أبو صدام: المحاصيل المبكرة والمخزنة للتصدير هى الأكثر تأثرًا بموجة«الحر»
أربكت موجة الرياح والحرارة التى ضربت البلاد خلال الأسابيع الماضية موسم حصاد عدد من المحاصيل الزراعية هى المانجو، والعنب، والتين، والتفاح، والطماطم.
وقالت شركات متخصصة فى تصدير الحاصلات الزراعية لـ”البورصة”، إن أغلب المحاصيل لم تتأثر خلال موسم الشتاء بنفس درجة الصعود الأخير فى درجة الحرارة، والتى أدت إلى فقد جزء كبير من تلك المنتجات أحد خواصها التصديرية، بجانب تعرض أنواع أخرى للتلف السريع.
قال عمرو كادة، الرئيس التنفيذى لشركة “فروت كنجدم” للحاصلات الزراعية لـ”البورصة”، إن ارتفاع درجة الحرارة أظهرت فروقًا واختلافات فى أصناف كثيرة من الفاكهة والخضراوات خلال الموسم الجارى.
أضاف لـ “البورصة” أن تقلبات الطقس الموسم الجارى كانت خارج توقعات الشركات العاملة فى القطاع والتى بدأت بموجة الرياح القوية التى ضربت البلاد يونيو الماضى، وأحدثت تلفيات كبيرة لبعض المحاصيل من من بينها الخوخ.
أشار إلى أن التأثيرات السلبية الناتجة عن الأوضاع الحالية سينتج عنها تراجع حجم الإنتاج وبالتالى سيرتفع أسعار بعض الأصناف كما حدث فى دول أوروبا مؤخرًا، ودفعها إلى استيراد الخضروات كأولوية عن الفاكهة لأنها الأكثر أهمية لسد الاحتياجات الغذائية.
ويتطلع المجلس التصديرى للحاصلات الزراعية للوصول بصادرات القطاع خلال الموسم الحالى (سبتمبر2022-أغسطس2023) إلى 3 مليارات دولار مقارنة بـ2.7 مليار دولار الموسم الماضى.
نجيب: 10% زيادة فى أسعار الخضراوات والفواكه بسبب نقص المعروض
أكد عبد الحميد الدمرداش رئيس المجلس، أن إجمالى مساهمة القطاع الزراعى (حاصلات زراعية-صناعات غذائية) بلغت نحو 11% من إجمالى الناتج المحلى الإجمالى.
قال هيثم السعدنى رئيس مجلس إدارة “السادات أجرو فروت”، إن المانجو والعنب من المحاصيل الأكثر تأثرًا بتغير الطقس، والسبب فى الخسائر الحالية لهذه الأصناف هو تأخر توقعات الهيئة العامة للأرصاد الجوية لأحوال الطقس.
أوضح أن الضرر الناتج عن ارتفاع درجة الحرارة فى الأغلب يقع على الأشجار لتعرض ثمارها للعوامل المناخية المباشرة وهى الأكثر تأثرًا مقارنة بمحاصيل التربة مثل البطاطس والبطاطا وهما الأقل تأثرًا.
قال عبدالواحد سليمان، رئيس مجلس إدارة الشركة البريطانية المصرية لتصدير الحاصلات الزراعية “جالينا”، إن الشركة تعتمد فى شراء احتياجاتها من الحاصلات الموجهة إلى الأسواق الخارجية على المنتج مباشرة أو من خلال سوق الجملة.
أشار إلى أن ارتفاع درجة الحرارة خلال الأيام الماضية، أثر على أصناف محددة من الخضراوات والفاكهة منها الفراولة والتين، ولم تعد موجودة فى السوق بوفرة ومن المتوقع أن ينعكس على الكميات التى تسوقها الشركة خارجيًا لأن أصناف كثيرة فقدت أحد شروط التصدير.
ذكر سليمان أن صادرات الشركة سنويًا تقدر بـ 50 مليون دولار، لتصدير نحو 40 ألف طن من الخضراوات والفاكهة المجمدة، لافتًا إلى أن الشركة تمتلك مخزون استراتيجى من البضائع والمنتجات للحفاظ على حجم المعروض بالسوق.
سليمان: التقلبات الجوية أفقدت بعض الأصناف أحد شروط التصدير
قالت سالى أحمد مدير المبيعات بشركة جرين بوينت، إن التأثير المناخى أدى إلى تلف الفراولة والمانجو وتضرر المحصولان بشدة، ولكن الشركة تغلبت على تلك المشكلة عن طريق تخزين المحاصيل حتى ينقضى وقت الذروة.. لكن بالتأكيد سيؤثر سلبيًا على حجم صادرات الشركة.
قال حسين أبو صدام، نقيب عام الفلاحين، إن الصعود الكبير فى درجة الحرارة وموجات الرياح الساخنة أتلف ما يقرب من 10% من الأصناف الجارى حصادها حاليًا وهى التفاح والتين والعنب.أشار إلى أن درجات الحرارة مرتفعة خلال الموسم الحالى عن معدلاتها الطبيعية.
أضاف نقيب الفلاحين لـ “البورصة”، أن ارتفاع درجات الحرارة عن المعدل الطبيعى تنعكس على معدلات الإنتاج، فتقل أو تسقط الأزهار، وتصاب الثمار بضرر، وتتفشى الحشرات وتزيد الأمراض، ما يؤدى إلى زيادة التكلفة وقلة الإنتاج.
لفت إلى أن بعض الزراعات المتأثرة بشكل أكبر هى المحاصيل المبكرة أو الموجودة فى حلقة التصدير حاليًا منها المانجو والخيار البطاطس والطماطم، مؤكدًا أن الذرة من أكثر المحاصيل تعرضًا للضرر لأن الآفات تتفشى فيه مع اشتداد درجة الحرارة.
وقال حاتم نجيب، رئيس شعبة الخضروات والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، إن التغيرات المناخية أدت إلى تحركات سعرية فى بعض الأصناف خلال الأسابيع الماضية، لذلك لابد من تحركات سريعة نحو التصنيع الزراعى لتوفير منتج بديل لتحقيق التوازن فى الأسواق.
الحاصلات الزراعية
أشار نجيب إلى أن التوسع فى مشاريع الصوب الزراعية، والزراعات المحمية، بجانب إنشاء شبكة بنية تحتية قوية، أدى إلى تقليل نسبة الهدر فى نقل الخضار والفاكهة.. لكن لضمان الحفاظ على تلك المنتجات من التلف هناك حاجة إلى وسائل نقل مبردة ومجهزة.
كتبت مريم الرميحى وفرح رجب