أسعار وحدات الصف الأول بعشرات الملايين.. والزيادة مستمرة
أهاب: الشركات حققت أرقاما قياسية بمبيعات العام الماضى وتسعى لتكرارها فى 2023
ارتفعت أسعار الوحدات السكنية بشكل كبير فى منطقة الساحل الشمالى بنسبة تتجاوز 50% خلال صيف عام 2023 مقارنة بصيف العام الماضى، وسط زيادة فى الإقبال على الشراء.
ارتفاع الأسعار أدى إلى أن هناك وحدات تتجاوز قيمتها عدة ملايين من الجنيهات، ولكنها “لا ترى البحر” أو “ليست صف أول” وفقا لتعبيرات المختصين فى القطاع العقارى.
واتفق مطورون ومسوقون عقاريون أن الساحل الشمالى مازال وجهة عقارية تشهد طلبا كبيرا من العملاء، بالرغم من وجود ارتفاعات سعرية كبيرة مقارنة بالعام الماضى، إلا أن الإقبال يتزايد خاصة مع ارتفاع سعر الدولار وبحث العملاء عن وحدات تحفظ قيمة مدخراتهم وتوفر لهم عائدا استثماريا كبيرا.
وقال المهندس أحمد أهاب، الرئيس التنفيذى لشركة مدار للتطوير العقارى والسياحى، إن شركات التطوير العقارى حققت أرقاما قياسية فى حجم المبيعات بمشروعاتها فى الساحل الشمالى خلال صيف العام الماضى.
وأضاف أهاب أن المؤشرات المبدئية لصيف العام الجارى جيدة جدا خاصة مع اقتراب عودة المصريين العاملين بالخارج.
وأشار إلى أن الساحل الشمالى يضم عددا كبيرا من الفرص الاستثمارية، ومن المتوقع زيادة مبيعات سوق العقارات فى صيف العام الحالى بنسب تتراوح من 20 إلى 30%، وذلك نتيجة لجوء الأفراد إلى الاستثمار فى العقار حفاظا على مدخراتهم فى ظل الظروف الاقتصادية الراهنة.
وأوضح أن هيئة المجتمعات العمرانية أصدرت عددا كبيرا من القرارات الوزارية لتطوير مشروعات فى منطقة الساحل الشمالى منذ عام 2020 وحتى الآن، ما أدى إلى زيادة حجم المعروض من المشروعات التى يجرى تنفيذها.
وقال أهاب إن تنوع المشروعات فى تلك المنطقة يعزز من المنافسة الشديدة بين الشركات العقارية، ويجعل البيع فى صالح المستثمر دائما، نتيجة لاهتمام الشركات بجذب شريحة أكبر من العملاء عن طريق تقديم أفضل العروض التسويقية.
وأضاف أن الفرص الاستثمارية فى منطقة الساحل الشمالى كبيرة، كما أن الربع الأول من العام الجارى شهد ارتفاعا فى مبيعات شركات التطوير العقارى، مقارنة بالربع الأول من العام الماضى.
وتابع أهاب: “الارتفاعات التى شهدتها مبيعات الربع الأول من العام الحالى تركزت على القيمة فقط وليس عدد الوحدات بسبب زيادة الأسعار، ولكن فى الساحل الشمالى من المتوقع أن ترتفع قيمة المبيعات وعدد الوحدات المباعة”.
وقال الرئيس التنفيذى لشركة مدار: “يجرى البناء على امتداد محافظتى الإسكندرية ومطروح، ولذلك فإن الأراضى الباقية والمرخصة للبناء ليست كثيرة فى تلك المنطقة ما يجعلها نادرة كما يرفع من قيمتها الاستثمارية”.
وأضاف أن معدلات البيع فى منطقة الساحل الشمالى كبيرة جدا، والعائد الاستثمارى للعميل مرتفع نظرا لزيادة الإقبال على مشروعات الساحل الشمالى كسكن بديل، ومن المتوقع أن ترتفع أسعار وحدات مشروعات الساحل الشمالى بنسبة لا تقل عن 100% بحلول العام القادم 2024.
