الشاعر: مصانع الألومنيوم توقف صادراتها وتبحث عن أسواق جديدة
مرت 3 شهور على بداية الصراع السودانى، ولاتزال المخاوف تسيطر على حركة التجارة بين مصر والسودان، ما اضطر الشركات لوقف التجارة عبر الحدود بين البلدين.
قالت الشركات لـ”البورصة”، إنها بدأت فى البحث عن بدائل للمواد الخام التى تستوردها من السودان من دول أفريقية مجاورة، معللين اعتمادهم على الخرطوم خلال السنوات الماضية بالتقارب الجغرافى وانعكاس ذلك على تكلفة الشحن.
وفى العام السابق للصراع، حققت التجارة السلعية بين مصر والسودان نموًا كبيرًا، لتسجل الصادرات المصرية إلى السودان زيادة بنسبة 12% والواردات بنسبة 31% مقارنة بعام 2021، لتصل قيمة التجارة بين البلدين إلى 1 مليار و434 مليون دولار وفقًا لبيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء.
وتضمنت الواردات السودانية من مصر 301 مليون دولار للمصنوعات، و197 مليون دولار للكيماويات و162 مليون للأغذية المختلفة ومنها الدقيق، و29 مليون دولار للآلات والمعدات و10 ملايين دولار للمنسوجات، و3 ملايين دولار للمنتجات البترولية و1.3 مليون دولار لوسائل النقل.
وكانت مصر الشريك التجارى الثالث للسودان فى عام 2022، حيث تصدرت الحيوانات الحية الصادرات السودانية إلى مصر بقيمة 198 مليون دولار، يليها السمسم 143 مليون دولار والذهب 108 ملايين دولار والقطن 92 مليون دولار، وحب البطيخ بقيمة 33 مليون دولار والفول السودانى 14 مليون دولار، بحسب وزارة التجارة السودانية.
النواوي: غياب ملحوظ فى اللحوم السودانية والهندية والتشادية تسد الفجوة
قال المهندس شريف الجبلى رئيس مجلس الأعمال المصرى السودانى، إن حركة التجارة تأثرت بين مصر والسودان بسبب الصراع متوقع، ولن تعود إلى طبيعتها فى ظل التوترات القائمة، والشركات المصرية تراقب الأوضاع فى السودان ولديهعا مخاوف من التصدير.
أضاف لـ “البورصة” أن الشركات التى تعتمد على الخامات السودانية بدأت البحث عنها فى الأسواق المجاورة.. لكن من المتوقع أن تعود حركة التبادل التجارى إلى طبيعتها خلال فترة قريبة بدعم من الجهود الدولية التى تبذل لإخماد نيران الحرب.
وترتبط مصر والسودان بالعديد من الاتفاقيات التجارية، منها اتفاق التجارة والدفع عام 1965، كما تم إبرام بروتوكول تجارى بين البلدين عام 1992، بجانب اتفاقية الكوميسا 2001 لتعفى التجارة بين البلدين من الرسوم الجمركية مع استثناء 58 مجموعة سلعية، وفقًا لبيانات وزارة التجارة والصناعة.
قال طلعت الشاعر، رئيس جمعية منتجى الألومنيوم بميت غمر، إن صادرات الشركات أعضاء الجمعية إلى السودان لاتزال متوقفة منذ اندلاع الصراع قبل 3 شهور، الأمر الذى أثر بشكل كبير على الطاقات الإنتاجية بجانب توقف المصانع المتخصصة فى التصدير فقط
ذكر أن السوق السودانى يعد من أفضل الأسواق التصديرية أمام مصانع وورش المدينة إذ يستوعب نحو 75% من إنتاج المصانع لسهولة نقل البضائع بدعم من القرب الجغرافى وانخفاض تكاليف الشحن.
الشيخ : نقص معروض السمسم السودانى يرفع سعره محليًا لـ100 ألف جنيه
ذكر أن المصانع المصدرة للسودان بدأت فى البحث عن دول بديلة لتسويق إنتاجها وتسعى إلى توجيه الشحنات إلى السوق الليبى خلال الفترة المقبلة.
أشار إلى أن 25% من إنتاج مصانع الألومنيوم فى ميت غمر تطرح فى السوق المحلى، وبالرغم من ذلك فالطلب متراجع بشكل قوى نظرًا لغياب القوى الشرائية.
قال سيد النواوى ، نائب رئيس شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، وأحد مستوردى اللحوم، إن الفترة الأخيرة شهدت تراجعًا فى أعداد المواشى المستوردة من السوق السودانى بمعدلات تتراوح بين 40 و50% عقب تصاعد حدة الصراع بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع.
أشار إلى أن مستوردى اللحوم الحية والمجمدة اتجهوا مؤخرًا إلى الهند وتشاد والبرازيل لسد الفجوة الاستهلاكية من اللحوم المجمدة، ومن التشاد لاستيراد اللحوم المبردة.
قال عمار الشيخ، مدير مصنع أبو عمار للسمسم، إن الأحداث السودانية الجارية أحدثت فجوة فى المعروض بالسوق المحلى، لاعتماد المصانع العاملة فى تصنيع الحلاوة الطحينية على السودان الأمر الذى ساهم فى زيادة الأسعار إلى مستوى 95 ألف جنيه حالياً مقارنة بـ 62 ألف جنيه للطن قبل الأزمة.