تراجع الجنيه والحماية عززا صادرات القطن الموسم الماضى
الهند وباكستان والصين أبرز الدول المستوردة للأقطان المصرية
تسعى جمعية قطن مصر لفتح أسواق تصديرية جديدة خلال الفترة المقبلة وبالتحديد اليابان وجنوب إفريقيا ودول الخليج، لزيادة صادرات القطاع تماشيًا مع خطة الحكومة ورغبة تلك الدول فى الاعتماد على القطن المصرى فى عملية التصنيع.
قال الدكتور خالد شومان المدير التنفيذى للجمعية لـ”البورصة”، إن صادرات القطن المصرى خلال الموسم 2022- 2023، سجلت نموًا كبيرًا بلغ 53.6% لتصل إلى 97.1 ألف طن مقارنة بـ 63.2 ألف طن الموسم الماضى.
أضاف شومان فى حوار لـ «البورصة» أن انخفاض سعر الجنيه أبرز الأسباب لزيادة صادرات القطن خلال الموسم الماضى بالإضافة إلى إجراءات الحماية التى تمت على مدار السنوات السابقة، والتى شملت حماية القطن من الغش، خاصة فى الأسواق العالمية.
أشار إلى أن القطن المصرى يصدر لـ 22 دولة حاليًا أبرزها الهند وتستحوذ على 25% من صادراته، تليها باكستان، والصين وبنجلادش ثم فيتنام وتركيا، وتسعى الجمعية خلال الفترة المقبلة إلى زيادة الصادرات من القطن الخام كفايبر للدول التى بها صناعة غزل ونسيج مثل فيتنام وتركيا.
أشار شومان إلى أن فتح الأسواق الجديدة يأتى من خلال المشاركة فى المعارض الدولية، التى يتم التركيز فيها على العملاء المستهدفين من الدول الأخرى، وأصبح العملاء وأغلب المروج لهم يدركون أن السبيل الأفضل للحصول على قطن مصرى 100% من خلال استخدام شعار قطن مصر.
ذكر أن الجمعية شاركت فى العديد من المعارض للترويج للقطن المصرى أبرزها فى فرنسا وألمانيا وإنجلترا وأمريكا والهند وبدأت فى اليابان ودول الخليج فضلاً عن اعتزامها القيام بزيارة قريبًا لجنوب إفريقيا.
وتأسست جمعية قطن مصر عام 2005 كجمعية غير ربحية تدير تجارة القطن وتروج بشكل حصرى للعلامة التجارية المسجلة للقطن المصرى، وهى تتبع وزارة التجارة والصناعة واتحاد مصدرى القطن بالإسكندرية.
شاهد.. المدير التنفيذي لجمعية قطن مصر يكشف مستهدفات صادرات القطن الفترة المقبلة
قال شومان إن الجمعية تضم نحو 100 شركة ومصنع حاصل على شعار القطن المصرى داخل مصر وخارجها، وتعد الجمعية الهيئة الرسمية المسؤولة عن إدارة وحماية العلامة التجارية للقطن المصرى، وضمان جودته فى جميع المنتجات التى تحمل هذه العلامة.
أضاف أن دراسة أجريت بالتعاون مع شركة “بى بى أم” الأمريكية لمعرفة أى الأقطان يفضلها المستهلك الأمريكى، ومستعد لدفع أسعار أعلى بنسبة 95% عن مثيله من الأقطان الأخرى.. كانت النتيجة لصالح القطن المصرى، وبنسبة 62% للقطن المصرى هو الأكثر معرفة وطلبًا لدى المستهلك الأمريكى.
أشار إلى أن القطن المصرى لا يزال يحتفظ بلقبه العالمى حتى الآن «الذهب الأبيض» لسعره المناسب الذى لا يقارن بأسعار الأقطان القصيرة، وجودته العالية وزيادة الطلب عليه فى الأسواق الخارجية.
تابع: القطن المصرى سيظل محافظًا على مركزه ضمن الأقطان طويلة التيلة لأنها تمثل نسبة صغيرة جدًا على مستوى العالم لا تتعدى 3%، وتميز القطن المصرى يجعله باقى وهو الأفضل على مستوى العالم، ولكن لاستعادة الريادة لابد من زيادة المساحة المزروعة به خلال الفترة المقبلة.