وأوضح أنه من الملاحظ زيادة عدد المستثمرين من المصريين العاملين بالخارج فى منطقة الساحل الشمالى، حيث سجلت إحصائيات الصيف الماضى زيادة نسبة المصريين المغتربين فى بعض المشروعات من 6% إلى 20%، ومن المتوقع أن نشهد زيادة أكبر نتيجة لارتفاع سعر صرف الدولار والذى انعكس على قيمة الوحدة.
العادلى: 50% ارتفاعا فى أسعار البيع.. ونتوقع زيادات جديدة قبل نهاية العام الجارى
وقال رياض العادلى، رئيس شركة نكست دور للاستشارات العقارية، إن منطقة الساحل الشمالى شهدت ارتفاعا كبيرا فى أسعار العقارات، خاصة مع انخفاض قيمة العملة المحلية.
وأضاف أن نسبة الزيادة السعرية فى تلك المنطقة وصلت لما يقرب من 50% خلال العام الحالى مقارنة بالعام الماضى، لكنها تعتبر ميزة تنافسية بالنسبة للمستثمر الأجنبى والمصريين العاملين فى الخارج.
وأوضح أن ارتفاع الأسعار بدأ بعد الربع الثالث من العام الماضى 2022 وحتى الربع الثانى من العام الجارى 2023، ومن المتوقع وجود زيادات سعرية جديدة بحلول نهاية العام الجارى.
اقرأ أيضا: الساحل الشمالى.. فرصة المطورين لإنعاش المبيعات العقارية
وأشار العادلى إلى أن الطلب حاليًا من المصريين المقيمين فى الخارج وينضم لهم العميل المحلى الذى يبحث عن منزل ثانى يوفر له عائد استثمارى كبير.
وقال إن الطلب على الوحدات فى منطقة الساحل الشمالى شهد إقبالا من العرب بنسبة تصل 15% من حجم الإقبال على المنطقة، كما أن معدلات الطلب تتزايد بشكل كبير فى مناطق مميزة ومنها رأس الحكمة، وسيدى عبد الرحمن، ومدينة العلمين الجديدة والتى تستحوذ على نحو 80% من المبيعات.
عبد المنعم: البيع “أوف بلان” فى الساحل الشمالى لم ينجح سوى مع الشركات الكبيرة
وقال إبراهيم عبد المنعم، رئيس شركة يونايتد كونسلتنج للتسويق العقارى، إن الساحل الشمالى ينقسم إلى 4 مناطق من حيث التسعير تبدأ من “الساحل القديم” وهو الأقرب للإسكندرية، ثم الجزء من بعد الكيلو 66 حتى مارينا، والآخر حتى العلمين، وهذا الجزء يعد هو الأغلى، ثم تبدأ الأسعار فى الانخفاض حتى مطروح.
وأضاف أن الجزء الأقرب للإسكندرية والمنطقة القديمة حتى مارينا تتضمن عمليات إعادة بيع فقط، حيث شهدت نموا خلال الفترة الماضية بسبب ارتفاع الأسعار.
وتابع عبد المنعم: “نظام البيع أوف بلان فى منطقة الساحل الشمالى لم ينجح سوى مع الشركات الكبيرة التى قامت بالتحوط من الزيادات التى تطرأ على السوق العقارى ما أدى للحفاظ على نجاح مشروعاتهم”.
وأوضح أن أسعار الوحدات بالساحل الشمالى شهدت ارتفاعات تتجاوز 45% فى المشاريع الجديدة المطروحة، وهو ما يعد نسبة كبيرة، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة خلال الفترة القادمة مع زيادة الإقبال.
وأشار إلى أن عمليات إعادة البيع شهدت رواجا كبيرا، خاصة أن الأسعار لم ترتفع بشكل كبير لذلك نافست مشاريع “الأوف بلان”، موضحا أن العملاء أصبحوا يطلبون وحدات بالأسعار القديمة وهى متوفرة فى إعادة البيع.
وقال إن هناك منافسة شديدة فى الساحل الشمالى بين نحو 12 شركة من الشركات العقارية الكبيرة، والعميل عادة ما يبحث عن مشاريع لشركات تمتلك تاريخا كبيرا فى السوق لضمان تسليم مشروعاتها فى الموعد المتفق عليه بالتعاقد.