى الولاء والانتماء بالتعاون مع أكاديمية ناصر العسكرية.
وكانت لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، برئاسة الدكتور محمود حسين، قد أصدرت عدداً من التوصيات لدعم أبطال مصر الأولمبيين قبل منافسات أولمبياد باريس 2024، بعدما استمعت لجميع ممثلي الاتحادات الرياضية بحضور الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة، ورئيس اللجنة الأولمبية هشام حطب.
وكان من أبرز هذه التوصيات، توفير الرعايات الخاصة والدعم المناسب للأبطال الأولمبيين والمنتخبات والفرق القومية المؤهلة لمختلف المنافسات العالمية وخاصة الألعاب الأولمبية، وسعي وزارة الشباب والرياضة نحو زيادة الشراكة مع القطاع الخاص لزيادة حجم التمويل المالي لصندوق دعم الرياضة لتوفير الدعم اللازم للأبطال الرياضيين المحققين لميداليات في البطولات الرياضية المختلفة.
وكذلك، إفادة وزارة الشباب والرياضة للجنة ببيان بحجم الدعم الذي قدمه صندوق دعم الرياضة للأبطال الرياضيين ومدى انعكاس ذلك على النتائج المحققة في البطولات المشاركين فيها وذلك حتى يتم توجيه الدعم بالشكل الصحيح الذي يحقق الغرض المنشأ من أجله الصندوق، مع قيام مجالس إدارات الاتحادات الرياضية بالعمل على تنمية مواردها بطرق غير تقليدية والسعي نحو توفير الرعاة لأبطالهم الرياضيين.
وإفادة اللجنة الأولمبية المصرية للجنة الشباب والرياضة ببيان خاص بكل اتحاد رياضي يتضمن، والبطولات المؤهلة لأولمبياد باريس حجم الدعم المالي المطلوب والذي تم صرفه، وعدد اللاعبين المستهدف تأهيلهم لأولمبياد باريس، وعدد المعسكرات المستهدف إقامتها، وعدد الميداليات المتوقع تحقيقها.
رئيس اتحاد السلاح: نقدر الظروف ونستعين بالرعاة لتوفير متطلباتنا المالية
قال عبدالمنعم الحسيني رئيس الاتحاد المصري للسلاح، إن الاتحاد قدم خطة للإعداد لأولمبياد باريس 2024، لوزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية، تمت مناقشتها من الجهتين، ثم من اللجنة العلمية برئاسة الدكتور كمال درويش، وتمت الموافقة عليها.
وأضاف لـ”البورصة”، أن ذلك كان قبل تحرير سعر الصرف، وتم وضع ذلك في الإعتبار خلال وضع الميزانية وفقاً لذلك، على أساس أن أي تحرير لسعر الجنيه مقابل الدولار سيؤثر على تكلفة الإعداد.
وأشار رئيس اتحاد السلاح، أن الاتحاد يقدر الظروف التي تمر بها البلاد، ويعمل قدر المستطاع في ظل هذه الظروف مما لا يؤثر بالسلب على الإعداد للدورة الأولمبية، من خلال الموارد المتوافرة، ولا يبحث عن مبررات لنقص الدعم، لكنه يبحث عن حلول لإيجاد الموارد كي ينفذ الخطة التي أعدها، لكن بالتأكيد لن يتم تنفيذها بشكل كامل سواء لعدد اللاعبين، أو تصنيفهم، لذا يوجد بعض التعديلات في الخطة كي لا تتأثر النتائج التي يطمح لها الاتحاد.
وذكر الحسيني، أن الاتحاد يتلقى دعماً مالياً من الوزارة وكذلك الرعاة، على دفعات منتظمة، رافضاً الكشف عن المبالغ المالية التي يتلقاها الاتحاد.
وكشف مصدر باللجنة الأوليمبية رفض ذكر اسمه، أن الاتحادات البالغ عددها 28 اتحادا تنتظر الدفعة الرابعة من الدعم المالي، حيث أن عدد من الاتحادات تلقت دعماً من 10 إلى 12 مليون جنيه حتى الآن.
وأوضح المصدر لـ”البورصة”، أن اللجنة الأوليمبية اجتمعت مع الاتحاد عقب أولمبياد طوكيو، وقدم كل اتحاد خطته، وكان إجمالي المطلوب حوالي 850 مليون جنيه، وبعد إعادة الدراسة تم الاتفاق على أن تكون الموازنة 500 مليون جنيه يتم توزيعها على 10 دفعات، بواقع دفعة كل ثلاثة أشهر.
