وليم: الموجة الحارة أسهمت فى تفشى الأمرض.. وتهدد بخفض 50% من إنتاج المزارع
راشد: القطاع فى حاجة إلى تمويلات منخفضة للتكيف مع التغيرات المناخية
اتجهت شريحة كبيرة من مزارع الأسماك للبحث عن حلول عاجلة للسيطرة على تزايد معدلات نفوق الأسماك التى وصلت فى بعض المزارع إلى 50% وفق تقديرات العاملين بالقطاع، بسبب درجات الحرارة المرتفعة.
قال مستمرون بالاستزراع السمكى لـ”البورصة”، إن الصعود الكبير فى درجة الحرارة واستقرارها عند متوسط 40 درجة نهارًا تسبب فى نقص نسبة الأكسجين بالمياة، بجانب زيادة انتشار الأمراض وارتفاع معدلات الإصابة.
قال أحمد حسنى، أحد المستثمرين بقطاع الاستزراع السمكى فى محافظة كفر الشيخ، إن الموجة الحارة الحالية أجبرت جميع المزارع على شراء آلات للتهوية للحفاظ على نسبة الأكسجين فى المياه ووقف معدلات النافق التى تتزايد بشكل يومى.
أضاف لـ”البورصة”، أن زيادة الأعباء على القطاع جراء ارتفاع أسعار خامات الأعلاف وأسعار الزريعة، يجعل من الصعب شراء مزيد من أجهزة التهوية خاصة وأن أسعارها تتجاوز 15 ألف جنيه حاليًا، والمزرعة الواحدة تحتاج إلى أكثر من جهاز بالإضافة إلى استهلاك كميات كبيرة من الطاقة وبالتالى ينعكس ذلك على أسعار الفاتورة الشهرية.
أشار إلى أن القطاع يحتاج بشكل سريع إلى دعم حكومى يتمثل فى تمويلات منخفضة الفائدة لشراء تلك الأجهزة للسيطرة على الوضع حتى لا تضطر المزارع إلى التوقف بشكل مؤقت أو التخارج نهائيًا.
ويمتلك حسنى مزرعة على مساحة 6 أفدنة متخصصة فى إنتاج البلطى ويطرح كميات كبيرة من الإنتاج فى السوق المحلى بمحافظات الوجه البحرى، ووسط القاهرة.
قال سامى وليم، مستثمر فى القطاع بمحافظة كفر الشيخ، إن التغيرات المناخية التى طرأت على مصر ساهمت فى تعزيز انتشار الأمراض بين الأسماك، وفى حال استمرار درجات الحرارة فى الزيادة سيؤدى ذلك إلى فقدان أكثر من 50% من الإنتاج.
أشار إلى أن أفضل درجات حرارة لنمو صحى للأسماك تتراوح بين 20 و30 درجة، وتضطر المزارع إلى تغيير المياه بشكل مستمر لتعزيز قدرة الأسماك على التكيف، كما لجأت المزارع إلى خفض التغذية إلى النصف حتى لا تختنق الأسماك بسبب موجة الحرارة المرتفعة، لكن هذا النظام سيؤدى إلى تأخير الإنتاج وبالتالى يحدث فجوة فى المعروض ويرفع السعر.
أشار إلى أن أسعار الأعلاف السمكية تراجعت إلى مستوى 31 ألف جنيه حاليًا مقارنة بـ37 ألف بداية العام، ويرجع ذلك إلى زيادة معدلات الإفراج الجمركى عن الخامات.
أشار إلى أن الأسماك مع ارتفاع درجات الحرارة تصوم عن الأكل، وهذا الأمر يتسبب فى إهدار كميات كبيرة من الأعلاف، مايكبد المستثمر خسائر كبيرة خلال مدة الدورة.
وفقاً لجهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية، تقدر استثمارات القطاع بنحو 78 مليار جنيه، موزعة على 7 آلاف مزرعة سمكية تبدأ مساحة الواحدة من فدان وتصل إلى 26 ألف فدان، ليبلغ إجمالى المساحة المستغلة حتى الآن 320 ألف فدان.
قال إبراهيم خليل، أحد مستثمرى القطاع بمحافظة البحيرة، إن المزارع تتكبد أعباء مالية ضخمة خلال الفترة الحالية تتمثل فى شراء الأدوية اللازمة لمعالجة الأمراض التى تتزامن مع موجة الحر الحالية، وأغلب تلك الأدوية بها نواقص محليًا ويصل سعر زجاجة المضاد الحيوى إلى 600 جنيه وتكفى لفدان واحد ويكرر الأمر بشكل يومى لحين السيطرة على المرض.
قال أحمد الشراكى، خبير مزارع سمكية، إن أهم مسببات انتشار الأمراض ترجع إلى اعتماد مزارع الأسماك على مياه صرف الأراضى الزراعية، ومحافظة كفر الشيخ تمتلك مساحات كبيرة لمزارع الاستزراع السمكي، إلا أنها الأكثر تعرضًا للملوثات.
تابع أنه فى ظل التغيرات المناخية وارتفاع مستلزمات الإنتاج يلجأ مستثمرو القطاع إلى العمل بـ50% من طاقة الفدان الإنتاجية وهى 2 طن أسماك بدلا من 5 أطنان للفدان، فى محاولة لتقليل خسائره.
وبلغ إنتاج مصر من الأسماك العام الماضى 2.1 مليون طن موزعة بين المصايد الطبيعية بقيمة انتاجية قدرها 450 ألف طن، و1.65 مليون طن يتم إنتاجها من المزارع السمكية.
قال أحمد راشد، مدير مركز علوم البحار والمصايد فى بلطيم، إن التغيرات المناخية تؤثر على خواص المياه بما يساهم فى تغير نسب الأكسجين والأمونيا وحموضة المياه وبالتالى ينعكس على الظروف البئية للأسماك.
تابع أن المركز أنشأ معمل للعلوم الوراثية لاستخراج سلالات جديدة قادرة على التكيف ومقاومة درجات الحرارة المرتفعة من خلال عمليات التهجين، كما أن المركز الدولى للأسماك بالعباسية استحدث سلالة جديد من السمك البلطى عام 2008 إلا أن تلك السلالة باتت غير قادرة على التكيف مع الأوضاع المناخية.
أردف أن الحلول المؤقتة للمزارعين مثل زيادة عمق المزرعة والعمل على تغيير المياه بصورة مستمره تساهم فى تفادى نفوق الأسماك على المدى القصير.
دعا مدير علوم البحار والمصايد، القطاع المصرفى لدعم العاملين فى القطاع عن طريق توفير تمويلات بفوائد مخفضة تسدد على فترة زمنية طويلة.