وبلغت المساحة المنزرعة من القطن لعام 2022 نحو 317 ألف فدان قطن معظمها فى محافظات الوجه البحرى، بإجمالى إنتاجية بلغت نحو مليونين و500 ألف قنطار قطن لموسم الجنى العام 2022.
أوضح رئيس جمعية القطن المصرى، أن التحدى الحقيقى، فى الفترة القادمة هو كيف يكون لدينا قطن يكفى الاستهلاك المحلى، ويعظم القيمة المضافة للقطن فى الصادرات من خلال إنتاج المزيد من المنتجات تامة الصنع بهدف التصدير، والعمل على إنشاء علامات تجارية مصرية خالصة تصدر للعالم.
ويرى أن زيادة المساحات المزروعة يحتاج إلى توفير الظروف الملائمة للمزارعين، وهذا دور الحماية، أما عن الترويج فهو لا يشمل القطن المصرى فقط إنما لكل المنتجات المصنوعة من 100% قطن مصرى، فالمعارض التى تشارك فيها الشركات المصرية حول العالم لابد من التأكد من كل العينات المشاركة أنها 100% قطن مصري.
أوضح أن إدارة شعار القطن المصرى تتم من خلال لجنة تيسير شعار القطن المصرى، وتضم ممثلين من وزارة التجارة والصناعة، واتحاد مصدرى الأقطان كملاك للعلامة، والشركة القابضة للقطن للغزل والنسيج، ووزارة الزراعة، والمجالس التصديرية، وجمعية قطن مصر.
أضاف شومان أن الأسواق العالمية أصبحت مهتمة للغاية بملف الاستدامة والتغير المناخى وندرة المياه، لذلك وقعت الجمعية شراكة مع مبادرة مشروع القطن الأفضل فى مصر كشريك استراتيجى للمشروع لزيادة الطلب على القطن المصرى بمعايير الاستدامة للوصول إلى الأسواق العالمية وزيادة المعروضات من منتجاته.
اقرأ أيضا: «الزراعة الأمريكية» تتوقع استقرار صادرات القطن المصرى الموسم الحالى
و”القطن الأفضل” هو أكبر برنامج للاستدامة فى قطاع القطن على مستوى العالم، يساعد مجتمعات القطن على البقاء والازدهار مع الحفاظ على البيئة، ووصلت برامجهم إلى 3.9 مليون شخص، وتلقى 2.9 مليون مزارع تدريبًا على ممارسات الزراعة المستدامة فى 26 دولة.
أطلق مشروع القطن المصرى برنامج القطن الأفضل لأول مرة فى عام 2020، الذى نفذته منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية بتمويل الوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائى والمؤسسة الدولية لتمويل التجارة الإسلامية.
قال شومان، إن الجمعية تعمل على تعظيم القيمة المضافة للقطن من خلال تصديره للخارج كمنتج تام الصنع منها المفروشات والملابس الجاهزة، والخيوط، وتصديره كعلامة تجارية، وتم تطوير الشركات والمصانع للغزل والنسيج والمحالج ومحلات الملابس الجاهزة، ليكون لها القدرة على أن تستعمل القطن المصرى لأنه يحتاج إلى ماكينات عالية التقنية.
أشار إلى أن ما تم استخدامه من القطن فى الصناعة هذا العام، لا يتعدى 10% فقط من إجمالى إنتاج يصل إلى 104 ألاف طن سنويًا.
وتستهدف الحكومة زيادة استخدم 60% من الإنتاج فى عملية التصنيع بدلاً من 20% حاليًا بنهاية 2025، وذلك بدعم من التشغيل الكامل لمصانع قطاع الأعمال.
أكد شومان، أن الجمعية ضمن مسؤولياتها هى حماية القطن المصرى من خلال أخذ عينات عشوائية من الأسواق وفحصها فى حال خلط القطن المصرى بأى قطن أخر يتم إبلاغ سلسلة التجزئة ويتم إزالة أى منتج يخالف المعايير.
وتحرص الجمعية على تمرير منتجات الشركات التى تحصل على شعار القطن المصرى للفحص التقنى من قبل شركة من أكبر الشركات الفحص، بالإضافة إلى النظام الكودى الذى يسمح بمتابعة القطن المصرى من سلسلة الإنتاج بالكامل.
كتبت: مريم الرميحى