شهدت مدينة الغردقة بمحافظة البحر الأحمر تدشين أول متحف حربي بحري في مصر وإفريقيا.
وخلال حفل تدشين المتحف، مساء أمس الخميس، تم إغراق عربتين مصفحتين لتكونا ملاذا لبناء الشعاب المرجانية قبالة سواحل مدينة الغردقة، وهي منطقة جذب مشهورة عالميا للغطس، مما يعني إنشاء مواقع غطس جديدة.
وظهرت المركبتان على ظهر سفينة شحن صغيرة قبل أن تقوم الرافعات المثبتة عليها باذنزالهما إلى المياه، وسط اندهاش جموع من السائحين كانوا على متن قوارب سياحية راسية بالقرب من منطقة الإغراق.
وستضم مواقع الغوص الجديدة 15 آلية عسكرية قديمة في مواقع معينة، بحسب وزيرة البيئة ياسمين فؤاد.
وأوضحت الوزيرة خلال الحفل، أن الأمر استغرق سبع سنوات من التخطيط الدقيق لإعداد هذه المواقع.
وقالت فؤاد، إن هذا المتحف يعتبر الأول في مصر وإفريقيا، مؤكدة أنه سيساهم في تخفيف الضغط على مواقع الغوص الحالية والحفاظ على “الكنوز الطبيعية في المنطقة”.
وأضافت أن المركبات الغارقة ستساعد في خلق بيئة لنمو المرجان والكائنات البحرية.
ووفقا لبناة المتحف، تم إزالة جميع الأجزاء التي قد تكون ضارة من المركبات قبل وضعها في المياه لتعزيز الحياة البيئية للشعاب المرجانية والكائنات البحرية.
ويأتي تدشين المتحف نتاجا للتعاون بين القوات المسلحة المصرية ووزارتي البيئة، والسياحة والآثار وجمعية المحافظة على البيئة في البحر الأحمر “هيبكا”.
وبحسب الوزيرة، فإن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر هي الأكثر مرونة حول العالم في مواجهة وتحمل الارتفاع في درجات الحرارة، وقد أوضحت عدة دراسات أنها آخر الشعاب المرجانية تأثرا بالتغيرات المناخية حول العالم.
بدوره، قال أستاذ العلوم البحرية والمستشار البيئي لمحافظة البحر الأحمر محمود حنفي إن “تنفيذ المشروع جاء بعد سنوات من الدراسات العلمية البحرية”.
وأوضح حنفي في تصريحات لوكالة شينخوا، أن أحد الأهداف الرئيسية لإنشاء المتحف هو الحفاظ على الشعاب المرجانية الطبيعية في البحر الأحمر.
وأشار إلى أن المتحف سيعمل على تطوير سياحة الغوص، وخلق مجال جديد للأنشطة البحرية، كما سيتميز بمناظر بحرية غير عادية تظهر التاريخ العسكري الغني لمصر.
وقال محمد عبد الله، وهو مرشد غوص يعمل لدى وكالة سياحة بحرية محلية، لـ”شينخوا”، إن هذا المتحف يمثل مصدرا جديدا للدخل بالنسبة للعاملين في مجال السياحة، وخاصة الغوص.
وتوقع أن يجذب المتحف المزيد من الغواصين الراغبين في عيش التجربة الجديدة للغوص حول هذا المتحف الجديد.
وبالإضافة إلى المكاسب المالية، فإن المشروع الجديد مهم للحفاظ على استمرار أعمال الغوص في الغردقة بحسب عبد الله الذي أكد أن شركات السياحة ستنظم أنشطة غوص أقل في المواقع القديمة، مما سيساعد في الحفاظ على الشعاب المرجانية الطبيعية.
وتعتبر السياحة واحدة من الصناعات الأساسية في مصر، وتمثل نحو 12% من الناتج المحلي الإجمالي.
وتظهر البيانات الرسمية أن عدد السائحين في مصر انخفض من أكثر من 13 مليونا في عام 2019 إلى نحو 3.7 مليون في عام 2020 بسبب جائحة كورونا.
وقد بدأ قطاع السياحة في التعافي تدريجيا حيث وصل نحو 8 ملايين سائح إلى مصر خلال عام 2021، مواصلا انتعاشه طوال عام 2022 ليصل إلى مستوى يقترب من مستوى ما قبل الجائحة.