«أثاث دمياط»: جهود للاعتماد على البدائل المحلية من الأخشاب
تتوسع مصر فى استيراد الأخشاب من فنلندا والسويد، خلال العام، مقابل تراجع نسبة الاعتماد على الخشب الروسى فى ظل صعوبة الشحن منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.
كما اتجه بعض منتجى الأثاث للاعتماد على الأخشاب المحلية من أخشاب السرسوع، والزيتون، والكايا، بالتزامن مع ذلك.
قال منير راغب، رئيس شعبة الأخشاب بالغرفة التجارية بالقاهرة، إنَّ العام الأخير شهد تراجعاً ملحوظاً فى استيراد الأخشاب الروسية لتمثل 30% فقط من حجم المعروض من الأخشاب فى السوق المصرى، مقابل 50% فى السنوات الماضية.
وأشار «راغب» إلى أن الحرب الروسية الأوكرانية تسببت فى صعوبات فى عمليات شحن الأخشاب المستوردة من روسيا، لذا توسعت الشركات فى الاستيراد من السويد وفنلندا لمواجهة هذه العقبة.
وتابع: «مصر تعتمد على استيراد كامل احتياجاتها من الأخشاب من الخارج من أخشاب السويد والبياض والأبلكاش غالبيتها من أوروبا».
ولفت إلى أن أى تراجع فى قيمة الجنيه أمام الدولار فى السوق والسوق الموازى بالأخص ينعكس لحظياً على رفع أسعار الأخشاب فى السوق.
ولفت إلى أن متوسط أسعار الأخشاب فى السوق شبه مستقر، خلال النصف الأول من العام، باستثناء فترات يهبط أو يرتفع بها السعر مع تذبذب الدولار، فى ظل تراجع الطلب على الأخشاب.
وأضاف أن حجم الطلب المحلى على الأخشاب تراجع بنحو 50% بالتزامن مع تراجع الطلب من قبل ورش ومصانع الأثاث، والمراكب، والسفن، وكذلك الأخشاب المستخدمة فى الإنشاءات والبناء خلال الفترة الأخيرة.
وقال إنَّ تراجع الطلب خفف من حدة انخفاض المعروض من الأخشاب المستوردة التى تأثرت هى الأخرى بصعوبة تدبير الدولار للاستيراد.
من جانبه، قال عبدالرحمن الملك، عضو شعبة الأثاث بدمياط، إنَّ الشركات المستوردة للأخشاب تسعى للبحث عن أسواق بديلة للمنتج الروسى فى ظل العقوبات الموقعة على روسيا وصعوبة التحويلات البنكية.
وأشار إلى أن الفترة الأخيرة شهدت التوسع فى أخشاب الكايا والزنزلخت والسرسوع والزيتون، لكنها ما زالت محاولات واجتهادات فردية، وتحتاج إلى التوسع فى البحوث فى الهندسة الوراثية لتكثيف حجم الشجر، والمعاملات الجيدة وأوقات القطع المناسبة للأشجار.
وأوضح أن الشعبة تبحث مع الجهات المختلفة توفير الخامات البديلة المحلية، وزيادة نسب التصدير، كما تعول على التعامل مع روسيا بالعملات المحلية، واعتماد الروبل ضمن العملات لدى البنك المركزى المصرى خلال الفترة المقبلة، لاستيراد الأخشاب، والتوسع فى التصدير واقتناص حصة الشركات العالمية التى خرجت من هذا السوق.
من جانبه، قال إسلام البهيدى، عضو شعبة الأثاث بالغرفة التجارية بدمياط، إنَّ الارتفاع الكبير فى أسعار الأخشاب تزامناً مع انخفاض قيمة الجنيه أمام الدولار دفع بعض المصنعين إلى التوجه للاعتماد على الخامات المحلية من الأخشاب، وأثبتت التجربة نجاحها بإنتاج قطع أثاث من خشب السرسوع والكايا وغيرهما.
ولفت إلى أهمية التوسع فى زراعة الأخشاب محلياً، وأن تكون خطة تشجير المدن تعتمد على أنواع منتجة للأخشاب بدلاً من أشجار الزينة، التى يمكن الاستفادة منها بتوفير بدائل الأخشاب المستوردة.
وأضاف أن حجم استيراد مصر من الأخشاب والأثاث يقدر بنحو 1.4 مليار دولار، مشدداً على أهمية إطلاق استراتيجية وطنية للتوسع فى إيجاد البديل المحلى، وزيادة صادرات القطاع لتحقيق التوازن؛ حيث يعتمد على استيراد الأخشاب فيما يصدر كميات محدودة.