وتابع، أن اللجنة العلمية بالوزارة وضعت خطة آخرى، وحدث تحرير لسعر الصرف مرتين، وهو ما أربك خطط الإعداد بشكل واضح، والمبالغ المالية التي تلقتها الاتحادات حتى الآن لا تتناسب مع خطط الإعداد.
وأشار إلى، أن القطاع الخاص يلعب دوراً كبيراً في دعم الاتحادات سواء على مستوى الرعاية التي يقدمها سنوياً للاتحادات في ظل الظروف الحالية، أو ما سبق وتم في أولمبياد طوكيو الذي بلغ فيه حجم الدعم من القطاع الخاص حوالي 60 مليون جنيه من خلال شركة طلعت مصطفى، ووادي دجلة وبنك مصر.
تطور الإنفاق على الأولمبياد من 40 مليون جنيه في “لندن” إلى 1.1 مليار في “باريس”
قفز إنفاق مصر على تكاليف البعثات الأولمبية منذ أولمبياد لندن 2012، بشكل كبير، التي شهدت مشاركة 113 لاعباً في 19 لعبة مختلفة، بتكلفة قدرت بنحو 40 مليون جنيه، كان نتاجها ثلاث ميداليات فضية لكرم جابر في المصارعة، وعلاء الدين أبوالقاسم في السلاح، وعبير عبدالرحمن في رفع الأثقال، وبرونزية لطارق يحيي في رفع الأثقال.
تضاعف حجم الإنفاق في الدورة الأولمبية التي جرت في ريو دي جانيرو عام 2016، ليصل إلى 128 مليون جنيه، وشاركت مصر ببعثة قوامها 120 لاعباً ولاعبة، حصدوا ثلاث ميداليات برونزية، بواقع ميداليتين في رفع الأثقال عن طريق محمد إيهاب وسارة سمير، وبرونزية في التايكوندو حققتها هداية ملاك.
وزاد حجم الدعم في أوليمبياد طوكيو 2020، بعدما وشاركت مصر فى ببعثة هى الأكبر فى تاريخ المشاركات المصرية الأولمبية، حيث وصل عدد اللاعبين لـ 146 لاعبا ولاعبة، بواقع 134 أساسياً مقسمين إلى 86 لاعبا و48 لاعبة، بالإضافة إلى 12 احتياطيا، طبقا لتعليمات اللجنة الأولمبية الدولية، ليصل إلى 323 مليون جنيه.
وتلقت اتحادات الألعاب الرياضية دعماً يقدر بنحو 263 مليون جنيه و250 ألف جنيه، بالإضافة إلى 60 مليون جنيه، من الرعاة لـ 55 لاعباً ولاعبة، وكان الناتج هو الأفضل في تاريخ مصر بتحقيق 6 ميداليات، هي ذهبية فريال عبدالعزيز وبرونزية جيانا فاروق في الكاراتيه، وفضية أحمد الجندي في الخماسي الحديث، وبرونزيتين سيف عيسى وهداية ملاك في التايكوندو، وبرونزية محمد إبراهيم “كيشو” في المصارعة.
وبحسب التقديرات العالمية، تصل تكلفة الإعداد لتحقيق الميدالية الأولمبية نحو مليون دولار سنوياً، أي أن اللاعب الذي يحقق ميدالية في أولمبياد باريس 2024 يحتاج إلى نحو 3 ملايين دولار، بحكم إقامة أولمبياد طوكيو في 2021 بسبب تفشي فيروس “كورونا”.
وتمنح وزارة الشباب والرياضة مكافأة مالية قيمتها مليون جنيه للفائز بميدالية ذهبية في الأوليمبياد، و750 ألف جنيه للحاصل على ميدالية فضية، تقل 250 ألفاً للحاصل على ميدالية برونزية.
ويحصل اللاعب الحاصل على ميدالية على راتب شهري مدى الحياة، بواقع 3500 جنيه لصاحب الميدالية الذهبية، و2500 للحائز على ميدالية فضية، وألفي جنيه لصاحب الميدالية البرونزية، وهي لائحة معمول بها منذ أوليمبياد سيدني 2000، وهذه الرواتب لا يتم توريثها، ويمكن أن يستفيد البطل الأوليمبي أو البارالمبي بمجموع رواتب شهرية بحد أقصى 3 ميداليات أولمبية، لكن المكافآت الخاصة بكل ميدالية هذا شأن أخر، يحصل على المكافأة دون حد أقصى للميداليات.